كتاب فلسطين والقدس والأقصى
المقدمة: هل من مناص عن معركتنا مع اليهود!؟
سؤال قد يدور في أذهان الناظرين من بعيد!.. وقد قالها لي أخ باكستاني مرة، وهو يتحدث عن مشكلة كشمير بين باكستان والهند.
جواب هذا السؤال ليس عندنا وحدنا، بل عند الآخرين الذين ينازعوننا في فلسطين والقدس والأقصى.. وإذا عدنا إلى النصوص التي عندنا في القرآن الكريم، وفي الحديث الشريف وجدنا أنها تقرر أن لا مناص من هذا النزاع، ليس لأننا نريد النزاع ونسعى إليه، ولكنهم (اليهود والنصارى) لا يتخلون عن ذلك.
ونحن في العصر وأسلافنا في العصور الماضية مهما بذلنا من حسن النية، والدفع بالتي هي أحسن، وإظهار المودة، فلن ينفع في الأمر شيئاً، لأن العداوة متأصلة فيهم لا فكاك منها. وقد أثبت التاريخ ذلك مع اليهود ومع النصارى سواء، بله المشركين والفئات الكافرة الأخرى من النحل والملل. فهم في عداوتهم للمسلمين سواء في كل عصر ومصر، يصدقه قول الله تعالى: {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: 2]، وقوله تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217].
وفلسطين والقدس والمسجد الأقصى مركز دائرة الصراع الإسلامي وغير الإسلامي، كان ومازال، وسيستمر إلى أن يشاء الله تعالى، ولله في خلقه شؤون، ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة، ولكن شاء أن يجعلهم مختلفين متدافعين تدافع الحق والباطل.
وهذه المقالات التي بين أيدينا كتبها الدكتور حيدر الغدير بجنانه، قبل أن يصوغها بلسانه، وسطرها بقلمه قبل أن ينشرها بكتابه، وجدت فيها قلباً نابضاً، ولساناً صادقاً، ويقيناً ثابتاً بموعود الله للمؤمنين من عباده، في صراع الحق والباطل، وأن الله سبحانه ناصر عبده إن نصر ربه، ومحقق وعده، في نشر نوره ولو كره الكافرون والمشركون.
هذه المقالات قديمة جديدة، لأن موضوعها يتجدد، ويشتعل نارها، ويعلو أوارها، ويتلهب جمرها، ولا غنى عن قراءتها، لأنها توضح الحقائق، وتبني الأمل في النفوس، وتبعث النور في القلب اليؤوس.
والدكتور حيدر الغدير قال شعراً كثيراً عن القدس والأقصى وفلسطين، وما يرتبط بها من رموز مثل عماد الدين زنكي، وصلاح الدين الأيوبي، حتى خصها بديوان من دواوينه بعنوان: "غداً نأتيك يا أقصى"، وفي هذه المقالات من الشاعرية المـتألقة ما يقارب ديوانه، ويكاد ينافسه. فجزاه الله خيراً.
شمس الدين درمش
الرياض – السبت
11 رجب 1443هـ
-------------------
المحتويات
(روابط تنقلك للمقالات)
1. مقدمة ...................................................... 2
-----------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق