الخميس، 7 سبتمبر 2023

فلسطين جزء من دار الإسلام

فلسطين جزء من دار الإسلام

     قضية فلسطين لدى الأمة الإسلامية قضية جزء من دار الإسلام اغتصبه أعداء الإسلام، ولا يجوز أن يكون هدف السلم فيها أدنى من تحرير فلسطين كاملة واستعادتها لحظيرة الإسلام.

     والداعية المسلم اليوم في معركة مصيرية، يجد نفسه في إطار هذه القضية منها وحده إلى جانب الحق ضد أعدائه سواءً الذين اغتصبوا الأرض واستعمروها بغير الحق ويهوّدونها يوماً بعد يوم، أو مَن يدعمونهم دعماً مباشراً من مختلف الجهات الصليبية والشيوعية واليهودية العالمية، كما يجد نفسه في مواجهة أولئك الذين يهبطون بالقضية من مستواها الحقيقي كقضية صراع بين الحق والباطل، بين الإسلام وأعداء الإسلام، وقضية تحرير كامل من النهر إلى البحر بالإسلام ومن أجل الإسلام، إلى مستوى آخر، قد تختلف فيه الشعارات والأهداف المعلنة والوسائل المتبعة أحياناً، ولكن لا تختلف فيه النتائج إطلاقاً.

     فهذا يسميها مشكلة "الشرق الأوسط"، وذاك مشكلة النزاع العربي الإسرائيلي، وثالث مشكلة دولية. هذا يحولها إلى مشكلة لاجئين يبحثون عن موطن، وذاك إلى مشكلة حدود ومستعمرات، وثالث الى مشكلة أمن.

     وقد تصل الشعارات المعلنة فوق هذه المسميات وسواها الى أقصى مدى لها فتطالب بالتحرير الكامل، ولكن من أجل أن تسود في فلسطين سیادة غريبة جديدة، تأباها فلسطين، ويأباها إسلامها وتاريخها. وتلعب الشيوعية الدولية والمحلية خاصة بهذه الشعارات دوراً متفاوتاً تفاوت المواقف السياسية الآنية، وتفاوت ما يبتكر للشيوعية من نعوت وأسماء، يتوارى البعض وراءها عن مكر مقصود، وينخدع البعض الآخر بها عن جهل أو وهم، والشيوعية العالمية والمحلية وراء إسرائيل، كانت وراء إيجادها وما تزال وراء إبقائها.

     قضية فلسطين لدى الأمة الاسلامية جزء من قضية الإسلام والمسلمین الكبری في هذا العصر، لا يجوز فصله عنها بحال من الأحوال. ومن هنا فهي ترفض من يقول بالعمل تحت راية هذه الفئة أو تلك، تحت راية هذا الاتجاه أو ذاك في خدمة هذا النظام الخادم للرأسمالية أو ذاك الخادم للشيوعية. ترفض من يقول بذلك بدعوى التقاء "ظاهري" في أهداف مرحلية معلنة. كما ترفض كل الرفض المواقف الهزيلة وإن كانت بشعار يتعذر بالإمكانات؛ فالإمكانات أعظم مما يتصورون، أو يتحجج بالواقع؛ فالواقع مرفوض أصلاً وغير شرعي قطعاً.

     لا بد أن تكون قضية فلسطين في وعي الأمة الإسلامية ووجدانها، في قلب كل فرد وفكره في وجود الأمة بأسرها قضية إسلامية خالصة، وهدفها فيها التحرير الكامل واستعادة الأرض السليبة؛ بالإسلام بمنهجه ووسائله، ومن أجل الإسلام، من أجل أن يسود فلسطين وسواها من أراضي المسلمين في كل مكان دیناً شاملاً لسائر جوانب الحياة الدنيا والآخرة، ورسالة إلهية خالدة للناس كافة.
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة