الاثنين، 8 أغسطس 2022

من علماء أوروبا الذين تعلموا في الأندلس

 

الفصل الأول: محمد إقبال وقفات مع مكانته وأدبه وأندلسياته

من علماء أوروبا الذين تعلموا في الأندلس

     يروي التاريخ أن ممن درس في قرطبة وتخرج على أيدي علمائها المسلمين "شانجة" ملك "ليون" و"أستوريا" في شمال إسبانيا.

     ومنهم "هرمان" الكسيح ابن أمير "والماسيا" الذي نقل مآثر الحضارة الإسلامية في ألمانيا ودول البلطيق عن الطلاب الأوروبيين العائدين من الأندلس، والذين كانوا يمرون بدير "ريخناو" الذي يمكث فيه "هرمان"، ويقضون فيه أياماً عديدة قبل تفرقهم إلى أهليهم. وعن هؤلاء نقل "هرمان" كل ما جلبوه من الآلات الفلكية العربية، وفي مقدمتها الإسطرلاب الذي صنع أول واحد منه في أوروبا على الأسس العربية.

     ومن المعاهد الطبية في مدن إشبيلية وغيرها من حواضر الأندلس تخرج ما لا يقل عن عشرين طبيباً أوروبياً كان من بينهم الراهب الإنكليزي "سبيرومان" الذي اتخذه البابا "يوس" الثالث طبيباً خاصاً له.

     ولقد ظلت الأندلس تؤدي دورها الفعال هذا في نقل الحضارة الإسلامية إلى أوروبا حتى بعد أن قُضِي على الحكم العربي فيها، وأُجهِز على المسلمين تقتيلاً وتجهيلاً وتنصيراً في عصر محاكم التفتيش الفظيعة.

     فلقد تفرق فطاحل العلماء من المسلمين الأندلسيين في مختلف الولايات الإسبانية، وفي فرنسا وإيطاليا وغيرها يحملون معهم علومهم وفنونهم التي لم يضنُّوا بها حتى على الكفار الذين أنزلوا بهم وبأهليهم سوء العذاب مما كان له أثره في ازدهار حركة البعث الأوروبي، ونشوء الحضارة الأوروبية الراهنة.

*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة