الخميس، 7 سبتمبر 2023

فلسطين حقنا الديني

فلسطين حقنا الديني

     نحن -المسلمين- نطالب بفلسطين من قبل ومن بعد؛ باعتبارها من حقنا الديني التاريخي الذي لا يقبل أية صورة من صور المساومة أو التهاون أو أنصاف الحلول على الإطلاق. ويطالب يهود اليوم بفلسطين بدعوى أنها البلد الذي ظهر فيه "أنبیاؤهم"، ووعدتهم به "توراتهم"، وقام فيه "هيكلهم" المندثر.

     وهذه دعوی باطلة زائفة بمقياس الدین القويم، والتاريخ الأمين، والبحث العلمي المجرد. یریدون أرض الأنبیاء الذين عصوهم وكذبوهم، وقتلوا من استطاعوا منهم، ونسجوا الاتهامات الباطلة ضدهم، فخرجوا بذلك على دينهم، دين التوحيد الخالص، دين الإسلام: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21]، وقال تعالى: { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61]، وقال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: 112]، {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 91].

     هذا كلام الله في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن اليهود اليوم یكفرون بكلام الله، ويستندون في دعواهم بفلسطين إلى توراتهم المحرفة، فماذا يقولون عن أنفسهم فيها؟ إنهم يتحدثون عن الأنبياء بصورة لا تقف فيها جريمة التحريف عند حد من الخجل أو الحياء، ويتحدثون عن مواقفهم من الأنبياء بصورة لا تبدو دعواهم تلك في إطارها إلا كحلقة جديدة من حلقات الكفر والعصيان والعدوان والتحريف. يطالبون بأرض الأنبياء والتوراة تصفهم – والإنجيل – في مواضع عديدة بأنهم "قتلة الأنبياء"، و"أولاد الأفاعي"، وأنهم "زناة"، و"رقابهم صلبة"، و"ملعونون بكفرهم"...

     تقول التوراة الحالية: "وقال الرب لموسى: رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقاب"، وتقول: "إن الله قال: اذهب وقل لهذا الشعب: اسمعوا سمعاً ولا تفقهوا، وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا، غلِّظ قلب هذا الشعب، وثقِّل أذنيه، واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه، ويسمع بأذنيه، ويفهم بقلبه".

     وتقول "وصار مرشِدو هذا الشعب مضلين ومرشَدوه مبتلَعين، لأجل ذلك لا يفرح الرب بفتيانه، ولا يرحم يتاماه وأرامله لأن كل واحد منهم منافق وفاعل شر".

     وتقول: "قال الرب إله إسرائيل: هأنذا جالب شراً على أورشلیم ويهوذا، وأدفعهم إلى أيدي أعدائهم فيكونون غنيمة ونهباً لجميع أعدائهم لأنهم عملوا الشر في عيني".

     وتقول: "هأنذا جالب الشر على هذا الموضع وسكانه، من أجل أنهم تركوني وأوقدوا لآلهة أخرى لكي يغيظوني بكل عمل أيديهم، فيشتعل غضبي على هذا الموضع ولا ينطفئ".

     وتقول: "وجعلت يهوذا وسكان أورشلیم يزنون کزنا بیت آخاب، هو ذا يضرب الرب شعبك بیتك ونساءك وكل مالك ضربة عظيمة".

     أبهذه الدعوى "الدينية" تطالبون يا بني إسرائيل بأرض فلسطين الطاهرة!؟
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة