واجب المسلمين نحو فلسطين
لئن كانت واجبات المسلم اليوم كثيرة كبيرة في إطار قضيته الشاملة، فلا ينبغي أن يقتصر ما يؤديه فيما يتصل بفلسطين بالذات على الانفعال بأحداثها مرة بعد أخرى.. أو أن تقتصر به الحماسة على المطالبة بأقصى المطالب بأعلى صوت، وأن تتحقق بأسرع وقت دون أن يكون هو بالذات جزءاً من التخطيط الشامل السليم ومنبعاً من منابع الجهد الدائب المستمر.
وفي تاريخ فلسطين وقضية فلسطين الكثير مما يحتاج إلى الإيضاح وإلى التثبيت في الأذهان والضمائر؛ بالكلمة، والمحاضرة، والندوة، والكتاب، والقصة، والقصيدة. وبوسع المرء تناول قضية فلسطين في هذا كله من وجوه عديدة ينجلي بها الحق الأصيل ويستبين.
وإن الشواهد الكثيرة، والحقائق المختلفة لتشهد أن حق الأمة المسلمة في فلسطين حق عميق أصيل ذو جوانب كثيرة:
- حقنا في فلسطين حق ديني تاریخي.
- حقنا في فلسطين حق تاریخي بشري.
- حقنا في فلسطين حق تاريخي حضاري.
- حقنا في فلسطين حق قانوني دولي.
- حقنا في فلسطين حق ثابت.
مهما بدا واقع المسلمين في ظاهره مدعاة يأس، أو بدا واقع يهود الأرض اليوم مبرراً لدى البعض على طريق الاستسلام والخضوع.
وميزان التاريخ يؤكد أن مصير مساعي يهود اليوم إلى الفشل دون ريب. ويؤكد أن مصير مساعي التسليم لهم بالباطل إلى الفشل دون ريب.
ويؤكد أن الموقف الإسلامي الأصيل في القضية أثقل في تأثيره ونتائجه مما يحسبه الواهمون. وعرض تاريخ القضية واجب إسلامي على الأمة الإسلامية لا غنى عن القيام به بعد أن غابت هذه الوجوه أو غاب معظمها عن الأذهان حتى في وعي المسلم أحياناً بفعل ما بذله أعداء الإسلام، وبفعل تقصير المسلمين عن الجهاد بالكلمة والعمل على السواء.
قال الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ ٱلْكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدْهُم بِهِۦ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52]، وقال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۚ} [الحج: 87]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]، وقال تعالى: {وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا يُجَٰهِدُ لِنَفْسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ} [العنكبوت: 6].
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق