الخميس، 7 سبتمبر 2023

بطلان حق اليهود في أرض النبوات

بطلان حق اليهود في أرض النبوات

     أية دعوى أشد بطلاناً في منطق الدين والحق والتاريخ من دعوى اليهود بأرض أنبیاء، وقد أقروا بأنهم عصوهم وقتّلوهم واتّهموهم ونسجوا الأساطير عنهم؟ أية دعوی أشد بطلاناً من ذلك إلا دعوى المجرم يقتل صاحب البيت، ويسلب ماله، ويشهر بسمعته، ويعترف بجريمته، ثم ينادي: إن البيت أصبح من حقه!؟ أم أن يهود اليوم يدّعون الإيمان وبنو إسرائيل الأولون هم الكافرون؟ بل إن يهود اليوم أشد كفراً وفسوقاً من يهود الأمس، إلا أنهم لا يجدون من يقتلون من الأنبياء، فيقتلون الأطفال والشيوخ والنساء في "دير ياسين" و"الكرامة" وحول المسجد الأقصى..

     تلك هي التعاليم التي وضعوها، واتبعوها في طريق الكفر والفساد والإفساد.. مثال واحد يصور القليل من الكثير، مثال من كتاب "صلاة اليهودي" الذي يعلمهم في يوم "کیبور" يوم عيد الغفران كما يسمونه، أن اليهودي مغفورة سائر خطاياه بلا قید ولا شرط.. "مغفور له الافتراء والعنف والاغتصاب واضطهاد الجار وخیانته"!.. مغفور له الجحود والكذب وشهادة الزور والمشاكسة والوقاحة!.. مغفور له التكبر والغطرسة والأيمان الكاذبة!.. مغفور له الاختلاس والسرقة والابتزاز والربا!.. مغفور له الزنا الجماعي وسفاح القربی"!.. والله تعالى يقول: { وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَۚ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [المائدة: 52]، ويقول الله تعالى: { كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 79].

     دعواهم باطلة، وبطلانها مسجل بمداد من دماء الأنبياء الذين قتلوهم على تراب فلسطين الذي دنّسوه ويلعنهم، باطلة لا يُقِرُّ بها إلا فاقد للوجدان، کافر بالدين، وحقنا الديني مسطور في تاريخ الأنبياء بحروف من نور الإيمان بهم جميعاً لا يعمى عنه إلا فاقد البصر والبصيرة.

     إنه الحق الديني المتصل الحلقات من مولد إبراهيم عليه السلام إلى يوم الإسراء والمعراج. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَاۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

     الحق المتصل الحلقات من يوم بعث موسی فبشَّر بعيسى، فبعث عیسی فبشر بمحمد عليهم صلوات الله وسلامه، إلى يوم بعث محمد ﷺ فبشر بفتح فلسطين أرض الأنبياء، وما زال يذكر بیت المقدس فيها حتى فكر الصحابة الكرام بدفنه فيه بعد وفاته، متصل الحلقات من يوم فتح طالوت وداود بیت المقدس مع عصبة مؤمنة تقول: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 250].
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة