الصهاينة في فلسطين
من المعروف أن الصهاينة في فلسطين المحتلة يسعون فيما يسعون له إلى أمرين يكمل أحدهما الآخر فيما يهدفون إليه:
الأول: أنهم يحاولون القضاء على الآثار والمقدسات الإسلامية شيئاً فشيئاً، ليستأصلوا بذلك الوجود التاریخي للإسلام والمسلمين. ويظهر هذا جلياً في مدينة القدس بشكل خاص، فهم يزيلون بعض المقابر فيها، وهم يهدمون بعض الأحياء ذات الشكل الإسلامي، ويهدمون بعض المساجد بحجة التوسعة، وما إلى ذلك.
والثاني: أنهم يحاولون دائماً اختلاق حقوق تاريخية لهم في فلسطين، ودائمو الحديث عن آثار لهم فيها، ودائبو العمل على تضخيم هذه الآثار أمام الرأي العام اليهودي والأجنبي على السواء.
هذان الأمران اللذان يقوم بهما الصهاينة في فلسطين، إنما يهدفون منهما في آخر الأمر إلى بتر صلة فلسطين بتراثها وتاريخها الاسلامي، وربطها بتاريخ مزعوم للتراث اليهودي.
إن الصهيونية دائبة على تغيير الأماكن الأثرية المسلمة في فلسطين للقضاء عليها، وهي دائبة على تغيير کتب التاريخ المدرسية المقررة على الطلبة العرب الفلسطينيين بما يؤكد مزاعمها، ومن المعروف أنها تسعى منذ أسر القدس في عام الهزيمة والعار إلى البحث عما تسميه هيكل سليمان عليه الصلاة والسلام، وقد اختارت أن تبحث عند أسوار المسجد الأقصى، لتسهم هذه الحفريات في زعزعة بنائه تمهيداً لهدمه أو إحراقه، ونحن نعرف أنها حاولت إحراقه عام 1389هـ/1969م.
هذه المحاولات الصهيونية الدؤوبة التي تشمل فيما تشمل إحراق المسجد الأقصى أو هدمه، وإقامة هيكل ينسبونه لسليمان عليه السلام، وكثير أمثالها، تدل على أن الصهيونية ذات وعي دقيق بأهمية التاريخ في حياة الأمم، لذلك هي تحاول استئصال التاريخ الإسلامي في فلسطين، في الوقت الذي تنشئ لنفسها تاريخاً فيها، من الزيف والكذب، ومن أطلال قديمة، ومن فترة تاريخية قصيرة لا تعد شيئاً في عمر الزمان، كان لليهود فيها شيء في فلسطين، ثم تفرقوا أيدي سبأ في مختلف مناطق العالم.
إن الصهيونية بما تفعله من ذلك، تحاول صبغ فلسطين بالصبغة اليهودية وإظهارها أمام الأجيال اليهودية الناشئة، وأمام العالم بتلك الصورة، على أمل إقناع الجميع بأن فلسطین یهودية تماماً، يدل على ذلك تاريخٌ قديمٌ وآثار، وصبغةٌ يهوديةٌ حالية.
إنه درس تاریخي سیاسي في غاية الأهمية، ترى هل نحسن الانتفاع منه!؟
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق