يقظة إسلامية في عرب فلسطين المحتلة 1948م
تشهد هذه الفترة التي يمر بها الإسلام هذه الأيام، حركة يقظة إسلامية، تتمثل في صحوة متزايدة، لدى قطاعات واسعة من الأمة، تدعو إلى العودة إلى الدين وتحكيم الشريعة، والبحث عن الأصالة والجذور، والابتعاد عن التيارات الوافدة والمبادئ الدخيلة التي قادت البلاد والعباد إلى الدمار. وقد شملت هذه الصحوة فيمن شملت عرب فلسطين الذين يعيشون تحت حكم القسر اليهودي الظلوم، مما جعل سلطات الاحتلال تراقب هذا التحرك وتتخوّف من نتائجه.
وفي ملحق صحيفة هاآرتس اليهودية الصادر في 13/ 7/ 1979م؛ الذي خصصته كاملاً للحديث عن اليقظة الإسلامية بين شباب قرى المثلث في فلسطين، يتساءل كاتب المقال قائلاً:
"طوال الثلاثين عاماً المنصرمة كانت الأقلية العربية في إسرائيل تمارس نشاطاً سياسياً متحفظاً، أما الآن فإن الأقلية العربية بدأت تتجه اتجاهاً مختلفاً، نحو جذورها وأصولها الدينية، ولقد أصبحت ظاهرة تزايد اليقظة الإسلامية بين صفوف الأقلية العربية موضع اهتمام السلطات الرسمية التي تنظر بريبة وخوف إلى هذه الظاهرة:.
إن ظاهرة تزايد اليقظة الإسلامية بين عرب إسرائيل (حسب تعبير المقال) أصبحت مصدر قلق أكيد لكل يهودي. فقد أصبح كل يهودي يتساءل بقلق وخوف هذه التساؤلات:
- ما هي أهداف هؤلاء الشبّان الذين يعودون إلى الإسلام من جديد؟
- ومن يقف وراء هذه الظاهرة؟
- وهل حركتهم هذه حركة عفوية لن تلبث أن تزول أم أنها ستتحوّل إلى حركة إسلامية ثورية كما حدث في مناطق أخرى في الشرق الأوسط؟
وقبل أن يبدأ المقال في محاولة الإجابة على هذه التساؤلات يشير إلى أن الخطر الحقيقي الذي تمثله ظاهرة العودة إلى الإسلام بين عرب إسرائيل (كما يعبّر صاحب المقال) هو أن الآلاف من الشباب الذين يعودون إلى الإسلام من جديد هم من طلاب المدارس الابتدائية والثانوية ومعاهد المعلّمين، أي أنهم من الجيل المثقف، وجيل المستقبل.
ويورد كاتب المقال عدة أسباب لظاهرة الصحوة الإسلامية من أهمها: خيبةُ أمل الشباب بالشعارات الكثيرة التي طُرِحت لتحرير فلسطين، فقد وجد هؤلاء الشباب أن إيمانهم بهذه الشعارات لم يحقق لهم ما كانوا يصبون إليه من استعادة وطنهم.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق