الخميس، 7 سبتمبر 2023

اليقظة الإسلامية وفلسطين

اليقظة الإسلامية وفلسطين

     في ملحق صحيفة "هآرتس" اليهودية الصادرة في الأرض المحتلة بتاريخ 13/ 7/ 1979م، والذي خصصته كاملاً للحديث عن اليقظة الإسلامية بين شباب قرى المثلث العربي في فلسطين المحتلة منذ عام 1948م؛ نجد الكاتب يسوق عدة نقاط مهمة ذات تسلسل تاريخي حول تلك اليقظة، يرتبها على النحو التالي:

- في البداية أخذ عرب تلك المنطقة يطلبون من "إسرائيل" الاعتراف بهم كمواطنين إسرائيليين.

- بعد حرب حزيران 1967م؛ بدأ الوعاظ والعلماء من الضفة الغربية يتوافدون على قرى المثلث المحتلة منذ عام 1948م، وكان لذلك أثر كبير في تذكير أهالي تلك القرى بدينهم، وعودتهم إليه من جديد.

- وبعد حرب حزيران 1967م؛ أصبح من السهل انتقال الكتب الإسلامية من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى عرب إسرائيل (على حد تعبير الكاتب اليهودي) مما ساعد على انتشار الأفكار الإسلامية بينهم.

- الجهود الكبيرة التي بذلها رجال الدين المتعصبون (على حد تعبير الكاتب اليهودي أيضاً) الذين لم يتركوا قراهم عام 1948م، فهؤلاء كانوا طوال "الثلاثين عاماً" الماضية يبذلون جهودهم لتذكير الناس بدينهم من دون ملل.

- خيبة أمل عرب إسرائيل (حسب تعبير الكاتب) في المبادئ الغربية كالرأسمالية والديمقراطية وغيرهما، وخيبة أملهم بمبادئ اليسار العالمي، واقتناعهم بأن كل تلك المبادئ لا تتفق مع الإسلام، وأن الإسلام هو المبدأ الوحيد الذي يحقق آمالهم.

     ويشير المقال إلى دور النشاط الإسلامي النسائي في حركة اليقظة، فيقول: إن الواعظات المسلمات لهن دور كبير في تزايد اليقظة الإسلامية بين عرب إسرائيل (على حد تعبيره)، ففي قرية باقة الغربية مثلاً تأتي واعظة شابة من نابلس وتلقي دروساً دينية أمام نساء القرية، وقد كان لهذه الدروس أثر كبير في عودة الكثيرات إلى الإسلام، وامتلاء المساجد بهن.

     ويقول كاتب المقال: إنه سأل كثيراً من الشباب العائد إلى الإسلام عما إذا كانت لديهم نوايا سياسية، فكانوا يقولون: إنهم عرب مسلمون، ولا يهمهم غير تنفيذ تعاليم الإسلام، وإن تيار العودة إلى الإسلام لن يتوقف، وسيتحول إلى قوة ذات قواعد واسعة من الشبان والفتيات.
*****

     ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن صحيفة "فورتشن" مقالاً تحت عنوان: الصحوة الإسلامية تُقلِق أمريكا... وإسرائيل تتوقع جهاداً إسلامياً مقدساً لتحرير الأقصى، ومما جاء في مقال "فورتشن":

     إن صحوة الإسلام الجديدة تزعج الإسرائيليين كثيراً، فإسرائيل تعرف تماماً أنه إذا فشلت محادثات السلام مع الفلسطينيين والعرب؛ فإنها ستكون هدفاً لحرب "الجهاد المقدس" التي ستشنّها الصحوة الإسلامية المتزايدة يوماً ما.

     إنه حتى في الجامعات العبرية في إسرائيل بدأ الطلاب العرب المسلمون يُبدون اهتماماً متزايداً بالعودة إلى دينهم، وبدؤوا يمارسون ضغوطاً على السلطات اليهودية للسماح بفتح كليات للثقافة الإسلامية في الجامعات اليهودية، كما بدأ العديد منهم يطلقون لحاهم، ويؤدون العبادات الإسلامية، في حين بدأت الفتيات بارتداء الزي الإسلامي الشرعي.

     إن استفتاءً جرى مؤخراً بين الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة؛ أظهر أن سكانها -وخاصة المثقفين منهم- يطالبون بالعودة إلى الإسلام بعد أن يئسوا من جميع الأنظمة والأيديولوجيات التي تنازعت أفكارهم سنوات طويلة.

     إن الإسرائيليين يشعرون أنهم يعيشون في بحر متلاطم يسيطر عليه الإسلام، وأن إسرائيل مهددة بالغرق والاندثار من دون موعد بين أمواج هذا البحر الإسلامي.
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة