يا قدس! (10)
إني قادم إليكِ يا قدس إن شاء الله، قادم إليك فاتحاً غازياً منصوراً لأكون جندياً جديراً بالانتساب إلى الأمة الإسلامية، وأهلاً للجهاد تحت الراية القرآنية. إني قادم إليك يا قدس لأقوم بأداء المهمة الثقيلة التي ألقاها على كاهلي انتمائي إلى خير أمة أخرجت للناس.
وإني أقسم لكِ يا قدس، أقسم بالله العلي العظيم أن في فؤادي حنيناً جياشاً إلى أرضك الطهور، حنيني إليك حنين الروض لماء القطر، حنين المسجد للأذان، حنين المؤمن لترتيل القرآن، حنين المغترب طال اغترابه ونأت أسفاره إلى داره وأهله وصحبه وذويه.
أنتِ في قلوب المسلمين رجاء، وفي أفئدتهم دعاء، وفي عيونهم دمعة، وفي أخلادهم أمل، وفي ضمائرهم لوعة، وفي سرائرهم أمنية جياشة حارة..، ومنزلتك هذه الطاهرة العاطرة الأبية الكريمة ستدفعنا يا قدس بإذن الله لنكون رجالاً أوفياء شرفاء، يصوغون مواقف وفية شريفة، وهم في الطريق إليكِ سائرون، حتى يكتب لنا النصر المبين، یكتبه الله عز وجل بقدرته العظيمة الطليقة، ويصوغه قَدَرُه الغالب الذي لا يُرَد بسواعدنا المؤمنة المتوضئة.
أتذكرين أيام الصحبة العفيفة، والرفقة الطاهرة!؟ أم أن السنوات العجاف تحت راية یهود قد فعلت بذاكرتك الأفاعيل!؟ أما أنا فأقسم أنكِ ما غبتِ عن حسي، ولا نأيتِ عن وجداني، وأنّی لي ذلك وقد شرفتُ بالانتساب إلى الإسلام الذي يعلمني أن الوفاء من شوامخ الأخلاق ونبيل السجايا!؟ وهل لي بعد ذلك إلا أن أكون وفياً لكِ والأقصى الحبيب أولى القبلتين وثالث الحرمين!؟
يا قدس!.. منذ وعيت حقيقة إسلامي ومسؤولية إيماني؛ عرفت أن لكِ حقاً في عنقي أي حق، فاطمئني فإني مدرك تمام الإدراك كل ما عليَّ أداؤه إزاء حقكِ الكبير. سأزحف إليكِ في فتية مؤمنين ما عرفَتْهُم الأرض إلا ساجدین مستغفرين، في فتية لهم من الأصالة والنبل والتضحية والمضاء ما يليق بهم ليكونوا أول مواكب الإنقاذ:
في فتيةٍ لا تنالُ الأرضُ أدمعَهمْ ولا مفــــارقَهُمْ إلَّا مُصلِّينـــــــا
لو لم يسودوا بدينٍ فيهِ منــــبهةٌ للحقِّ كانَتْ لهُمْ أخلاقُهمْ دِینــــا
فاصبري يا قدس الإسلام والمسلمين!.. فلا بد أن يطلع الفجر الصادق ليقضي على طغيان یهود واستعلائها، ويُنهي مسلسل التنازلات التي يقدمها ليهود المتخاذلون والمفرّطون. إن موعد هؤلاء وأولئك قادم، قادمٌ لا ريب فيه.. إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب!؟
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق