فلسطين إسلامية
إن فلسطين إسلامية، وستظل إسلامية بالرغم من كل المحاولات الآثمة التي تحاول أن تسلبها من أمة الإسلام والمسلمين.
حقاً إن فلسطين هي اليوم قد خرجت من أيدي المسلمين، لكنَّ لها عودةً لا ريب فيها قط إلى الراية المسلمة بإذن الله، فذلك هو وعد المصطفى ﷺ، وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
وليست هي المرة الأولى التي تخرج فيها فلسطين من أيدي المسلمين، فلقد أسرها الصليبيون قرابة قرنين من الزمان حتى تم إنقاذها على مراحل، والقدس نفسها ظلت نصف هذه المدة تقريباً أسيرة، وحُوِّل مسجدها الأقصى المبارك إلى كنيسة، لكن الأمة المسلمة المنجبة الولود ما لبثت أن أخذت تقدم قادة حركة الجهاد والاسترداد، عماد الدين زنكي، ثم ولده نور الدين محمود، ثم صلاح الدين الأيوبي إلى آخر سلسلة الجهاد المباركة، وظل الجهاد هو سبيل الأمة الحقيقي والوحيد إلى الإنقاذ، وتوالت الجهود، حتى تكللت بالظفر الأكبر يوم قصم صلاح الدين ظهور الصليبيين في حطين، ثم جاء مِنْ بعده مَنْ تابع المسيرة حتى اتم إنقاذ فلسطين كلها وأعادها للإسلام والمسلمين.
ولا بد من يومٍ قادم، يوم تسلك فيه الأمة سبيل الجهاد بعد أن استيقنت أن كل السبل الأخرى تقودها إلى مزيد من الهزائم، وعندها ستكون حطين أخرى، وسيكون قادة آخرون كصلاح وغيره ممن يُعْلون كلمة التوحيد، ويقودون الأمة في الطريق الصحيح، طريق الإيمان والجهاد، الذي يقودها نحو سعادتيها في الدنيا والآخرة.
ويومها يسقط باطل اليهود الزائف أمام حق المسلمين الصراح، وتطوى راية التلمود أمام راية القرآن، وتفرّ جرذان اليهود أمام بطولة المسلمين، ويفلّ جيش أحفاد قتلة الأنبياء ومحترفي الربا وتجار الخنا أمام جيش أحفاد سعد وطارق، والمثنى وعقبة، وعمرو وخالد.
يومها تسقط الكلمة الآثمة المحرّفة الشريرة، وتعلو كلمة الإسلام الخالدة: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"؛ مضمّخةً بالعطر، مُطيّبةً بالشذا، فوّاحةً بالنور والهدى، متوضئةً بزمزم، معطرةً بجلال مكة وشموخها واستعلائها، وجمال المدينة وروعتها وإشراقها.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق