الخميس، 7 سبتمبر 2023

الصليبية والشباب المسلم

الصليبية والشباب المسلم

     كلما ضاعفت الصليبية العالمية تحركاتها في ميدان التبشير، وكلما ركزت بوسائلها المادية المختلفة على الشباب المسلم بغية تضليله والسيطرة عليه، وتشكیكه بصحة دينه، ومحاولة صرفه عن تعاليم نبيه محمد ﷺ.. كلما فعلت ذلك وظنت أنها قطعت شوطاً في هذا المجال برزت للوجود معجزة إلهية وهدمت ما بنته يد الإنسان الفاجر المتاجر بدينه المنسوخ، وعقيدته المنحرفة.

     تتجدد بين الحين والآخر معجزة الله تعالى لا لتجرد عقيدة الصليب المستحدثة من هالة العظمة والقدسية والعصمة التي ادعتها لنفسها فحسب، بل لتشهد بطلان كل خلط عقائدي يتعارض مع فطرة التوحيد والملة الحنيفية، وبذلك تنكشف الحجب، وترتفع الأستار، وتسقط الأقنعة، وتفتضح أسرار كل ترکيبة عقائدية صاغها الإنسان بیده، ونسبها زوراً وبهتاناً لبارئه. {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءًۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (الرعد:17).

     ومن أجمل ما قرأت في دحض الوثائق التاريخية لبدعة الصليب وملة التثليث ما جاء في مجلة "بلانيتا" التي تصدر باللغة البرتغالية في سان باولو، والتي تهتم بالتحقيقات العلمية ومعرفة الآثار، ورغم أن جميع المسؤولين فيها من النصارى، فقد جاء في عددها رقم (86) الصادر في شباط 1978م، صفحة (92) مقالاً بعنوان: "هل العهد الجديد صحيح؟". جاء في المقال ما نصه:

     "اكتشف أحد الرعاة عام 1927م، في إحدى مغائر الأردن بعض الجرار الطويلة العنق، وبداخلها بعض المخطوطات، والملفات المخطوطة، والتي يعود تاريخ بعضها لما قبل المسيح، والبعض الآخر لما بعده. وتم لعلماء الآثار استلامها ودراسة فحواها. إلا أن هذه الملفات –التي عُرفت فيما بعد بملفات البحر الميت– قد أدت ثورة فكرية في تعاليم الإنجيل، وخاصة فيما يتعلق بالعهد الجديد.

     وقد قامت لجنة من الاختصاصيين بدراسة هذه الملفات يتقدمهم العالم الشهير "جون ماركو إليكدور" الذي أخذ يعتقد من خلال ما اكتشفه في هذه المخطوطات أن المسيح عليه السلام لم يمت مصلوباً".

     وأضافت المقالة أيضاً: "إن هذه الملفات لم يُنشر جميع فحواها بعدُ لأن ما ثبت فيها يشكل خطراً على الديانة المسيحية". وتنهي المجلة مقالها: بـ"أن هذه الملفات تثبت براءة المسيح من عقيدة الصليب لأن عقيدة الصليب –والتثليث– جاءت متأخرة جداً بعد المسيحية".

     وليس من تعليق على هذا إلا أن یشكر المسلمون ربهم عز وجل أنْ منَّ عليهم بقرآن کریم منزل من فوق سبع سماوات فيه نبأ مَن قبلهم، وخبر مَن بعدهم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم حميد، يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، قوله تعالى: {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (الشورى:24)، وقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53).
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة