الخميس، 7 سبتمبر 2023

قافلة الشهداء في فلسطين

قافلة الشهداء في فلسطين

     إن قافلة الشهداء والجرحى والمجاهدين في تاريخ فلسطين قافلة طويلة، منها مَنْ حفظ التاريخ أسماءهم أمثال "علي فؤاد الحجازي"، و"محمد جمجوم"، و"علي سليم الحسيني"، و"عبد الرحيم الحاج محمد"، وشيخ المجاهدين "عز الدين القسام"، و"أحمد عبد العزيز"، وغيرهم كثير، من رجال الإسلام وشبابه من داخل فلسطين وخارجها، ممن استشهد هناك، أو كُتِبَ له البقاء إلى أمد، ومنها من لا نعرف لهم أسماء وقد طوی تراب فلسطين أجسادهم.

     ومن هؤلاء النساء والأطفال والشيوخ في ثورات "جدار البراق"، و"يوم الأرض"، ومعركة القسطل، وغيرها.

     من هؤلاء من لم يدخل معارك النكبة الأولى إلا بنية الجهاد، ومن مضى في الأعمال الفدائية بين النكبتين وبعد النكبتين، في غزة والنقب وسيناء، وعلى سواحل طبرية والحولة والبحر الميت وضفاف الأردن، وفي أعماق الأرض المباركة معاهداً الله على الجهاد.

     نجهل أسماء الكثير من هؤلاء، كما نجهل أسماء كثير ممن كانوا يتلون القرآن الكريم بدل الاستماع إلى أصوات المطربات والمطربين ممن أرسل إليهم في النكبة الثانية.

     ونجهل أسماء الكثيرين ممن كانوا يرفضون إفطار العاشر من رمضان إلا على رمال سيناء أو في ذرى الجولان، ويقتحمون ميدان القتال وخطوط النيران، بصيحة: "الله أکبر"؛ يسجلها لهم الأعداء، وتسمعها كلّ رملة من رمال فلسطين.

     قد نجهل أسماء كثير من هؤلاء، ولكنهم باقون في سجل القضية، حلقة خالدة من حلقات التاريخ الإسلامي المتصلة، حلقات حقنا الديني التاريخي في فلسطين.. حلقات روحها من روح إبراهيم عليه السلام يوم أراد ذبح ابنه طاعة لربّه، ومن روح إیمان هذا الجيل أيضاً في هذا العصر، ونحن نسمع أطفال المدارس في قلب القدس تحت سيطرة استعمار بني إسرائيل لفلسطين، لا يخشون مواجهتهم بالتكبير والتوحيد حول المسجد الأقصی، لا لشيء، إلا لأنه مسری رسولهم ﷺ، يمنعون اليهود عنه بأجسادهم، بعد أن تخاذلت القيادات عن الجهاد، وخنعت النفوس، وطأطأت الجباه أمام من غضب الله عليهم ولعَنهم بما عصوا وكانوا يعتدون.
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة