اليهود والإفساد في الأرض
ثمة أمر على درجة كبيرة من الأهمية؛ ينبغي أن يظل في ساحة وعينا واهتمامنا، وألا يغيب عن أنظارنا، خلال دراستنا للأجيال الرافضة المتمردة، نظراً لقوته وخطورته، وكثرة الشواهد التي تؤيّده وتدعمه، وهو أن هناك أيادي خفيّة أحياناً، ظاهرة حيناً، تشجّع هذه الأجيال على المزيد من التمرد والعنف، والرفض والخروج، وتدفع مسيرتهم في طرق الفساد، وتقودهم باستمرار إلى مستنقع عفن من الشرور، وتسارع إلى سد أي ثغرة خيّرة يمكن أن ينفذ منها شعاع من النور والهداية إلى هذه الأجيال البائسة المرهقة، المحزونة المكدودة، الحائرة التائهة، المتحولة من تيه إلى آخر، ومن ضلال إلى ضلال.
هذه الأيادي الآثمة هي اليهود، اليهود مفسدو العالم وجلّادوه، ومثيرو الفتن والمشكلات فيه -كما يقول أحدهم الدكتور أوسكار ليفي-، وإذا كان قَصْر الفساد والإفساد في العالم على اليهود وحدهم خطأً كبيراً، فإنه خطأ كبيرٌ آخر أن تُبَرَّأَ ساحتهم من قيادة الفساد في العالم، والترويج له، وتحسين ممارسته، والريادة فيه، وابتكار صنوف منه ذات إغراء كبير.
إن اليهودية العالمية تسعى بكل سبلها لتدمير المجتمعات البشرية جميعها، دينياً، وأخلاقياً، وسياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، بوسائل شتى، كإشاعة الفاحشة، وتقوية النزعة الفردية، وتغليب الجانب المادي النفعي، والقضاء على الأديان، وتمزيق الروابط العصبية، والقضاء على الولاء للوطن أو العشيرة، وتدمير الروابط العائلية في الأسرة الواحدة، وامتصاص خيرات العالم بالاحتكار والربا، ودفع الناس في دوّامة لا تنتهي من المُسْكِرات والمُخَدِّرات، والسُّعار الجنسي، والقلق والضياع، ومتاهات الإحساس بالغربة والوحشة، والسأم والقرف، والحيرة والشجى، وإفقاد الناس أية موازين يحتكمون إليها، ويقيسون الأمور عليها، وإضاعة الفوارق ما بين حق وباطل، وخير وشر، ومحمود ومذموم، ومعروف ومنكر، وغير ذلك.
إن اليهودية العالمية تلجأ إلى هذه الوسائل وأمثالها لتدمير العالم، لأنها تأمل أن تكون ذات يوم، المجموعةَ الوحيدة، المترابطة المتماسكة، التي تعرف لها هدفاً محدداً بالضبط، وتعرف أساليب الوصول إليه، في عالم تائه، ضائع حائر، مضطرب مفكك، لتسود فيه وتحكمه، وتسيّره حسب أهوائها، ويومها تحقق هدفها في أن ترى غير اليهود، ممن تطلق عليهم "لفظ (غُوييم) جَمْع، مُفْرده (غُوي)، استعمل أصلاً في اللغات الساميَّة –ومنها العبرية– للدِّلالة على الحيوانات المتجمّعة في قطيع، أو الطيور والحشرات والهوامّ التي تتحرك في أسراب. ثم انتقل للدِّلالة على الكثير المختلط من الناس، ثم إلى سَفِلتهم وأشرارهم. ومن هنا خصّصتها العنصرية اليهودية منذ القدم للدِّلالة على جميع الناس من غير اليهود، ثم توسَّع أحبار اليهود في مدلول "الغوييم"، فأضافوا إلى الكلمة معنى القذارة المادية والروحية والكفر، فأصبحت كلمة (غُوي) عندهم سُبَّة"[1]، فهم ينظرون إلى غيرهم نظرتهم إلى البهائم وقد صاروا في مكانهم الذي خلقوا له، وهو على زعمهم مجرد خدمة اليهود فحسب وذلك كما في بروتوكولاتهم وتلمودهم.
ولَمّا كان الشبان أكثر الناس تقبّلاً للجديد، ولَمّا كانوا أكثرهم وقوعاً في شَرَكِ الشرور ومهاوي الآثام، نظراً لقلة خبرتهم، وعنف أهوائهم، وزهادة المحصول الفكري عندهم، كان تركيز اليهود عليهم شديداً لأن عجلة القيادة في المجتمعات ستؤول إليهم ذات يوم. وقد أدّى هذا التركيز إلى استفحال جيل الرفض العشوائي المدمر، كظاهرة من أخطر ظواهر عصرنا اليوم.
وإذا كان ينبغي ألا يغيب عنا قط؛ أن أحد أسباب استفحال ظاهرة هذا الجيل المتمرد الرافض، يرجع إلى أشواق الفطرة الحبيسة، فينبغي ألا يغيب عنا كذلك أن اليهود ونشاطهم المدمر سبب آخر، بل هو أخطر الأسباب وأولها وأفتكها، وما من ريبٍ أن هناك أسباباً أخرى، كثيرة منوعة، ذلك أن الظواهر الخطيرة، والحضارية منها بشكل خاص، يصعب تعليلها من خلال اللجوء إلى سبب وحيد، لكن النشاط اليهودي التدميري يبقى أهم هذه الأسباب جميعاً.
ويستطيع دارس البروتوكولات اليهودية، وقد طبعت باللغة العربية بعد أن ترجمت إليها، كما ترجمت وطبعت بشتى اللغات العالمية؛ أن يجد فيها خطة متكاملة، تتناول شتى النواحي السياسية والاجتماعية، والاقتصادية والدينية، والأخلاقية والثقافية، وغير ذلك من النواحي، وكيفية إفساد المجتمعات الأخرى من خلال التسلل إلى هذه النواحي ومراكز التأثير فيها، ومن خلال إحداث الفتن والاضطرابات في العالم، ومن خلال وسائل شتى مماثلة لذلك.
هذه الخطة المتكاملة، ذات الأهداف المحددة، وذات الوسائل الدقيقة المحددة للوصول إلى تلك الأهداف، هي المنهج الأساسي لليهود في عصرنا اليوم للسيطرة على العالم، وحكمه حكماً تاماً.
وإذا كان عدد من الناس يشك في صحة البروتوكولات، وإذا كان اليهود يكذّبون نسبتها إليهم، فإن أكبر رد عليهم هو أن الأصول التي قامت عليها هذه البروتوكولات لا تزيد شيئاً عمّا جاء في التلمود، إضافةً إلى أن تاريخ اليهود وأخلاقهم ومواقفهم وأعمالهم القديمة والمعاصرة، هي بشكل أو بآخر تطبيق عملي لما جاء في خطة البروتوكولات المشهورة.
*****
--------------
[1] https://islamsyria.com/site/show_articles/442
موقع رابطة علماء سورية، محمد علي دولة، اليهود والغوييم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق