أيتها القدس! (7)
أيتها القدس الأسيرة الحزينة!..
لا ريب أن سقوطكِ بين براثن "يهود" نكبة عظمى من أكبر نكبات المسلمين في العصر الحاضر، ولكن من الممكن جداً أن يكون لهذا السقوط آثار إيجابية نافعة إذا أحسن المسلمون الانتفاع من دروس السقوط، وقرروا أن يتغلّبوا على الصعاب، ويجتازوا المحنة.
في النار يخلص الذهب ويصفو، وفي المحنة تطهر الأمة وتستقيم إذ تعرف الخطأ من الصواب، والخبث من الطهر، والأصيل من الدخيل، والشجاع من الجبان. وتدل حوادث التاريخ أن الأمم تتجمع في النكبات والشدائد بأفضل مما تتجمع في الرخاء واللين.
الليل يسبق النهار، والشتاء يسبق الربيع، والجفاف يسبق الخضرة، والمحنة والهزيمة تسبقان العزة والانتصار. فليمتلئ قلبكِ إذن بالسكينة والثقة والأمل.
سيأتي يوم الخلاص يا قدس!.. وسيكون الخلاص على أيدي الطاهرين المتوضئين أنقياء القلوب والأرواح، صادقي الرأي والفكر، أما الدجاجلة والكذبة والفراعين فلن تكوني أهلاً لهم، ولن يكونوا بكِ جديرين، ذلك أنهم هم الذين ضيّعوكِ من قبل.
لك أن تضيقي اليوم بظلمة "يهود"، ولكن حذار من اليأس، فصباح القرآن الكريم قادمٌ عما قريب، وإن للظلمة موعداً سيعرفون فيه بأس المؤمنين الصادقين. إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب!؟ إن بيننا موعداً لن ننساه، هو موعد النصر القادم دون ريب.
نحن واثقون بهذا الموعد ثقتنا أن الشمس تطلع من الشرق وتغيب من الغرب، وأن البحر فيه ماء، وأن الجو فيه هواء. فقد أخبرنا رسول الله ﷺ بنصر للمسلمين ساحق ماحق حتى لو اختبأ يهودي وراء حجر أو شجر، أنطق الله عز وجل ذلك الحجر والشجر فهتف: يا مسلم يا عبد الله!.. هذا يهودي خلفي تعال فاقتله.
وإن ثقتنا بحديث الرسول الأمين ﷺ لا حد لها، ومن نافلة القول أن نؤكد أن قوله الكريم مقدّم لدينا على أقوال الساسة الانهزاميين الذي يحاولون أن يمكّنوا لليهود في ديار المسلمين.
وأنت أيها المجاهد المسلم المرتقب الذي سيكون الخلاص على يديك المتوضئتين بإذن الله!.. لا يهولنَّك ما جمعوا من عتاد كبير، فربما كان لك ذلك غنيمة باردة، ذلك أن الجبان يصبح سلاحه عبئاً عليه، وقد يأخذه خصمه منه ويقتله به. فأقدِمْ وخذْ سلاح "يهود"، واجعله مصوباً نحو معسكرها معسكر الشيطان.
افضحْ بشجاعتك جُبْنَ اليهود، واكشِفْ بحقك باطلَهم، واهدِمْ بجهادك الذي تبنيه بالحق والإيمان بناءَهم الظالم المعتدي، الذي أقاموه بالسرقة والغش والخديعة والاحتيال، وحروب سريعة سرقوا النصر فيها في غيبة الشرفاء.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق