مدونة حيدر الغدير: كتاب رجال ومواقف

كتاب رجال ومواقف

شـــكـر

أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخ الفاضل الأستاذ شمس الدين درمش؛ فهو الذي استخرج مواد هذا الكتاب من ملف لها ظلت جاثمة فيه ربع قرن من الزمان، أو أكثر، ثم عكف عليها وقرأها بدقة، قراءة فاحصة ناقدة، وأثنى عليها ثناءً عاطراً -أرجو أن تستحقه- فكرةً وبياناً، ثم أشرف على طباعتها، وراجع تجارب الطباعة، بإتقانه المعهود، حتى جاءت في هذا الكتاب الجميل. شكر الله له، وجزاه الله أعظم الجزاء.

حيدر الغدير
1442هـ/2021م
--------------------

مقدمة الكتاب

الرجال مواقف.. ذلك أن المواقف تكشف معادن الرجال، فقد ورد في الحديث الشريف: ((النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا، والأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ)). (مسلم).

فالمواقف كالهزة الأرضية، أو السيل الجارف؛ الذي يذهب بالغبار والتراب المتراكم على أنواع المعادن، ويستر حقيقتها، إن كانت جيدة، أو زائفة، فتكشف عن معادن الرجال، كريمها من بخيلها، ومخلصها من منافقها، ووفيِّها من غادرها، وأمينها من خائنها، وشجاعها من جبانها، وعُدَّ من معادن الرجال ما أنت عادٌّ!..

ودائماً كانت هذه المواقف تهزُّ ذوي المعادن الأصيلة، والمواقف ليست على نمط واحد، فبعض الناس تكشفهم السراء واليسر والغنى، وبعض الناس تظهرهم الضراء والعسر والفقر، وبعض الناس تلمع معادنهم في الحرب، وبعضهم تبرق معادنهم في السلم، فلكل معدن في الرجال مختبره الإلهي الذي ينفخ عنه الغبار لينكشف على حقيقته نبيلاً أو وضيعاً.

وفي تاريخنا المجيد رجال كشفت عن أصالة معادنهم مواقفُ لا يمكن للإنسان أن يملك نفسه ولا يهتزَّ إعجاباً.. مواقف هي للأجيال مصابيح تضيء ظلام الطريق في ليل الحياة البهيم.

والدكتور حيدر الغدير -حفظه الله- بإحساسه الشاعري المرهف، وشعوره الإنساني النبيل، هزته هذا المواقف، فالتقطها كما يلتقط الغواص اللؤلؤة من بين ركام الأصداف الفارغة، فأخرجها في ثوب جميل، بعبارات مونقة، وصور جميلة موحية، في سرد يكتنف ثوب القص أحياناً، وفي حوارات تمثيلية أحياناً أخرى؛ وهو ما يجعل القارئ يقف معه ليشهد ما شاهده من جمال معادن هؤلاء الرجال من الصحابة والتابعين، والعلماء العاملين، والقادة الأذكياء الميامين، والكرام الموسرين.

وكأني بالدكتور حيدر الغدير وهو يكتب عن هؤلاء الرجال ومواقفهم؛ يختار وينتقي موادها، ويدبجها؛ كان يستحضر قول الصحابي الشاعر المقدام عمرو بن معديكرب الزبيدي رضي الله عنه:

ليس الجمالُ بمئــــزرٍ إن الجمــــالَ معـــادنٌ

فاعلم وإن رُدِّيت بُرْدا ومنــاقبٌ أورثْنَ حَمْدا

هذا؛ وإن ما كتبه د.حيدر ليس تعريفاً وافياً بهذا العَلَم أو ذاك؛ كما هي عادة من يترجمون للعظماء، ولكنه حديث عن موقف متألق باهر، ومن هنا تكرر الحديث عن بعض الأعلام بسبب تعدد المواقف الباهرة لهم.

لقد كتب كثيرون من قبل، وسوف يكتب كثيرون من بعد عن مواقف هؤلاء العظام، وعن سواهم، لأن تاريخنا الطويل العريض المبارك منجم لا ينتهي عطاؤه، ونهر لا ينضب ماؤه.

وبعد؛ فأنا سعيدٌ راضٍ بما قدمه أخي حيدر عن هذه المواقف النادرة، لعظماء نادرين، وأدعوه إلى المزيد.

شمس الدين درمش

******

المحتويات

- شكر ......................................................................... 6

الصفحات

الاثنين، 31 يناير 2022

كتاب رجال ومواقف - المقدمات والمحتويات

كتاب رجال ومواقف

مقدمة الكتاب

المحتويات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة

التسميات

أرشيف المدونة الإلكترونية