برقية شعرية إلى المجاهدين الأفغان
الرياض - الأربعاء
1/ 1/ 1413هـ - 1/ 7/ 1992م
حملت الأنباء أن المجاهدين الأفغان دب بينهم الخلاف بعد نصرهم الدامي المؤزر.
حملت الأنباء أن المجاهدين الأفغان دب بينهم الخلاف بعد نصرهم الدامي المؤزر.
فتى الأفغــان والهمم السوامي
أتيتـــك بالـثنـــاء وبالمـــــلامِ
وفي هذين كنتُ أخاً صدوقـــاً
وصدق الرأي نصـر كالحسام
أعرني الســــمع تَلْقَ لديّ قولاً
نقيــــاً مثــــل منــــهلّ الغـمام
فــــإن المسلمين إليك ترنــــــو
نواظـــرهم بآمـــال عظــــــام
وقد عصبوا بهــــامتك الأماني
من الأقصى إلى البـــلد الحرام
ومن مثوى الرسول وكل صقع
تعطر بالصــلاة وبالصيـــــــام
لقد طربوا لنصــــرك خالـــدياً
وكنت السهـــم والرحمن رامي
وخــــافوا أن يمزقك اختـــلاف
فتذرو الريح نصرك في الرغام
فتى الأمجـــاد والنصر المجلّي
حذار من النــزاع على الحطام
حــــذار فإنـــــه سم زعـــــاف
وأشـــــداق مكشـــــــرة دوامي
حذار فأنت أعظمنــــا بـــــــلاء
وأنت اليـوم فـارسنــــا المحامي
وأنت على القـــلوب لها رجــاء
وأنت منـــــارنا وسط الظـــلام
وأنت الغيـــــث في زمن جديب
وعند الخطب أمضى من حسام
تبــــوأت الأعــالي في اقتــــدار
وبــــاء الغــــــــادرون بكل ذام
غلبـــت الكفر والدنيــا بلايـــــا
وهول الموت كالإعصار طامي
فغــــالبْ جاهليــــــــات تداعت
عليــــك اليوم كالمـــوت الزؤام
وغــالبها نفـــوساً ظامئـــــــات
إلى جـــــاه كذوب واغـتنـــــام
وحــــاذرها دعاوى خاسـرات
تبيــــن زيفها من ألف عــــــام
كــــن العــفَّ الذي لله يســـعى
ويطوي الدهر ميـــمون الزمام
وكن لأُخوَّة الإســلام حصــــناً
وســـوراً من غطــــارفة كرام
ولا تشمت بنصرك وهو غض
شــراذم من ملاحـــدة لئـــــــام
*****
فتى الأفغـــان محِّضها فعالاً
لرب منَّ بالنعـــم الجســـــام
وأطلقــهـا بشائر نحن صـف
تــداعى للجليـــل من المـرام
توحَّـــدَ بين أهوال البــلايـــا
وأنياب الرزايـــا والحِمـــــام
يوحده الكتــــــاب على سواء
وتجمعه العهود على وئـــــام
*****
فتى الأفغــــان أحقاد ضخــام
تسير إليك في لججٍ ضخــــام
تريد لنصرك الغـــالي فنـــاء
ليُطْوى بين أمواج الخصـــام
نيــوب الغدر منها داميـــــات
وغرثى مشرئبـــــات ظوامي
تطوّف إذ تطوف وهي تعـوي
وتسقط حول صرحك كالسهام
وأنت لهـــا إذا أخلصت قـلبـــاً
وأسرجـــت العزيمة باعتصام
إذا رمت الإله أتــــــاك نصــر
يرفـــرف مثل غادية الغــــمام
*****
فتى الأفغان ألجم كل دعـــوى
لغيـــر اللَّه فهي من السِّـــــمام
وداؤك فيــك: أطــــماع ظماء
وخبط في الحلال وفي الحرام
وأهوال النــزاع على ســراب
وأوهــــام الصراع على رمام
*****
فتى الأفغان صُنْ نصراً عزيزاً
تــلألأ في يمينــــــــك كالوسام
فكــل بطولة وهبتــــــك عــزاً
وفتحـــاً بعد داجية القتـــــــام
تنــــاديك احتـــرس فاللَّه أبقى
ونحن الصــائرون حطام هام
وأنت أجلّ من دنيـــــــا كِذاب
تراقص كالسراب على رجـام
وتعبـــــث كالهلوك بعــاشقيها
وتقتــــلهم وهم أســـــرى مدام
فــلا تطــع الأماني زائفـــــات
فإن الزيف أفتـــــك من ضرام
يظل الحر نجـــماً في عـــــلاه
إذا صــــان العهود على التمام
وتقتـــله مطـــــــامعه فيغـــدو
أسيــر غواية وحليف جــــــام
تعيـــش مبـادئ ويموت نــاس
فمُت لكريمة وانهضْ لســـامي
وعنـــد اللَّه تجـــــزى كل خيـر
وتيجـــان الـكرامة للكـــــــرام
*****
أخـــا الأفغــــان دنيــانا رحيل
وقافـــلة تسير على الــــــدوام
تغـــذ السير تهلك مَنْ بَنَـــوها
وتـذروهم حطــــاماً في حطام
ويبـــني الراحلون بيوت وهم
على دمن ستــــبـلى كالـثُمــام
ويفنى الواهمـــون وما تمنــوا
كريح زلـزلــت واهي خيـــام
ويمضي الناس والإسلام بــاق
يظل الدهر مرفـــوع الدعـــام
فكــن من أجله بطل الغـواشي
وكن من أجله بطل الســـــلام
وعش من أجله نــــاراً ونوراً
وأنت أبو المروءات العظـــام
وعِفََّ عن السفاسف واجتنبها
ودعهــا للســـــوام وللطغـــام
ومثـــلك سيــــد وأخو بــــلاء
ومثـــلك فــــارس وذرا سنام
كبير أنت فــــابق لنا كبيــــراً
كريم أنت فــــابق أخـــا كرام
همــــام أنت والدنيا شهـــــود
وتخضــر الدنــا بفتى همـــام
تشبــــث باليقيــن ودع ســواه
وأحــرق بالســـــماحة كل ذام
أقــــم للحـــق دولته وصنـــها
على نهج الرشـاد والاعتصام
وكن للنــــاس والدنيـــا ربيعاً
وبشرى بالمطيـرات الهوامي
وفجراً صادقــــاً بعد البـــلايا
ونوراً ضـــاحكاً بعد الظـــلام
لقد كنت الزئير على الأعادي
فكن لذويك أحـــلى من بغـــام
*****
