العلا نحن
الرياض - السبت2/ 8/ 1419هـ - 21/ 11/ 1998م
أقيم في الرياض حفل بهيج، لتكريم الموهوبين وتأسيس جمعية خاصة بهم، فكانت هذه القصيدة.
-----------
[1] المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
أقيم في الرياض حفل بهيج، لتكريم الموهوبين وتأسيس جمعية خاصة بهم، فكانت هذه القصيدة.
العـــلا نحن والزمان لـســــــانُ
شــــاهد ما علا بـــــأرض أذانُ
والشذا نحن حُسْنُهُ حيث يسـري
وعلى الشاهقات نحن الرعـــان
والريـــادات نحن نحن ذووهــا
والفجــــاءات والغوالي الحسان
إنما يصــنع الحيــــــاة رجـــال
سبقــــوا قومهم فجــــلّوا فكانوا
رادةً قاحميــــن كل مجــــــــالٍ
عبقــــريين للونى ما استـكانوا
قصب السبق عندهم ومحــــال
أن يخيــــبوا إذا يكون الرهـان
عنفـــوان الحيـــاة فيهم ومنـهم
وهمُ في رحـــابها مهرجـــــان
من ذكي لـــه الحيــــاة ابتـــكار
وجــريء له الحيــــاة سنــــان
ومجــــل وبــــــــاذل وقـديـــر
المعـــــالي لعــــزمهم نُدْمــان
فهــــم النــــاس والبقية فضـل
وهم في السفـــــائن الربـــــان
وهم في دجى الحيــــاة منـــار
وهم في المهـــــامه الشجعـان
المعــــاني هبـــاتهم والمبـاني
واللآلي عقــــــولهم والبـــيان
*****
زادهم عزمة من النصل أمضى
وعقــــول يزهو بها البرهـــان
وخيــــال يجـــوب كل مــــدار
فـلــــه النجــــم موئــل ومكـان
وطموح في إثـــر كل عــصي
وجــــذاه العـنــــاد والريعـــان
واصطبار على طلاب المعالي
ونفــــوس كأنـــها العـقبــــــان
وقـلوب تمحضـــــت للغــوالي
وصـــدور قد زانهــا الإيمـــان
وكأن العِقــــاب فيه مشِــــــهاد
وكأن الصِعــــــابَ فـيـهم دنان
*****
لا تســــلـني أقـــلة نحن؟ إنــــا
قـــلة بيـــد أننــــا العـنــــــوان
في عطاء الإنسان جيلاً فجيـلاً
منــــذ كان العـطاء والإنســـان
قـــلة لا تعـــــــــــاب فهي لآلٍ
غـاليـــات وتشـــهـد الشـــطآن
فكثــــيـر على البحـــار زيوف
وقـليــــل فيما حوتـــه الجــمان
*****
قـد سهـرنـــا ونـــام كل خـــليٍّ
وظمئنـــا وغيـــرنا ريّـــــــــان
فســـلوا الليـــل كم رآنــا نعـاني
وهو يســـري ودأبنـــا الإتقــان
وصبـــرنا على العـنـــا وشقيـنا
وأخـو العجـــز ســادر ولهـــان
وعشـقنـــا الحيــاة جداً وكــدحاً
حيــن أغفى رفـاقنــا واستلانوا
فظفـــرنا والعــــدل أنا ظفــرنا
وعـلونـــا فـلم يجـــزنا عـنـــان
وبلغـنـــا فـيـــما نـــود منـــــانا
ومدانـــا بعــد المكـــان مكـــان
وفرحنــــا كالقفـــر حيّته ريــح
وهي بشــــرى وصيّب هتـــان
وكـــذا النـــاس عـزمة تتـنزى
في فــــؤاد كـــــأنه البــــركـان
وأخـو غفــــلة أسيـــــر هـــواه
فهـــو فيه السجيـــن والسجــان
*****
صهـــوة المجــد لا ينـال ذراها
مســـرف أو مفــــرط أو جبان
إنـمــا النـــابغون خيــل عتــاق
الدنــــــا كـلهــا لهـــم ميـــــدان
شيمة الخيل في الأصيل استعار
حيث يدعى وفي الهجين حران
*****
قــل لمن رام في الحيـــــاة عـلواً
هو كـــد وبالعسـيــــر افـتتـــــان
وعِقـــاب من بعــــدهن عِقــــاب
وهو حـــرب مصليــــة وعــوان
فاختــــر العيـــش شــدة وعنـــاء
فــــإذا ما فعــــــلت لاح أمـــــان
أو أمــانيَّ ســــــــادرين كســالى
شربــــوا خمرة الضياع فهـــانوا
أبصـــر المجد حالهم فــازدراهم
ونعـــــاهم قبل الزمان المكــــان
قــــــال إن الحيـــــاة منهم بـراء
والـثيــــاب التي لهم أكـفــــــــان
ليـــس من عنــــده النِــدام عقول
كالـذي عنــــده النِــــدامُ قيــــــان
رب سهل من بعــده ألف صعـب
وصعـــاب من بعـــدهن الليـــان
العـــلا والنبـــوغ صنــوان كانـا
ويظــــلان ما الزمـــــان زمــان
*****
يا بـــلادي وأنت عزي وكنـــزي
وفَخـــــاري، ويشــــهدُ الرحــمن
أنـت أم الدنـــــــا وأنـتِ هــــداها
ونـداهـــا وقـلبـــــهـا الريــــــــان
حسبكِ الدهرَ مسجداك[1] أضاءا
كــلَّ ليـــــل فـأبصـر الحيـــــران
وكفـــــاكِ الفخـــــــار أنــــكِ دار
لا تُســـــامى دستــــورها القـرآن
*****
-----------
[1] المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق