سخائم
الرياض - الثلاثاء25/ 6/ 1420هـ - 5/ 10/ 1999م
سمعــــت بهم وأنهم المحـاسنْ
وأنهم النفيــــــس من المعـادنْ
وأنهم السجـــــايـا شــائقــــات
تطيّبــــها وتعليــها الزوائــــن
وأنهـم النبيـــل من الغـــــوالي
وأنهـــم الدراري في المواطن
وأنهم المروءة في شـذاهــــــا
ترفرف في البوادي والمدائـن
وأن شجــــاعهم للحـــق درع
وأن تقيــــهم للديــن ســـــادن
*****
فجئــــت وفيّ آمال حســـــان
وقلبي نحوهم والشـوق ظاعن
بـلوت طبــــاعهم شيئاً فشيــئاً
فكـــانوا بين آسنـــة وآســـــن
وكنـــت أظنهم شمســـاً فكانوا
من الأشيـــاء لماعـــاً ولـكــن
دنيئـــاً تافهـــاً غثـــاً بغيـضــاً
عليـــه في قمـاءتها الشـــوائن
لهم طبـــع البغي إذا تعـــــرت
ونادت في المواخير الزبـــائن
تنــــادمهم وفيها العهر يغـــلي
وهم ما بيـــن مفتون وفـــــاتن
سجايــــاهم عواهـــر أين منها
أحابيـــل المنـــــافق والمداهن
لقد رضعـوا مع الدر الدنــــايا
فيا بؤس المراضع والمحاضن
وراجيــــهم إذا وعــــدوا غبي
ولا تعجــــب إذا ما خان خائن
ولا تعجـــب إذا آذاك نـــــــذل
وإن كـــان المداني والملايـــن
*****
يعيش الفضــــــل بينهم غريباً
ذليلاً في القـلوب وفي الأماكن
وأمـا اللـــــؤم فهــــــو أب وأم
وعشق وهو في الأخلاد ساكن
ونعـــماهم لهم حــــكر عـليهم
وتحرسها الكزازة والضغـائن
وســـور من سخائمهم منـــيع
كما منعـــت دراريها الخزائن
من الشـــح المطاع ومن تعالٍ
ومن شـــك ومن إحن كوامـن
ومن بخل الدنيء غداة أثـرى
ومن جشع المرابي والمراهن
ونعمى غيـــرهم نهب تنـادوا
إليه مثــــل مسعور وعــــائن
*****
حزنت لهم ومنهم حيث كانـوا
أســارى وهنهم والوهن غابن
وقلت لهم: دعوا هذي الدنــايا
وألقـــوا للبـــلى هذي اللعـائن
ثقـــوا أن الحيـــاة إلى فنـــــاء
وكلُّ عن متــــارفه مبــــــاين
وأن المرء بالإيمــــان أقــوى
وأن حصـــونه أبقى المـــآمن
وصونوا الخير كونوه تفوزوا
فإن الخير للمسديه صــــــائن
وجودوا إنما الدنيا ارتحـــــال
كما رحلت عن الشط السفـائن
وإن الماء يصفو حين يسخـــو
لـــــوارده وإلا فهـــــو آجـــن
*****
يعيــش ذوو السخائم في قيود
ومنـــها ذو الليونة والمخاشن
فتطمعـــهم وترديهم فبــــؤساً
لمن ترديه من يده المطـــاعن
إذا عـاشوا يضيق بهم ذووهم
وإن ماتوا تعــــــافهم المدافن
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق