كسابق الخيل
الرياض - الأحد20/ 10/ 1424هـ - 14/ 12/ 2003م
دَعِ المخــــــاوفَ والإحجــــام والعتـبــا
واصنــــعْ من العــــزم سيفاً قط ما كذبا
واجعـــله حصنـــاً وإيمانـــاً تـلــــوذ به
يمحــــو الأذى عنك واللأواء والنصبــا
وانـفِ الهمـــــوم فـــإن الهـم مقـتــــــلةٌ
والهــم أفتــــك من ليــــثٍ إذا وثبــــــــا
واجعـــل مساعيك للرحمن خــــــالصة
إنْ كنـــتَ مرتحــــلاً أو كنت منقــــلبـا
تَغْــــدُ الفــــتى الظافرَ الميـمونَ طائره
إن قاتــــلوه مضى أو ســـــــاوموه أبى
يشـــــدو ويبســـمُ والأنــــواء عاصــفةٌ
هوجـــــاء كالمارد المجنون قد غضبــا
يُمسي ويصبــــــح والأفـــــراح جنــته
إنْ كان في عـســــرةٍ أو أدرك الغـلبـــا
يحيــــا وفي قـلبـــه نــــور يسيــــر بـه
يهديــــه يبعــــد عنه الوهــــم والريبـــا
حتى يمــــوت قريـــر العيـن مبتســــماً
بالشــــكر متَّـشحـــــــــــاً للَّه محتسـبـــا
*****
ما أكـــرم المرءَ إن أسرى بعزمتـــــــه
إلى اليقيــــن وجــــاز الخوف والرغبـا
وقـــــابـل الـيســـرَ لا كبــــراً ولا بطراً
وقابل الخطب لا استخذى ولا اضطربا
وكان أشـــكرَ والـنعــــمى موائــــــــده
وكان أصبــــرَ في الأمر الذي صعبـــا
يقـــول: أمري إلى الرحــــــمن أتـركه
وإنني الـشــــــاكر الهـــــاني بما كتـــبا
ســـــلاحه أنَّ عيـــــن اللَّه تحــــــــرسه
إن كـــــان في قومه أو كان مغـتـــــربا
حتى الـبلايـــا يـــرى فيــها بشـــــــائره
ويبصــر الخيــر في الأمر الذي حزبـا
يــرى الظلامَ ضيــاءً والأسى فرحـــــاً
والكـــوخَ قصراً تعالى صرحُه وربـــا
والعســــرَ يســــراً وكوزَ الماء ســـاقيةً
ودرهـــماً واحــــداً قد حــــــازه ذهبـــا
وزورةً لأخٍ في اللَّه خـــــالصـــــــــــــةً
روضاً بهيـــــاً سقـــــاه الغيـــثُ منسكبا
يعـــطي ويشكر مَنْ يعطيه في فــــــرحٍ
كأن ســــائـله المعـــطي الـــذي وهبــــا
فــــإن حبـــــته يــدٌ فـــالشـــكر ديــــدنه
في الصبــــح والرأد والليل الذي وقبــــا
*****
دَعِ الممخاوفَ، واشكرْ وارضَ تَغْدُ فتىً
كســـابقِ الخيــــل ما عانى الونى وكبــا
مســــدداً سيــــــداً أدراعــــه ثـقـــــــــة
باللَّه تـكســـــوه من أبـــرادها الـقـشبــــا
تعـــليه تحميـــه من خـــوف ومن طمع
تحبـــــوه في كل أمـــر للهــــدى سببــا
فتبصــــر الحـقَّ قبــلَ العيـــنِ مهجتُــه
إن كان مثــــلَ الضحى أو كان محتجبا
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق