السبت، 20 فبراير 2021

اليد الباسلة


اليد الباسلة

جدة - السبت
12/ 5/ 1418هـ - 13/ 9/ 1997م

إلى اليد الفلسطينية الباسلة، التي ما زالت توجع الصهاينة في عملياتها الاستشهادية البطولية.

مرحى وشكراً أعيدي ضرب من غـدروا
               واستكبروا وبغــــوا في الأرض وأتمروا
عاشوا مدى الدهر أحلاســــــاً لذلتهم[1]
               وخــــانهم حين ضـــلوا السمع والبصــر
لا يعقــــلون[2] وإن جــــــلت كوارثهم
               أو يرجعـــــون وإن أصمتــــهم العِـبــــر
وأقســـــم الــكون والأفـــــــلاك إنهـــــم
               إن عاهدوك ومهما أقســـموا غدروا[3]
بـــاعوا الهدى بخســـيس من مطامعــهم
               أخـــسّ منها قـلــــوب شـــــــانها كــــدر
وحرفوا الآي في التوراة[4] وهي هدى
               والإفـــــك همْ والذي قــــالوه أو سطروا
وشــوهـتــــهم من الـتــــلمود زائـفــــــة
               همْ صــــانعـوهـا ولا خوف ومزدجــــر
       *****

كان الـيهــــود وما زالوا كما عـرفـــــوا
               همُ المـذلـــــــة إن حــــــــاقت بهم غِيَـــر
فإن علوا ظلموا في الأرض وانتفشوا[5]
               وأسـرفـــــوا وتمــــــادى فيهم الأشـــــر
خــرس عن الحــق بهــت في مقــــالتهم
               فهـــم سخــــائم إن غابوا وإن حضــروا
دون الفضيـــلة منــهم ألــــف صـــارفة
               تظـــل تنــــأى بهم والأيـــن والضجـــر
أما الرذيلــــة إن أدنـــت فواحـشــــــهـا
               طاروا إلـيــــها ولا ترخى لهـــم ستــــر
عـاشــوا مع الـشـر أشـراراً فهم أبـــــداً
               قـد أدمنــــوه وإن صـــاموا وإن نـذروا
هم الربــــــا والأذى والفحـش خـــافقـة
               رايــــــــــاته وهم الأحقـــــــاد تسـتعــر
والعجل[6] رب لهم مذ كان من ذهـب
               قـــد أشربــوه[7] وما تغنـــيهم النــــذر
       *****

مرحى ومرحى أعيدي الضرب ثــانية
               وألـــف ألـــف فــــــإن الثـــأر ينتظـــر
عــودي إلى ضربهــم في مقتل سحـراً
               وفي الدجى وظـــلام الليــــل يعتـــــكر
وفي الضحى ولدى الآصال إن سكنوا
               وفي الصبـــــاح إذا حيّــــوه وانتشروا
حتى يقولوا ورعب الأرض يملؤهم[8]
               كأنــــه بيــــنهم من وهمــــهم سقـــــر
هـــذي يدٌ قد أتتـنــــا مثــــــل عاصفة
               يقـــودها خـــالد اليـرموك أو عمـــــر
هذي يــــد كالردى من ذا يصـــــاوله
               وَهْيَ القضــــــــاء إذا ما حم والقـــدر
يقــــول كوهيـن: يا حــاييم أسْرِ بنـــا
               هذي يـــدٌ ليــس تبـــقي قــط أو تـــذر
يـــردُّ حــاييم إنــــا لا نجـــــاة لـنــــا
               وقـد أحــــاط بنــــا الطوفـان والشرر
نقــــاتل النـــاس في دور محصنــــة
               ودوننا خوف نيران الوغى جدر[9]
ونحــن منـــــا شجــــاع في معــاقلنا
               إزاءه مئــــة قد هــدها الـذعـــــــــــر
أما الجبـــــــان فَمَيْتٌ قبــــل ميتــــته
               أما الشجــــاع فقد يصـلى ويصطبــر
لكنــــه بَعْــــدُ يرجــــو من يؤمّنــــه
               وربما جـــاء يسـتجــــدي ويعـتـــذر
وربما بــــاع من خــــوف عقـيــدته
               وربمــــا إن دهـــــاه اليـــأس ينتحـر
نحن اليهودَ أسارى[10] الحرص من قدم
               والحــــرص أشنــــعه إن لوّح الخـــــطــر
أين الـفــــرار ومن دون الـفـــرار ردىً
               وما لـنـــــــا منــــــــــه لا واقٍ ولا وزر
ولو - وهيــهات - لذنا خلف مختــبأٍ
               وشى بنا خوفنا والنبت والحجر[11]
       *****

شكراً يد الثـــــأر أنت البشر مؤتلقاً
               والوعد أنت وأنت الفجــــر والظفر
أحيَـــــا بـك اللَّه آمالاً مصــــــوّحة
               كالأرض بعد جفاف جــادها المطر
شـــــدي عُــراكِ بحبـــل اللَّه واثقة
               فـــذاك أكرم ما يرجى ويدّخـــــــر
       *****

أما البغــــــاة فإن الصبح موعدهم
               يطويهم اثنـان سيف الحق والخور
فيصبحـــــون أحاديثاً مبعثـــــــرة
               في سيرة الدهر لا صوت ولا خبر
وربما قيل عنهم بعد مصــــرعهم
               بالأمس كانوا هنــا لكنهم دثــــروا
وربما قيــــــل لا لم يــــأت ركبهم
               هذي الديار وما مروا وما عبــروا
عليهم اللعنـــة النكراء[12] دامية
               ما ذرت الشـمس في الآفاق والقمر
وربما قيل ملعـــونون حيث مضوا
               كما أتوا والشـــهود الجن والبشـــر
أردتهـــم سكرة حمقــاء فاندثـــروا
               وبالغـــرور وبالتلمود قد خســروا
       *****

-----------------------
[1] قال الله تعالى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثـُقِفُوا﴾ [آل عمران: 112].
[2] قال الله تعالى: ﴿أتـَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتـَنْسَوْنَ أَنـْفُسَكُمْ وَأَنـْتُمْ تـَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تـَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 44].
[3] قال الله تعالى: ﴿أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نـَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة: 100].
[4] قال الله تعالى: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ [النساء: 46].
[5] قال الله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 4].
[6] قال الله تعالى: ﴿وَاتـَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ﴾ [الأعراف: 148].
[7] قال الله تعالى: ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ﴾ [البقرة: 93].
[8] إشارة إلى الحديث الشريف: (نُصِرْتُ بالرُّعْبٍ) [رواه البخاري ومسلم].
[9] قال الله تعالى: ﴿لايُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْمِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنـَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر: 14].
[10] قال الله تعالى: ﴿وَلَتَجـِدَنـَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ﴾ [البقرة: 96].
[11] إشارة إلى البشارة النبوية الشريفة أن المسلمين سوف يقاتلون اليهود فيقتلونهم، فيختبئ اليهودي خلف حجر أو شجر، فينطق الله الحجر والشجر، فيناديان المسلم ليقتل اليهودي، إلا الغرقد فإنه شجر اليهود، ويقال: إن اليهود في فلسطين المحتلة يكثرون من زراعته.
[12] قال الله تعالى: ﴿فَبِمَا نـَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ [المائدة: 13]. وقال تعالى أيضاً: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا﴾ [المائدة: 64].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة