أخلاد
جدة - السبت14/ 4/ 1416هـ - 9/ 9/ 1995م
النصر والخذلان حالة نفسية قبل كل شيء.
النصر والخذلان حالة نفسية قبل كل شيء.
أطرقت واليــــأس المرير حــــدادُ
وجفت عيــــوني هدأة ورقــــــــادُ
والصمت غربـــــان على أطلالها
تروي شقـــــائي والكلوم مــــــداد
وشكوت حزني للنجـــوم فأطرقت
خجلى ولف ضيـــــــــاءهن سواد
وظـللت بيــــن مواجعي ومدامعي
والصاحبان ضـــراعة وسهــــــاد
والخوف والأشبــــاح تعبث موهناً
والعاديــــان الهــــول والأحقــــاد
وعواصف غضبى وغيلان عوت
وسخــــائم مســـمومة وقتـــــــــاد
نـــاديت والأحزان تترى غضـــةً
يا عرب يا تـــــاريخ يا أمجـــــاد
يا مســـلمون ويا بقيـــــة جـــذوة
وحميــة يا خيــــل يا أنجــــــــاد
كيف استــــكانت أمتي لعـــدوها
عَزَّ الجـــدود وذلت الأحفـــــــاد
أمجادها درســــت وكانت دارها
بين النجـــــوم النيــــرات تشــاد
ودليـــلها المسكين ضل سبيـــله
وغــدا بأيدي العـــابثين يقـــــاد
*****
وأخذت في نوم يقطعه الأسـى
وله المواجع والبكاء مهـــــــاد
وظللت في اللأواء حتى هزني
زجــل ودمدمة لهــــا إرعــــاد
فــــإذا بفرسان تطل كأنهــــــا
هبــــة الزمان لها الدنا تنقـــاد
النصر معقود على أفراســـها
والبشر في رايــــاتها ميـــــاد
ويقودها زين الفوارس خــالد
وإزاءه الأبطــــال والقــــواد
في مهرجــــان زيّنتــه جلالةٌ
ورعته في عليــــائها الأمجاد
ناديته وهتفتُ: أنت ذؤابـــــة
في الفاتحين وصارم مقــــداد
يا مسعر الحرب الضروس تكــالبت
أعداؤنـــا واستنســــر الأوغــــــــاد
يـــا صانع النصر العظيم لأمسنــــا
هلا هرعـــت لنــــا فـــأنت جــــواد
فاصنعْ لنا نصراً وخض عنا الوغى
فلقـــد نــــــأى ظفر وعز جهــــــاد
النصــــر عندك عـــــادة وسجيــــة
والحرب عنــــدك رغبـــة ومـــراد
*****
سكت المتــــوّج بالفتــــوح هنيهة
وعرتـــه بَعْـــدُ مرارةٌ وعنــــــاد
ورنــــا وقال: النصر ليس هديـة
للعـاجــــــزين كأنهــا أبــــــــراد
أو ســلعة يمتــــــارها تجــــارها
ولهــا منـــــــــادٍ لا يني ومـــزاد
النصر تصنعه الشجاعة لا الونى
ويحــــوزه الأبطـــــــال والرواد
النصر والخذلان في أخــــلادكم
فانظر لما جــــاشت به الأخــلاد
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق