الاثنين، 22 فبراير 2021

جلَّ الوفاء

جلَّ الوفاء

الرياض - الأربعاء
23/ 1/ 1432هـ- 29/ 12/ 2010م

نحن في ليلة من ليالي الوفاء، والوفاء صفة النبلاء، نراه في احتفائنا بذكرى الراحل العزيز الأستاذ عبد العزيز الرفاعي، صاحب الندوة الرفاعية، وهي الندوة الرائدة والأولى، ونراه في السري الكريم الأستاذ أحمد باجنيد حفظه اللَّه، الذي استمر في الندوة الرفاعية، وسمّاها من أدبه وتواضعه ندوة الوفاء لأنها امتداد للندوة الأم، ونراه في هذه الكوكبة من أهل الوفاء التي هرعت إلى هذا الحفل الوفي البهي، وعلى رأسها معالي الوزير الأديب والدبلوماسي المسدد الأستاذ عبد العزيز خوجة حفظه اللَّه.

حيّ الوفــــــاءَ وإخوانــــــاً ألبّــــــاءَ
               هم الوفـيــــون أمواتـــــاً وأحيـــــاءَ
هم العـــرانين حازوا كل مكـــــرمة
               ولـســــت تلقى لهم في الناس أكفــاء
ولا أغــــالي فــإن الأوفيــــاء مــدى
               يظل يمتــــــــد إصبـــــاحاً وإمســاء
حتى يصير ولا تعجــــبْ لقـــــدرته
               أنى نظـــــرت لهـا أو شئــت أمــداء
أبــراده وهي أمجــــــــــاد وأوسـمة
               وسيــــمة لم تزل كالروض حسنــاء
إن الوفــــاء هوالدنيـــا وزهـــرتهـا
               فانظره فيها تجــــدْه الصبحَ أضـواء
والنــــبلَ مفخــــرةً والجودَ ميســرةً
               والهديَ تبصـــرةً والمسكَ أشـــــذاء
والغيــــثَ ينهلّ والأفضالَ وارفـــةً
               والشمسَ في رأدها والظـلَّ والمـــاء
والسعدَ إن جاء والأحلام إن صدقت
               فأقبــلتْ «كالربيع الطلق» خضراء
فلو تمثّــــل كان المكرماتِ معــــــاً
               وقـــد برزن وضيئـــــاتٍ وأنــــداء
       *****

كان الوفيون بين النــــاس صفوتهم
               ولا يزالون وانظــــرهم أجـــــــلاء
تغـــدو الحيــــاة بهم للروح فرحتَها
               فإن يغيــــبوا غدتْ شوهـــاء ظلماء
زانوا الحيـــــاةَ وزانتهم فهم شهــب
               لكنــــهم حملوا في الـنـــــاس أسماء
وأنــت تقـــرؤهم عمــراً وحـــارثة
               حيــــناً وتقـــرؤهم ليــلى وخنســاء
       *****

إن الوفييــــن أنجـــــاد غطــــارفة
               أحـلّهم من ذراه المجــــدُ ما شــــاء
وما يشــــاؤون لا دعوى ولا ملقـاً
               فهم أفـاضـــل أجـــــداداً وأبنـــــاء
أكرمْ بهم عصبـــةً عقـــــلاً وأفئدةً
               ونيـــةً سمحـــة كالنــــور بيضــاء
وقـــلةٌ همْ ولا تعجــــبْ فغـــايتهم
               عزيــــزة تبــــتغي القوم الأشــداء
وليـــس يبـــلغها إلا فـتى فطـــــن
               للَّه مسعــــاه ما بــــاهى ولا راءى
       *****

               محسّــــدون كذاك الناس إن بلغوا
منــــــــازل السبق أحراراً أعزاء
وحاســدوهم وفي أحقادهم غرقوا
               كانوا وظلوا قـــماءاتٍ وأقـــــذاء
إني لأبصـــرهم والحقد ينهشــهم
               عاشــــوا به وله قوماً أرقــــــــاء
مرضى القلوبِ أصحاءَ الجسومِ ألا
               خابـــوا وذلوا مراضاً أو أصحـــاء
       *****

والمجد مذ كان يستدعي حواسده
               فـاظفـــرْ به تلقَ حسّــــاداً ألــداء
ولا تبــــال فقد أدركت منـــــزلة
               جلّى تقاضتك إذ صممتَ أعبـــاء
أديتَها راضيــــاً والعبءُ محمدة
               في الفضـــل تجعله غنــماً وآلاء
وكنتَ محتسبـــاً أما الحسود فقد
               أكدى وهان وبالخـــذلان قد باء
ورب يسر أتـــانا كـان منقصـةً
               ورب عسر أتــــــانا كان إعلاء
فاسلك سبيل العلا لا تخش وحشته
               واقطعه عاصفــةً واعبره أرزاء
تنلْ وأنت المجـــلي ما تسود به
               إهابُك العزُّ والأمجــــــادُ شمـاء
       *****

جلّ الوفـــاء ودنيا كان بهجتـها
               وجـــل أهلوه أمواتاً وأحيــــــاء
       *****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة