الاثنين، 22 فبراير 2021

أخا الودّ

أخا الود

الرياض - السبت
5/ 1/ 1432هـ- 11/ 12/ 2010م

إلى أخي الدكتور سعد الغامدي، المتوقد فضلاً ونبلاً وشعراً، الذي كتب قصيدته «العبق المقدس» إثر عودته من الحج فأجاد وأبدع، تحية ودٍّ شدا بها الفؤاد أولاً، والقافية ثانياً.

هنيئاً لك النعمى الرضيّـــــة والمنى
               أظلتك في البيت العتـــيق وفي منى
هنيئــــاً فجـــود اللَّه جئت رحـــــابه
               خـــوانٌ لمن أوفى العهود وأحسنــا
وأنت الوفي الـبـــــر شيخـــاً ويافعاً
               لأنـــك روح من نقــــاء ومن سنـــا
وما كالوفـــــا شيء يســود به الفتى
               وأنت الفتى صيّـــــرته لك ديـــــدنا
وأشهـــد أنت المرء قد كنتَ مســلماً
               قؤولاً فعولاً حيث تغدو ومؤمنـــــــا
وكنــــت - وباقٍ أنت - للخير موئلاً
               وللرأي مجـــلوّاً وللفضل مجتـــــنى
فأقبـــــلْ على النعمى وبادر حسانها
               فهــــنّ دوانٍ من هنـــــاك ومن هنــا
يقــــلن جزاءُ الخيـــــر نحن وإننــــا
               قطــــاف لأهـليــه وهم مثــــلنا لـنــا
وأنت أخي من عصبــة زانها الهدى
               وأصـــدق من آلى وأكــــرم من بنى
       *****

أخـــا الود إن الشعر جمّعنـــــا معــاً
               وها هو كالنجـــــوى يســافر بيننــــا
سريـــــاً كما ترجو المكارم والعـــلا
               وضيئـــاً كما يرجو الجـــمال وأزينا
ونحن نحب الشعــــر والشعر سيّـــد
               علـينـــــا ونرضــــاه عنيفاً ولـيــــنا
وإن له فـينــــا لحكماً وعن رضـــــا
               يكون بنـــا الساطي مكاناً وأزمنـــــا
ويرضى فنرضى ثم تعــروه غضبة
               كأن به مسّـــــاً فيصبــــــح أرعنــــا
ويمـــلأ وجه الأرض حيناً قنـــــابلاً
               ويملـــؤها حينــــاً وروداً وسوسنـــا
وقد نلتقيــــه كالـبتـــــول حيــــــاؤه
               وقد نلتقيـــــه مـــارداً ومهيـــــــمنـا
وفيه عـــرام اللهو والطيش والهوى
               وفيـه بــلال إن دنـــا الفجـر أذنـــــا
فُتِــــنَّـا به حتى غـــدا سَطْــوَ نـزوةٍ
               تســـــــاكننا قلبــــاً وعيناً وألســـــنا
له من عجيب الأمر ما جاوز المدى
               يحـــــار به ظــــن وترنو له دنـــــا
وإني أراه فيــــك كالمزن والضحى
               وأما بقـــــايـاه فـفي حوزتي أنــــــا
وما فيَّ يــدري اللَّه أدنى حســــــادةٍ
               فمجــــدك مجـــدي والفخار به لنـــا
       *****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة