الخميس، 7 سبتمبر 2023

الصليبية والشباب المسلم

الصليبية والشباب المسلم

     كلما ضاعفت الصليبية العالمية تحركاتها في ميدان التبشير، وكلما ركزت بوسائلها المادية المختلفة على الشباب المسلم بغية تضليله والسيطرة عليه، وتشكیكه بصحة دينه، ومحاولة صرفه عن تعاليم نبيه محمد ﷺ.. كلما فعلت ذلك وظنت أنها قطعت شوطاً في هذا المجال برزت للوجود معجزة إلهية وهدمت ما بنته يد الإنسان الفاجر المتاجر بدينه المنسوخ، وعقيدته المنحرفة.

     تتجدد بين الحين والآخر معجزة الله تعالى لا لتجرد عقيدة الصليب المستحدثة من هالة العظمة والقدسية والعصمة التي ادعتها لنفسها فحسب، بل لتشهد بطلان كل خلط عقائدي يتعارض مع فطرة التوحيد والملة الحنيفية، وبذلك تنكشف الحجب، وترتفع الأستار، وتسقط الأقنعة، وتفتضح أسرار كل ترکيبة عقائدية صاغها الإنسان بیده، ونسبها زوراً وبهتاناً لبارئه. {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءًۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (الرعد:17).

     ومن أجمل ما قرأت في دحض الوثائق التاريخية لبدعة الصليب وملة التثليث ما جاء في مجلة "بلانيتا" التي تصدر باللغة البرتغالية في سان باولو، والتي تهتم بالتحقيقات العلمية ومعرفة الآثار، ورغم أن جميع المسؤولين فيها من النصارى، فقد جاء في عددها رقم (86) الصادر في شباط 1978م، صفحة (92) مقالاً بعنوان: "هل العهد الجديد صحيح؟". جاء في المقال ما نصه:

     "اكتشف أحد الرعاة عام 1927م، في إحدى مغائر الأردن بعض الجرار الطويلة العنق، وبداخلها بعض المخطوطات، والملفات المخطوطة، والتي يعود تاريخ بعضها لما قبل المسيح، والبعض الآخر لما بعده. وتم لعلماء الآثار استلامها ودراسة فحواها. إلا أن هذه الملفات –التي عُرفت فيما بعد بملفات البحر الميت– قد أدت ثورة فكرية في تعاليم الإنجيل، وخاصة فيما يتعلق بالعهد الجديد.

     وقد قامت لجنة من الاختصاصيين بدراسة هذه الملفات يتقدمهم العالم الشهير "جون ماركو إليكدور" الذي أخذ يعتقد من خلال ما اكتشفه في هذه المخطوطات أن المسيح عليه السلام لم يمت مصلوباً".

     وأضافت المقالة أيضاً: "إن هذه الملفات لم يُنشر جميع فحواها بعدُ لأن ما ثبت فيها يشكل خطراً على الديانة المسيحية". وتنهي المجلة مقالها: بـ"أن هذه الملفات تثبت براءة المسيح من عقيدة الصليب لأن عقيدة الصليب –والتثليث– جاءت متأخرة جداً بعد المسيحية".

     وليس من تعليق على هذا إلا أن یشكر المسلمون ربهم عز وجل أنْ منَّ عليهم بقرآن کریم منزل من فوق سبع سماوات فيه نبأ مَن قبلهم، وخبر مَن بعدهم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم حميد، يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، قوله تعالى: {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (الشورى:24)، وقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53).
*****

ادعاءات باطلة حول المحرقة

ادعاءات باطلة حول المحرقة

     نشرت مجلة "ثندر بولت" إحدى الصحف الأمريكية المستقلة حقائق جديدة مثيرة، كشفت فيها الادعاءات الصهيونية الباطلة حول مقتل ستة ملايين يهودي إبان الحرب العالمية الثانية على يد النازية في ألمانيا وأوربا. ففي عددها الصادر في نيسان من عام 1978م قالت المجلة تحت عنوان بالخط العريض: "براهين أخرى على زيف الدعوة اليهودية":

     إنه منذ عام 1949م، والإدارات الأمريكية الاتحادية المتعاقبة على الحكم في البيت الأبيض تهمل إلقاء ضوء على الظلام الذي أسدله الصهاينة واليهود في ادعاءاتهم الباطلة إزاء ما يسمّونه "الاضطهاد النازي لليهود" إبان الحرب العالمية الثانية.

     ولم يتجرأ الألمان على منح تفويض لأي مسؤول محايد لاستقصاء الحقائق التاريخية كما أنهم لم يعطوا الحرية المطلقة لأي واحد من العلماء الألمان من أجل وضع النقاط على الحروف إزاء الدعايات اليهودية الباطلة ضد النازية وزعمائها.

     ومضت المجلة الأمريكية تقول نقلاً عن أحد المصادر الألمانية السياسية المطلعة بأنه حسب تقدير ومعرفة أحد مأموري التسجيل الخاص الذي عهد إليه بجمع المعلومات عن ضحايا معسكرات التجمع والاعتقال التي أقامتها ألمانيا لليهود، فقد صرح هذا المأمور بقوله: إنه لم يجد حالة واحدة من هؤلاء الضحايا اليهود قد أُعدِمت في أفران الغاز التي يدّعيها اليهود زوراً وبهتاناً.

     وكان مأمور التسجيل هذا قد انتهى من جمع هذه المعلومات في مدينة "أرولسين" الألمانية في نهاية ديسمبر من عام 1976م، لهذا تعتبر معلوماته ذات صفة جديدة، ومن أهم ما كُشِف عنه مؤخراً إزاء ادعاءات الصهيونية العالمية، مما جعل تلك الادعاءات باطلة، ولا صحة لها مطلقاً.

     وأضافت مجلة "ثندر بولت" في كشفها لادعاءات اليهود الباطلة حول مقتل ستة ملايين منهم تقول: لقد أصبح مما لا يدع مجالاً للشك أن اليهودية والصهيونية العالمية قصدت تحقيق غايات وأهداف معينة من إطلاقهم لمثل هذه الادعاءات، وإن أهم تلك الأهداف كسب عطف الرأي العام العالمي لإقامة كيان يهودي في فلسطين من جهة، وإجبار ألمانيا على دفع تعويضات باهظة لليهود من جهة أخرى.
*****

بطلان الدعاية اليهودية

بطلان الدعاية اليهودية

     تقول مجلة "ثندر بولت" الأمريكية في متابعتها كشف بطلان الدعاية اليهودية:

     إن إلقاء نظرة بسيطة على زيادة ونمو السكان اليهود في فلسطين أو ما يُسمى بإسرائيل في الوقت الحاضر، يُظهِر بوضوح خرافة رقم "الستة ملايين ضحية"، ويعطي برهاناً لا جدال فيه أن مثل هذا الادعاء عارٍ عن الصحة، ولا أساس له على الإطلاق.

     فمنذ عام 1933م أخذت الهجرة اليهودية بمئات الألوف تتدفق على هذه الأرض العربية التاريخية المقدسة، وأخذ عدد السكان اليهود يزداد يوماً بعد يوم. ومعظم هؤلاء اليهود هاجروا بالدرجة الأولى من أقطار أوربا الغربية والشرقية على السواء.

     وبعد دراسة بالأرقام عن أعداد اليهود في البلدان التي هاجروا منها، وعن الجاليات اليهودية المهاجرة إلى فلسطين وأصولها التي ترجع إليها، وملاحظة أن معظمها قدمت من روسيا وأوربا الشرقية، انتهت المجلة إلى رفض دعوى اليهود، بأنهم فقدوا في الحرب العالمية الثانية ستة ملايين يهودي على أيدي النازيين.

     وأكدت المجلة بالحقائق التاريخية أن معظم ضحايا اليهود إبان الحرب العالمية الثانية كانوا من يهود بولندا، وأن الذين سقطوا قتلى، إنما سقطوا على أيدي الروس حين اجتاحت قواتهم بولندا لطرد الألمان منها. كما أكدت المجلة أن عدد اليهود في بولندا كان كثيفاً جداً، وأنهم أنشؤوا فرقاً عسكرية خاصة بهم كانت تحارب إلى جانب البولنديين ضد الغزو الألماني والروسي أيضاً، لذلك كان عدد ضحاياهم أضعاف العدد الذي سقط على يد النازية الألمانية.

     ذلك أن ألمانيا لم تقتل ربع اليهود الذين قُتِلوا نتيجة المعارك الحربية، شأنهم شأن باقي سكان أقطار أوربا الآخرين الذين كانوا من جملة من سقط في أثناء تحرك روسيا لغزو شرقي أوربا، وبولندا بوجه خاص، لذلك فجميع من قُتِل من اليهود لا يتجاوز 600 ألف فقط، لكن الدعايات اليهودية أضافت عدة أصفار لا قيمة لها حسابياً لولا الرقم 6 الذي يقع شمال تلك الأصفار ليحولها إلى رقم هائل خيالي هو ستة ملايين، وهذا من صنع وفبركة العقل اليهودي، وكلما ازداد هذا الرقم ارتفاعاً؛ حصل اليهود على المزيد من بلايين الماركات الألمانية.
*****

فرية الملايين الستة

فرية الملايين الستة

     تقول مجلة "ثندر بولت" الأمريكية وهي تناقش في مقال جريء، فرية الملايين الستة الذين قُتِلوا على أيدي النازيين:

     إن الادعاءات اليهودية الكاذبة قد وضعت ألمانيا اليوم موضع المتهم الذي اقترف جريمة، ولا بد أن يدفع ثمن تلك الجريمة. وإن مثل هذا الموقف الألماني اليوم يلقي ضوءاً على الغد، وإن المستقبل يتوقف إلى حد كبير على الشعب الألماني، وخاصة الجيل المقبل الذي أوشك أن يتسلم زمام الأمور والسلطة، وتسيير دفة السياسة الألمانية وتخطيطها، وعليه تدور علامة استفهام غامضة؟

     فهل سيظل هذا الجيل المقبل ملتزماً بدفع هذه التعويضات الألمانية لإسرائيل، أم أنه سيعتبرها كفراً، ومن ثم يوقفها ويبطلها، ويعتبر أن المسؤولين الألمان السابقين مطايا للصهيونية وإسرائيل، ويصفهم بالذل والخنوع لليهود، وخاصة بعد أن كشفت الحقائق زيف هذا الباطل الذي كانوا يدّعون به؟ وكذلك يعتبر أن دفع التعويضات كان إثماً لأنها كانت جائرة بحق الشعب الألماني، مع أن تلك التعويضات لا تُدفع ماركات ألمانية، ومساعداتٍ اقتصادية وعسكرية فقط، بل تُدفع أيضاً تأييداً سياسياً وأدبياً لإسرائيل.

     ثم استدركت المجلة تقول: إننا نشك أن الجيل المقبل لألمانيا سيلتزم بدفع هذه التعويضات، والمستقبل سوف يكشف ذلك. إننا نعلم إزاء كشفنا لهذه الحقائق أننا قد انتهكنا إحدى المحرمات التي يُحظر التعرض إليها أو مسّها من قريب أو بعيد في وقتنا هذا. ففي الأزمنة السابقة كان يتهم بالإلحاد والكفر كل من يشك في أن الأرض منبسطة وليست كروية، أما في عصرنا هذا الذي يُعتبر عصر النور والازدهار والحضارة والعلم والتقدم [هكذا وصفت المجلة عصرنا هذا] فإننا قد اخترقنا حاجز المحرمات لنكشف عن الحقيقة، تلك المحرمات التي من صنع الدعاية الصهيونية واليهودية العالمية، وسوف نطرق كل أبواب المحرمات هذه، إنصافاً للحقيقة والتاريخ.
*****

حقائق عن ضحايا اليهود في فلسطين

حقائق عن ضحايا اليهود في فلسطين

     تقرر المجلة الأمريكية "ثندر بولت" أن الوقائع والحقائق التي كُشِفت مؤخراً عن ضحايا اليهود في ألمانيا النازية أيام الحرب العالمية الثانية، تدل على أن الرقم الذي يزعمه اليهود وهو ستة ملايين، رقم خيالي ومبالغ فيه جداً، وأن الضحايا لم يصل عددهم إلى عُشْرِ الرقم الذي يدّعيه اليهود، وتُقرر المجلة أن اليهود استفادوا من ظروف كثيرة في تثبيت أكذوبتهم الكبيرة، ومن بين هذه الظروف أن العلماء والدارسين لم يجرؤوا على دراسة الوقائع وكشف الحقائق خوفاً من أن يُتّهموا بالنازية أو بأنهم موالون لها.

     ورغم ما ذكرته الدعايات اليهودية عن مقتل هؤلاء اليهود؛ فإن ثمة سؤالاً يفرض نفسه بقوة في هذا المضمار وهو: لماذا قتلت ألمانيا النازية هؤلاء اليهود!؟ وهل هناك جريمة تقع على أي مستوى دون أن يكون هناك سبب مبرر لوقوعها!؟

     تقول المجلة: إننا نريد أن نوجه هذا السؤال لليهود: فهل هم على استعداد للجواب عليه بالحق والواقع؟ واستدركت المجلة تقول: إننا نشك في ذلك، فحتى لو قدم اليهود جواباً فسوف يكون تحريفاً وتشويهاً وزوراً وبهتاناً، وبعيداً كل البعد عن الحقيقة والواقع لأنهم عوّدونا على دعاياتهم الزائفة وأقاويلهم الباطلة التي لا يمكن لأي مدرك وعاقل استيعابها أو تصديقها.

     وتقول المجلة في تفسيرها لسبب مقتل اليهود الذين يزعم الصهاينة أن عددهم ستة ملايين والحقيقة أنهم لا يصلون إلى عُشْرِ هذا الرقم: إن اليهود والصهاينة سوف يشعرون بالعار إذا عرف العالم سبب مقتل هؤلاء على أيدي النازية الهتلرية، لقد كانوا ينعمون بخيرات ألمانيا، ويجمعون ثروات طائلة من وراء تجارتهم وأعمالهم، ثم نقلوا تلك الأموال إلى إنكلترا، وعملوا على التجسس لصالحها ضد ألمانيا، فخانوا العهد، وتنكروا للبلد العريق الذي آواهم زمناً طويلاً، وانكبوا يعملون ضده سراً وعلانية، الأمر الذي أدى إلى قتل أنفسهم بأنفسهم، وهذا شأنهم في كل زمان ومكان من تاريخهم، فأينما حلوا في بلد، عملوا فيه فتنة وفساداً.
*****

أطماع اليهود تتجاوز فلسطين

أطماع اليهود تتجاوز فلسطين

     حين كان المسلمون الواعون ينبهون أمتهم العربية والإسلامية إلى أن أطماع اليهود لن تقف عند حدود فلسطين أو سيناء أو حتى الجولان والنيل والفرات، كان الناس يتهمونهم بالخيالية والتشاؤم الزائد.

     وحين كانوا يقولون: إن الإسلام هو الهدف الأكبر لمؤامرات اليهود وأشياعهم، وأن كل أرض له هي هدف اعتدائهم ومكرهم انطلاقاً من قوله عز وجل: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة:217)، كان كثير من الناس يصمّون آذانهم ويرون هذه التحذيرات خيال واهم، ومخاوف جبان.

     ولكن الأيام أثبتت أن ما كان وما زال يقوله المسلمون الواعون إنما هو حقيقة لا مراء فيها، وهذه بعض النذر التي تؤكد ذلك:

     النذير الأول: ما نقلته الأنباء عن قيام حركة تسمّى "أرض إسرائيل"، وهي تنادي بإسرائيل الكبرى، وتوزع بطاقة بمناسبة الأعياد اليهودية تحمل خريطة للوطن العربي، وتحته عبارة: "إسرائيل المحتلة"، ولا تستثني هذه العبارة أي جزء من الوطن العربي في المشرق كله دون استثناء.

     النذير الثاني: ما تناقلته الأنباء عن صحيفة جديدة في إسرائيل تحمل اسم "خيبر"، وهي إحدى معاقل اليهود في الحجاز في صدر الدعوة الإسلامية، وقد جعلوا منها مكاناً لمؤامراتهم ومكرهم وكيدهم ضد الإسلام والمسلمين، فغزاهم الرسول الكريم ﷺ فيها وهزمهم وهزيمة منكرة، فلما كان عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أجلاهم عنها نهائياً.

     النذير الثالث: ما تناقلته الأنباء من أن مدير الموازنة في إسرائيل قال وهو يرد على سؤال لأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي في أثناء مناقشته الموازنة السنوية لإسرائيل في 18/1/1978م: إنني لأشعر بالألم يعتصر قلبي، وأنا أرى موازنة إسرائيل تعتمد كلياً على المساعدات الأجنبية من أصدقاء إسرائيل في الوقت الذي تتعرض فيه ثروات بني إسرائيل للنهب من قِبل العرب.

     ولا نخال هذا اليهودي الخبيث إلا وهو يعني نفط العرب والمسلمين، ومعادنهم وثرواتهم الأخرى.
*****

تضحيات المسلمين لاستعادة فلسطين

تضحيات المسلمين لاستعادة فلسطين

     إن إسرائيل تواجه ضائقة اقتصادية ومالية كبيرة.. نسبة التضخم فيها تزيد على 30%، والعجز في ميزان مدفوعاتها يزيد على (1,8) مليار دولار، ولكنّ هذا لم يمنعها من تخصيص ثلث ميزانيتها الجديدة للنفقات العسكرية، لاستيراد أحدث الأسلحة الأمريكية وصناعة الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ محلياً.

     لقد قدم المسلمون التضحيات بلا حساب من أجل استعادة أرضهم السليبة، وهم على استعداد لتقديم المزيد.. ولكن ليس من أجل توجيه تضحياتهم وإمكاناتهم لتخفيف حجم الضائقة الاقتصادية على إسرائيل بتخفيف قيود المقاطعة العربية يوماً بعد يوم، هم على استعداد لتقديم المزيد.. ولكن ليس من أجل سلام يأباه الإسلام والمسلمون لما فيه من مهانة ومذلة وتخلٍّ فاضح عن الحق الثابت على مر التاريخ وإلى قيام الساعة.. وتأباه إسرائيل نفسها لأنه لا يحقق كل المطامع الصهيونية التوسعية والعدوانية في أرضنا، وإن كان يحقق أكثر مما كانت تصبو إليه قبل سنوات معدودة.

     هم على استعداد لتقديم المزيد.. يوم تعلن الحكومات العربية من جديد الموقف الوحيد الذي يرضى به الإسلام والمسلمون، يوم ترتفع بقضية فلسطين إلى مستواها الحقيقي، فلا تجعل منها مسألة حدود وأمن، ولا مسألة مفاوضات مباشرة في المنطقة أو في جنيف، ولا مسألة تحرير جزئي بالوسائل الدبلوماسية والسياسية، ولا مسألة استرجاع لأرض مغتصبة مقابل التخلي عن أرض مغتصبة أخرى.. يوم ترتفع الحكومات العربية بنفسها إلى مستوى القضية، يوم تنطلق من منطلق الإسلام في تسيير أمورها وحكم شعوبها، وتعلن قضية فلسطين قضية الإسلام والمسلمين جميعاً، قضية التحرير الكامل واستعادة الحق السليب، وتبادر إلى الجهاد بكل طاقات الأمة وإمكاناتها.. يوم يكون ذلك، سيكون النصر بإذن الله ويكون الفوز المبين.
*****

أصوات حرة تؤيد حقنا في فلسطين

أصوات حرة تؤيد حقنا في فلسطين

     لا يخطئ المرء أن يجد بين الحين والآخر أصواتاً حرة تظهر حتى في أشد البيئات تعصباً ضد حقنا في فلسطين، وأكثرها وقوعاً تحت وطأة النفوذ الإعلامي اليهودي، تصدع هذه الأصوات الحرة بالحق، وتقف في وجه الباطل، لتستحق بذلك منا العون والشكر والتأييد.

     وفي إطار عنايتنا بذلك، نلتقي بمقال نشرته مجلة "ثندر بولت" في أمريكا، يكشف حقائق جديدة، ويفضح زيف جانب مهم من دعاية اليهود. تقرر المجلة في مقالها المشار إليه أن اليهود اخترعوا أكذوبة مقتل ستة ملايين منهم على أيدي النازية الألمانية لأهداف دعائية يستدرّون بها عطف الناس، ولأهداف مالية حيث يبتزّون من الألمان بلايين الماركات بحجة التعويض عن ملايينهم الستة، يضاف إلى ذلك حصولهم على مساعدات اقتصادية أخرى، وأعتدة حربية، وتأييد سياسي في المحافل الدولية.

     ولا ريب أن الصهيونية نجحت في تحقيق كثير من آمالها في هذا الجانب بسبب دعايتها المستمرة المركزة الفعالة –والكاذبة أيضاً– حول مقتل ستة ملايين يهودي إبان الحرب العالمية الثانية على أيدي هتلر وجماعته.

     تقول المجلة: إن دفع ألمانيا لهذه التعويضات مباشرة إلى إسرائيل يعتمد إلى حد كبير على رقم الضحايا الذي يدّعيه اليهود، فكلما ازداد هذا الرقم ازدادت أموال تلك التعويضات، ولهذا فقد كانوا على حنكة سياسية بارعة إذ إنهم وضعوا رقم ستة ملايين من أول وهلة، وأعقبوا ذلك بدعاية واسعة ومنظمة، شملت العالم بأسره.

     فقد سخّروا جميع الصحف ووسائل الإعلام –وخاصة في أمريكا– للدعاية لهم وتكرار هذا الرقم ليرسخ في أذهان الرأي العام في أمريكا خاصة. وقد استطاعوا أن ينجحوا في إرساء قواعد لدعايتهم هذه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م حتى وقتنا هذا دون أن ينبري إنسان لكشف زيف دعايتهم هذه، ذلك أنهم استغلوا ظروف ما بعد الحرب والفوضى التي أعقبتها وانشغال الحلفاء في تثبيت احتلالهم لألمانيا –مما هيأ ظروفاً مناسبة وأرضاً خصبة – لزرع بذور تلك الدعاية.
*****

حقنا الديني والتاريخي في فلسطين

حقنا الديني والتاريخي في فلسطين

     إن حقنا التاريخي الديني نحن -العرب المسلمين- في فلسطين حق ثابت، مسطور في وجه التاريخ لا يعمى عنه إلا فاقد الوجدان، فاقد البصر والبصيرة، منقوش على أعمدة المساجد وأهلّة المآذن، في كل مدينة وقرية، محفوظ في التلال والجبال، في أشجار الزيتون والبرتقال، كامن مع الأنبياء والصالحين تحت تراب فلسطين، مكتوب بدماء الشهداء والجرحى في طريق الجهاد من أجل فلسطين.

     ولقد كان من هؤلاء الشهداء والجرحى من قاتل تحت راية فاتح فلسطين، أو جاهد تحت راية محرر فلسطين، ولكن منهم أيضاً (25) ألف شهيد وجريح من العثمانيين المسلمين الذين استشهدوا وجُرحوا في معركة واحدة من معارك فلسطين، دفاعاً عن مدينة واحدة من مدن فلسطين، إنها المعركة التي دارت رحاها حول مدينة القدس الطاهرة، ودخل فيها العرب إلى جانب البريطانيين بعد (13) يوماً فقط من حصول اليهود على وعد بلفور فلسطين، وقبل أن يعلن ليعلم به الثائرون ضد العثمانيين، المقاتلون من حيث يعلمون أو لا يعلمون تحت نفس الراية التي حملها الماسونيون في جمعية الاتحاد والترقي لخلع السلطان عبد الحميد الثاني، بعد أن كان السلطان عبد الحميد الثاني السدّ الأخير في وجه تسرب اليهود إلى فلسطين، يسجّل له مواقفه مؤسس الصهيونية "هرتزل" في يومياته، إذ كان من أجوبته له على عروضه المالية:

     "إني لست مستعداً أن أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد لتذهب إلى الغير، فالبلاد ليست ملكي، بل هي ملك لشعبي، وشعبي روّى تربتها بدمائه، فليحتفظ اليهود بملايينهم من الذهب". "إن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من إمبراطوريتي".

     وبعد هذا الموقف بنصف قرن من الزمن يقف شهيد معركة القسطل "عبد القادر الحسيني" أمام اللجنة العسكرية لجامعة الدول العربية في دمشق ويقول:

     "سيسجّل التاريخ أنّكم أضعتم فلسطين، سأحتل القسطل، وسأموت أنا وجميع إخواني المجاهدين"... ويلتفت إلى رفيقه في الجهاد قاسم الريماوي قائلاً: "هيا نرجع إلى فلسطين كي نموت فيها الميتة التي وضعناها نصب أعيننا، هيا نستشهد أو ننتصر على الأعداء"، ثم يتلو قوله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74]، ومضى فقاتل حتى قُتِل.

*****

قافلة الشهداء في فلسطين

قافلة الشهداء في فلسطين

     إن قافلة الشهداء والجرحى والمجاهدين في تاريخ فلسطين قافلة طويلة، منها مَنْ حفظ التاريخ أسماءهم أمثال "علي فؤاد الحجازي"، و"محمد جمجوم"، و"علي سليم الحسيني"، و"عبد الرحيم الحاج محمد"، وشيخ المجاهدين "عز الدين القسام"، و"أحمد عبد العزيز"، وغيرهم كثير، من رجال الإسلام وشبابه من داخل فلسطين وخارجها، ممن استشهد هناك، أو كُتِبَ له البقاء إلى أمد، ومنها من لا نعرف لهم أسماء وقد طوی تراب فلسطين أجسادهم.

     ومن هؤلاء النساء والأطفال والشيوخ في ثورات "جدار البراق"، و"يوم الأرض"، ومعركة القسطل، وغيرها.

     من هؤلاء من لم يدخل معارك النكبة الأولى إلا بنية الجهاد، ومن مضى في الأعمال الفدائية بين النكبتين وبعد النكبتين، في غزة والنقب وسيناء، وعلى سواحل طبرية والحولة والبحر الميت وضفاف الأردن، وفي أعماق الأرض المباركة معاهداً الله على الجهاد.

     نجهل أسماء الكثير من هؤلاء، كما نجهل أسماء كثير ممن كانوا يتلون القرآن الكريم بدل الاستماع إلى أصوات المطربات والمطربين ممن أرسل إليهم في النكبة الثانية.

     ونجهل أسماء الكثيرين ممن كانوا يرفضون إفطار العاشر من رمضان إلا على رمال سيناء أو في ذرى الجولان، ويقتحمون ميدان القتال وخطوط النيران، بصيحة: "الله أکبر"؛ يسجلها لهم الأعداء، وتسمعها كلّ رملة من رمال فلسطين.

     قد نجهل أسماء كثير من هؤلاء، ولكنهم باقون في سجل القضية، حلقة خالدة من حلقات التاريخ الإسلامي المتصلة، حلقات حقنا الديني التاريخي في فلسطين.. حلقات روحها من روح إبراهيم عليه السلام يوم أراد ذبح ابنه طاعة لربّه، ومن روح إیمان هذا الجيل أيضاً في هذا العصر، ونحن نسمع أطفال المدارس في قلب القدس تحت سيطرة استعمار بني إسرائيل لفلسطين، لا يخشون مواجهتهم بالتكبير والتوحيد حول المسجد الأقصی، لا لشيء، إلا لأنه مسری رسولهم ﷺ، يمنعون اليهود عنه بأجسادهم، بعد أن تخاذلت القيادات عن الجهاد، وخنعت النفوس، وطأطأت الجباه أمام من غضب الله عليهم ولعَنهم بما عصوا وكانوا يعتدون.
*****

الأكثر مشاهدة