الأحد، 27 ديسمبر 2020

دعاء

دعـــاء

الرياض – السبت
16/ 9/ 1417هـ - 25/ 1/ 1997م

معاصي القلوب أخطر من معاصي الجوارح.

أطللت من أمسي على وعد الغدِ
               فخشيت أمسي واستربت مِنَ الغدِ
فلقد بلوت أصادقي وأقاربي
               من عـــابثين ومن قيام سجّد
فـــإذا بأكثرهم سراب خادع
               وسعار قــــالٍ حقده لم يهجد
كذبوا على أخيارهم واستمرؤوا
               خُلق الجبان المستكين المعتدي
والفضل مجــد أنت فيه محسّد
               فإذا علوت علا نقيـــق الحسّد
الله يعلم ما رضيت إســــاءة
               لا للئيـم ولا التقي الأرشـــد
قد رضت أهوائي ودنت عصيها
               وقبست همة فارس ومسوّد
واخترت نهج الصدق رغم صعابه
               زادي يقيني والتوكل مسعدي
ونفيــت عني ما تحاذر عفتي
               مما يرجّى من شهي أرغـــد
ونفيت عني ما يمس مروءتي
               ونفيت كل سريرة لم تحـــمد
وأعانني خلق قبســـت تليده
               وأعانني طبع النبيـــل السيد
أظما ولا أرد الميـــاه شهية
               ما لم أصن عرضي وأكرم موردي
ولربما أدنــو فأحسب أن في
               وردي الهوانَ فلم أرد وأنا الصدي
سامحت حتى الناهشات نيوبهم
               عرضي بغيب راتع أو مشهد
وعفوت عن مكر الصديق وظلمه
               وجناية الأدنى وغدر الأبعـد
ودعوت يا رباه سدد أمرنــا
               نحن الضعاف وأنت خير مسدد
طهّر من الأحقاد من قعدت به
               وهب الجميع سريرة لم تحقد
       *****

الكهف والزيتونة

الكهف والزيتونة

عمّان - الإثنين
12/ 12/ 1416هـ ـ 29/ 4/ 1996م

وقفت على الكهف الذي روى قصته القرآن الكريم، ومررت بالقبور والوصيد، وموقع زيتونة معمرة عاشت هناك دهراً طويلاً.


وقفت على الكهف حولي المنونْ
               وفي خلـــدي غابرات القرونْ
فعاينت أحجاره الصامتات
               وعاينني أهله الصامتـون
وقبــر تُســـــاكنه أعظـم
               وقد بلي القبـر والساكنون
وكانوا ندامى فمات الحديث
               فما ثَمّ قـــول ولا قــائـلون
ومات الوصيد وكلب ثوى
               عليه يحـــاذر ماذا يـكـون
ونــاموا قروناً بدت ليـــلة
               وإن الكِذاب قرين الظنون
       ***** 

سألت على الباب زيتونة
               تراقبنا من لدات القرون
أقامت كما وقف الديدبان
               يسارقه النظرة العابرون
أما أتعبتك الليالي الطوال
               أما أوحشتك عوادي المنون
ووقد الهجير وبرد الشتاء
               وناس بأوهامهم يسرحون
وللشــر أكثر ما يفعـــلون
               وإبليس يضحك والشامتون
       ***** 

سألت فضنّت فعاد السؤال
               وردّده الكهف والزائرون
وردده صامت لا يقـــول
               وردده القبـــر والميـتون
فقالت ومالت كأم رؤوم
               وشيخ وقور وخل حنون
يطول الزمان على داركم
               لأن مداها قصير خؤون
ولكنــــه لمحة أومضت
               وغيم تبـــدّد لو تشعـرون
ويوم من الله باري الدهور
               قرون لديكم تليها قـرون
وهذا الزمان رحى الكائنات
               وما يعتريها ونًى أو شجون
وأنتم بدنيا ستفنى الغـداة
               ويلحق أقدمها الأحدثــون
وما الكهف والقبر إلا حياة
               وموت وفي غدكم تبعثون
       *****

لن نخذلك

لن نخذلك

الرياض
1 رمضان 1416هـ ـ 12/ 1/ 1996م

إلى شعب البوسنة والهرسك الصابر المرابط.

لن نخذلكْ
أبداً ولن نرضى المهانة لكْ
أبداً ولن ندع العنان لظالم كي يقتلك
سنظل نحن الأوفياءَ لحقك المشروع لك
نبني ونبذل أو نقاتل لا نبالي من هلك
والباذلون المال والأرواح نعم العون لك
والباذلون هم النجوم تضيء غاشية الحلك
لبيك يا شعب البطولة إننا لن نخذلك
النصر لكْ والمجد لكْ والغوث لك
من إخوة هبوا سراعاً كي يصونوا معقلك
وتسابقوا بمكارم جلّت فزانت منزلك
فالمسلمون أخوّة زهراء ما دار الفلك
*****

يا أيها الشعب الجريح عليك من قومي السلام
ما أشرقت شمس وما غنت على الأيك الحمام
ما طاف بالحرم الحجيج وما دعا فيه الأنام
ما رتلوا من آية ما أمّنوا خلف الإمام
ما رددت زهر المآذن عانقت كبد الغمام
الله أكبر فاستعان الحق بالبشرى وقام
وهوى الطغاة المبطلون وفضّ جمعهم الظلام
وعلا لواء المؤمنين وعم في الساح السلام
***** 

يا أيها الشعب الذي احتمل الخطوب وما استكان
حيتك مكة والمدينة والمنابر والأذان
والمسجد الأقصى وفرسان لهم في المجد شان
والفاتحون المسلمون وهم حكايات حسان
قالوا وقد صدقوا فزانوا قولهم والفعل زان
المجد للأبطال والخذلان توأمه الجبان
***** 

يا أيها الشعب المرزّأ بالكوارث والصعاب
نهشته أنياب المدافع والقنابل والحراب
وتقاطرت هوج المصائب فاغرات كالذئاب
من حاقدين ومجرمين ومن زبانية كلاب
القس باركهم سعيداً بالصليب وبالكتاب
فإذا بهم كالبوم والنيران في الأرض الخراب
هدموا المساجد والمآذن والمنابر والقباب
قتلوا الشيوخ الراكعين أهلة قبل الشباب
وعدوا على العرض المصون بالافتراس والاغتصاب
يا سوء ما فعلوا ويا للعار والشرف المصاب
يا شعب فاحذرهم وإن هدؤوا فهم سمّ وصاب
***** 

يا أيها الشعب المكلّل بالوقار وبالجلال
يا أيها الشعب الذي عشق البطولة والنزال
يا أيها الشعب العنيد كأنه صمّ الجبال
كالليث ريع وكالكماة وقد تداعوا للقتال
دهمته أهوال العدو كأنها الداء العضال
نهشاً وتقتيلاً وتمزيقاً وللحقد اشتعال
فالجرح كالتنين يفتك والنصال على النصال
لن نخذلك والقول يشهد والفعال
***** 

أبداً ولن نرضى المهانة لك
أبداً ولن ندع العنان لظالم كي يقتلك
سنظل نحن الأوفياء لحقك المشروع لك
صحراؤنا لن تخذلك
وجبالنا لن تخذلك
ونساؤنا لن تخذلك
ورجالنا لن تخذلك
وغنينا لن يخذلك
وفقيرنا لن يخذلك
نحن الكرام الباذلون ونحن أكرم من ملك
والمسلمون أخوّة زهراء ما دار الفلك
وإليك من شعري نشيد الحب والإخلاص لك
قطف النجوم وصاغها تاجاً بديعاً كلّلك
*****

الجمعة، 25 ديسمبر 2020

أشواق أندلسية

أشواق أندلسية

الرياض - السبت
19/ 7/ 1414هـ -  1/ 1/ 1994م

كان عدد من الشبان المغاربة يتجولون في جنة العريف في حمراء غرناطة بملابسهم الجميلة المميزة، ولما حان وقت الصلاة أذن أحدهم ثم أدَّوا الصلاة جماعة والزوار يرمقونهم بدهشة، والأندلس تنظر إليهم بلهفة وحب وحنان وقد استيقظت فيها أشواقها لأيام للمسلمين. 

سأظل أحلم بالأذانْ وأظل أرقبه الزمانْ
أطوي القرون القهقرى شوقاً لأيامي الحسان
والمسلمون مواكب تترى وصعب الدهر لان
وهم الميامين الألى لا يركنون إلى هوان
وفتوحهم في زهوها هي والحضارة توأمان
موسى وطارق والأباة ومجدهم والعنفوان
يبنون في أرضي العدالة والهداية والأمان
تمشي المآثر بين أيْديهم فيخضرّ المكان
والنــاس والأطيار هانئة تزغرد كالقيــان
بِشْراً بأنبـــل فاتحيــن كأنَّهم هبة الجنــــان
جاؤوا كما سرت الطيوب العاطرات ونسمتان
وأتوا على ظمأ لقفْرٍ مجــــدب فَزَها ولان
بيض الصنائع بين أيديهم يشير لها البنان
وهمُ شهود عهودهمْ إن أبرموها والضمان
ولهم مع الظفر المؤزَّر في الضحى تكبيرتان
حنوا الجباه لربهم شكراً وضاعت سجدتان
وبنوا أجلّ حضارة طلعت على الدنيا افتتان
الشمس تروي عن عوا رفها ويروي الفرقدان
ما ملّ منها المادحون، وسل يجبك العاقبان
***** 

كنتُ الحيــــاةَ سريَّها ولكل مكرمة كنـــان
فأنا العلوم أنا الفنون أنا الغِلاب أنا الطعان
المجد أزهر في ربوعي والفخار له لســان
والشعر أزهو والموشَّح والقوافي كالجمان
والعلم أبذله فينهل صفوه قــــاص ودان
تأتي الوفود إليه ظامئة فتمتـــــلئ الدنان
طوّف معي حيث استطعت فإن أرضي مهرجان
غرناطة طابت وطاب رواؤها والأقحوان
اعكف عليها ساعة ثم ارتقبني في جيان
ثم ارتحل بي صوب قرطبة وجلجل بالأذان
سترى الشيوخ الأكرمين بحور هدي أو بيان
والمسجد المعمور محبور بمرآهم وهان
شمخت سواريه اللدان كأنها أغصان بان
ورحابه العباد والزهاد والجمع الحسان
والمؤمنـــون أهلةٌ وسرائر زُهْرٌ حَـــوان
ومواكب خشعت لخـــالقها وثمة تاليـــان
وعلى المحاريب الوضيئة والمآذن داعيان
يتسابقان إلى المكارم والهدى لا يألوان
فرحت بهم زهر النجوم وطيبة والمكّتان
وعلى ذرا الحمراء أشعارٌ وآيات دوان
وشعارها ولواؤها عبر الدهور يناديان
الغالب الرحمن جل جلاله والكل فان
*****

والغافقي على البــــلاط كأنه شم الرعان
يجتاحه الهول المدمى وهو غابة سنديان
والموت يزحف وهو يهتف إن لي قصب الرهان
ما كان سيفي بالكهام ولم أكن يوماً جبان
الهول دربي بيد أني والشهـــادة عاشقان
سأظل أقتحم الصعاب شهاب نار أو سنان
وأنا البطولة لا تخاف غوائل الحرب العوان
لا لن أخاف فعهد أمثالي وقد كرموا يصان
سأموت صقراً لم تلوِّث جفنَه سنةُ الهوان
فاتبع خطاي إذا قدرت ففي الغيوب بشارتان
نصر كما تهوى العلا أو ميتة ولها إران
وهما جوادا حلبةٍ في مجـــدها يتنافسان
ومضى عليه عناده وجــــلاله والعنفوان
ومشى وعينا روحه فيما يؤمل تحلمان
تتسابقان وتنظران وتبسمان وترنـــوان
حتى تكلل بالشها دة وهو محبور الجنان
فعليه من نعمائها أطيابها والأقحـــوان
وعليه من دمه الطهور مطارف من أرجوان
فحيـــاته ومماته للمكرمات قلادتــــان
*****

وخليفة من عبد شمسٍ لا يُشق له عنان
جاد الزمان له بأكرم ما يؤمل من أمان
السعد ملء رحابه وركابه والصولجان
وجيوشه الظفر المجلجل والعلا والمهرجان
وعليه من ظفر الملوك الغالبين عباءتان
هذي إذا أدنى قراه وتلك إن كان الطعان
يا طيب ما احتوتا عليه لعسر دهر أو ليان
صفت له الرايات والأجناد وازدان المكان
جثت الوفود ببابه ترجو السلامة والأمان
الروم بين يديه خاشعة وراعشة الجنان
وهنا مؤمل رفده وهناك يرجو العفو جان
فـــإذا تبسم أو تجهَّم أو تحــكَّم أو ألان
خضع الزمان لحُكمه وأتاه تُسلمه اليدان
أكرم به من ظافرٍ ومناه زهراء هجــان
وأجلّ من ظفر الملوك سماحها لمن استكان
ظفر النبيل له مع التاريخ أخلاق دوان
ظفر تسامى أن يُدنـَّسَ بالمظالم أو يشان
فعهوده وفتوحه صنوان لا يتفرقان
ويداه بالصفح الجميل وبالندى مبسوطتان
عينان طاب نميرها فكأنه فيض الجنان
تسقي الظماء الواردين بخير ما اختزنت دنان
وبكل ما تهوى الشموس وقد تمنت تجريان
عينان بالأمجاد يحرسها الهدى نضاختان
***** 

أما العريف وأنت أدْرى فهو للحسن الخوان
الماء بين رحـــــابه قيثـــارتان تغنيان
وخريره وهديله في مسمعي أنشودتان
وحبابه عقد تلألأ في الغواني كالجمان
صاغته في ألق الضحى تلك النوافير اللدان
والياسمين قلائدٌ وضفائر من أقحوان
والورد يدنو إن دنوتَ وإن رأته المقلتان
وفراشتان تطايران وبلبــلان يغردان
والحسن يضحك كالربيـع الطلق في شرخ الزمان
والطيب نفح المسك ترْسله العشي غمامتان
وخميلة هشت لزائرها جوانبـها الثمان
وعرائس جئن الضحى يختلن زهواً وافتتان
يمشين والدهر الشموس لهن قد أرخى العنان
يرفلن في مرح الشباب كأنهن الخيزران
زمر وأتراب كواعب قد نزلن من الجنان
جن العريف بهن لمّا جئن سرباً من غوان
يرنو ويحلم بالوصال وهن أحلام روان
والنيرات حواسدٌ عضَّت من الحقد البنان
قال الجمال أنا العريف إذا تبدّى للعيان
ومواكب الزوار تترى والقصائد شاهدان
*****

أما غلاب الحاقدين فتاه عن شرف وهان
والحاقدون عهودهم أضغاث عربيد وحان
نقضوا الذي قد أبرموه فلا سلام أو أمان
وعدا على غرناطةٍ يوم الكريهة حاقدان
خانا عهود الصلح والخوّان غدار جبان
فالصل[1] رغم عهوده زيفٌ ومين وامتهان
وإزاءه الأفعى[2] التي جمعت مع الغدر اللعان
ملكان ما عرفا الوفاء فليس ثمة ما يصان
مشيا إلى الحمراء يوم الروع مشية أفعوان
ووراء جيشهما المدنس بالفظائع كاذبان
قسيسه وصليبه في غبطة يتجــــولان
ويعذبان المسلمين سفاهة وينصِّـــران
ويباركان الإثم والبطش الحقود ويتلوان
قطعاً من الإنجيل تمنع آيُها ما يفعلان
وتقاطرت هوج الجرائم مثل حالكة الدخان
قتل وتنصير ونيرانٌ وملحمة عوان
ومحاكم التفتيش عارُ الدهر والحقد المدان
مرَّت أخس نقيصة والسر يشهد والعلان
طرب اللئيم لعسفها وبكى الكريم وما أبان
بكت الفضيلة بالدماء، ولا مجير مستعان
وشكا المسيح وأمه ما يبصران فيألمان
والمغربان مدامعٌ مسكوبة والمشرقان
***** 

بالأمس فرط بي الصغير وأسلمتني غدرتان
ما هنت يوم الروع لكن الذي قد باع هان
وبقيت في هام النجوم ولي مع المجد اقتران
وبقيـــت في سفر الفخار سطوره لمّا دعان
وبقيـــت أتبع أحمداً فهو الرسول وقد هدان
وبقيت رغم مصائب الدنيا المرزأة الحصان
وبقيت في هوج العواصف صخرة من عنفوان
أما الذي قد باعني فمضى كما يمضي الدخان
باع التلاد وأهله في صمت مقهور وعان
يا ليته وهب الرجولة ما تشاء من الطعان
وسقى ثرى الحمراء حتى أصبحت مثل الدهان
واختار ميتة حمزةٍ والغافقي وما استكان
***** 

سأظل أحلم بالأذان والشوق زادي والحنان
وأظل أنتظر البشائر وهي في خلدي أغان
أرنو إلى الفجر الجميل يزف لي أغلى لُبان
والدهر دولاب يدور وربَّما آن الأوان
وغداً أعود كما بدأت وملء أرجائي الأذان
***** 

لا تعجبن إذا حلمت وطاب حلمي وازدهان
أحلام يومي في غدي فلق الصباح إذا استبان
ها قد دنــــون بواسماً فبأيِّهن تكذبـــــان
فارقب بشائرها الملاحِ ورتل السبع المثان
*****
------------------------
[1] الملك الإسباني فرديناند. 
[2] الملكة إيزابيلا.

الخميس، 24 ديسمبر 2020

هات يا قنصل

هات يا قنصل

الرياض ـ السبت
7/7/1412هـ ـ 11/1/1992م

ألقيت في الحفل الذي أقامه الأستاذ الفاضل أحمد باجنيد في داره العامرة في الرياض لتكريم الشاعر المهجري الكبير زكي قنصل الذي آلت إليه إمارة الشعر المهجري.

هات يا قنصل شعراً كالجمانْ
               نحن تَوْقٌ للأغاريد الحسانْ
أنت في مهد القوافي عبقت
               بسريٍّ من خيال وبيان
هاهنا الشعر وهذي داره
               وعليها وشيه والبردتان 
هاهنا قيس وهذا ربعه
               وهنا ليلى وحب لا يشان
وهنا العشق عفيفاً طاهراً
               ومروءات ومجد وسنان
والمها تعدو ويعدو خلفها
               مرمل قد عضّه جوع عوان
وجِمال كالجواري لا تني
               قد حداها في سراها حاديان
وخيول في المدى تصهالها
               والسيوف البيض والسمر اللدان
وخيــــــام للعلا قد ضربت
               وهي في أعراسها كالمهرجان
وهنـــــا الشيح وهذا طيبه
               والخزامى أمطرتها مزنتان
وعرار ضاحك في خفر
               بعد أن مر عليه عاشقان
وأخو طي حليف للندى
               وهو للعافين والغرثى خوان
وامرؤ القيس على أهوائه
               والصبايا بين دل وافتتان
وعكاظ والقوافي شرّد
               والمجلّون سباق ورهان
       ***** 

أنت يا قنصل في الأرض التي
               رملهـــــا حرٌّ عنيــدٌ لا يهان
صهرتها الشمس حتى أصبحت
               في نــــداها ورداها عنفــــوان
فــــــإذا العرب عليها أمة
               المروءات عليها طيلسان
وإذا النبــــل عليها تاجـــها
               والبطولات فما فيها جبان
أنت في نجد الهدى عزت به
               حين فدّته وصانته فصان
أنت في طيبة طابت وسمت
               أنت في مكة حيث الوحي كان
من هنا الفصحى نمت أخت السها
               من هنا القرآن يتلى والأذان
من هنا الفتح الذي رفّ على
               هذه الدنيا رفيف الأقحوان
فإذا راياته ملء الدنــــــا
               وإذا الناس سلام وأمان
كان من قبـــل ويبقى دائماً
               أرج الدنيا وفخراً للزمان 
وجـــد الناس جنــــاه دانياً
               فتباهوا وتباهى الفرقدان
مات عهد الظلم لما طلعت
               في الدنا أعلامه بيض أمان
كل فتــــح لوّثته غــــدرة
               وفتوح العرب عدل وجِنان
وسيفنى كل فتح غــــادر
               وسيبقى العرب فتحاً غير فان
       ***** 

قنصل العرب سلاماً عاطراً
               من فؤاد لم يكــــدِّره ارتهان
شفّ مثل النور في رأد الضحى
               وسما عن كل أخـــلاق تشان
إنه الإسلام فــــاقبسْ نـوره
               فزكيٌّ أنت عقلاً وجَنـــــان
       *****

نم في البقيع

نم في البقيع

الرياض
1412هـ ـ 1992م

في رثاء الشاعر الكبير عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله.

الشعر تاجك وهو روض مشرقُ
               والفضل دوح في رحابك مورقُ
وعلى مرابعك الفسيحة خيمة
               نسج الإباء جـــلالها والمنطق
فيها السماحة والبشاشة والندى
               ومروءة في سيبها تتــــدفق
أسرجت عزمك للأصالة حارساً
               ووفاؤك العالي لعـــزمك فيــلق
ونسجت من ذوب الفؤاد قوافياً
               مثل النجوم بهاؤها لا يخــــلق
ستظل مثل الشمس في رأد الضحى
               وعلى غلائلها البهيـــجة رونق
وتظل للورّاد شهداً سائغاً
               ونميـــره أبداً يفيــــض ويغدق
والشعر أنت جداول وخمائل
               تجري رخاء والطيور تصفق
فكأنه الحسناء ماست تزدهي
               والبشـــــر فيها ضاحك يتــــألق
وبناتك الغر الحسان قلائد
               تزهو بمبدعها الفقيد وتشرق
وتقول نحن الخالدات على المدى
               والروض نحن وطيبه والزنبق
       *****

أأبا البراء وأنت رائد عصبة
               وحداء قـــافلة تغذّ وتعنـــــق
سارت على حد السيوف كتائباً
               للحق ترنو والأصــــالة تعشق
نم في جوار الأكرمين يحفهم
               ويحفك الرضوان والإستبرق
       *****

خمسون عاماً في الجهاد وهبتها
               للمسلمين وما هوى لك بيرق
أبداً حسامك دونهم متوثب
               والمعتدون جحافلاً قد أحدقوا
سيف كما تهوى البطولة والعلا
               نار تلظى أو شهـــــاب يحرق
والأوفياء وأنت منهم قلة
               بالفضل والنبل المصفى أخلق
هم في ذُرا الدنيا ذؤابة مجدها
               يزهو بها تــــاج ويزهو مفرق
***** 

يطوي الزمان الأدعياء وزيفهم
               ومآلهم عار وصمت مطبق
وتموت رايات تضل سبيلها
               ويموت في أوزاره المتملق
ويظل حراس الحقيقة ذروة
               مثل النسور على الجبال تحلق
ولأنت فيهم فارس ومجاهد
               وعميد قوم في المكارم معرق
إن قيل من للناس يوم كريهة؟
               راحت عيون الناس فيك تحدق
***** 

أخلصت للفصحى وقمت بحقها 
               ورفعتها لغة تُقـــــال فتُعشق
ودفعت عنها جاهلاً ومعادياً
               يحدوه سم في الضلالة مغرق
ومشوهاً في فكره وبيانه
               كالبوم في الدمن الدوارس ينعق
رضع الكراهة من غثاء عصابة
               الحقد ديدنها البغيض الأزرق
أعلامها الغاوون يهرع نحوها
               النذل والمخدوع والمتحذلق
من كل ملتاث الضمير يؤزه
               غل على اللغة الشريفة موبق
وعلى كتاب الله وهو عمادها
               وهو الهداية والحجا والموثق
تاج الفصاحة والبيان سطوره
               ومنارها الأسنى وطيب يعبق
المعجز البلغاء إن يتجمعوا
               والساحر الفصحاء إن يتفرقوا
***** 

أأبا البراء خيول أحمد ضمّر
               والراية الخضراء فيها تخفق
نادى الأذان بها فلبت كالردى
               تطوي الطغاة الملحدين وتسحق
ولها على كابول نصر أروع
               بالغار والذكر الكريم مطوق[1]
سياف فوق جواده يطأ العِدا
               والملحدون الغاصبون تمزقوا[2]
وجلال يبكي شاكراً متواضعاً
               وإزاءه برهان سيف يبرق
والخائض الغمرات أحمد صانع
               نصراً يجل مدى الدهور ويسمُق
نصر كما تهوى فأين يتيمة
               من حر شعرك للأسود تصفق
أترى الملائكة الكرام سعت به
               نبأ إليك وبسمة تترقرق
فسجدت للرحمن سجدة شاكر
               تعنو له والوجه طلق مشرق
أنعم ببشرى طوقتك حفية 
               جذلى وأنت إلى لقاها شيق 
***** 

يا راحلاً والقدس في أحزانها
               تشكو العنا والقيد قيد مرهق
لم تكتحل بالفاتحين جفونها
               وتكاد من غضب وحزن تزهق
نم في البقيع جوار جدك هانئاً
               وإزاءك الأبرار فيه تحلقوا
وارقب جنود المصطفى في زحفها
               يهفو لها نصر ويعلو بيرق
اليوم في الأفغان عزت شمسهم
               وغداً على القدس العزيزة تشرق
       *****

-------------------
[1] كان من قدر الله أن توفي الشاعر في المستشفى التخصصي في الرياض يوم السبت 23/ 10/ 1412هـ - 25/ 4/ 1992م، وهو اليوم الذي دخل فيه المجاهدون الأفغان عاصمة بلادهم (كابول) ظافرين منصورين .
[2] سياف وجلال وبرهان وأحمد، من قادة الجهاد الأفغاني ورموزه.

حلم موسى

حلم موسى

الرياض ـ الأربعاء
6/ 8/ 1411هـ ـ 20/ 2/ 1991م

يروى أن موسى بن نصير كان عظيم الهمة، ماضي العزيمة، وكان يملك عليه أقطار نفسه حلم رائع، وهو أن يفتح القسطنطينية عن طريق الأندلس، ويبسط رواق الإسلام على تلك المساحة كلها.

زرعت حلمك يا موسى على هد بي
               ورحت أسأل عنك المجد في الشهبِ
سألتها أين موسى في مطارفه
               يجر أذياله في هامة السُّحُب
وأين أفراسه والهول مصطخب
               والناس بين سري الحلم والرَّهَب
وأين غرناطة تزهو بمقدمه
               تعانق الحلم في حب وفي طَرَب
وأين تكبيرة الفتح التي انطلقت
               فوق المضيق وفوق المعقل الأشِب
أين الأذان يزف النور مؤتزراً
               بالطيب ينهل مثل الهاطل الهضِب
والمسلمون سرايا بالهدى انطلقت
               يحفها مهرجان الفتح والغلَب
تطهر الأرض من كفر ومن دنس
               وتنقذ الناس من بغي ومن حَرَب
تهدي إلى الناس إيماناً ومرحمة
               وبهجة بعد عسف الظلم والكُرَبِ
الناس من بشرهم بالفتح أغنية
               والأرض من بشرها ريانة الحلب
كانوا الظماء لعدل جاء تحمله
               مواكب الفتح في طوفانها اللجب
جاءت تطهر وجه الأرض من بطر
               ومن طغاة، ومن جور ومن سَغَب
تحرر الناس بالإيمان هاتفة
               لكم كرامة حر طاهر النسب
إنا سواسية فالله خالقنـــــا
               والحق يجمعنا في دربه اللَّحِب
الجاهلية ماتت، إنها خبـــر
               وقصة في حواشي الدهر والكتب
والمهرجان الذي كنا طلائعه
               تاج من الفخر للإسلام والعرب
       ***** 
ضممت موسى إلى برديّ قافيةً
               زهراء ترفل في أثوابها القُشُب
زرعت أحلامه الغراء في خلدي
               وهمت في أفْقها المزدان بالعجب
عانقتها وبقــــلبي من مودتها
               مجامر الطيب والرضوان والرغَب
وبسمة بالفخــار السمح هانئة
               كأنها المزن بعد اليأس والجدب
       ***** 
ظللت أرقب كل الليل نافذتي
               والليل ملتحف في لجة الرهب
وطيف موسى على عينيّ بارقة
               تزورني والحنين الحلو يعصف بي
رأيت طلعته صقــــراً وبسمته
               وعداً وأحــلامه نصراً بلا ريب
هتفت: موسى؟ فقال: النصر موعدنا
               والله عدتـنـــا في الموقف الصعب
لقد مضيت ولم أظفر بما رغبت
               أحلامي البيض في سلسالها العذب
وأنتم الحاملون الحلم زغردة
               وعزمة في ضمير الغيب والحقب
سيسكن الحلم في أعماقكم أملاً
               ويصبح الحلم نبراساً لكل أبي
أنشودةً تملأ الأجيال روعتها
               تحدو الميامين والأنجاد للطلب
إني لأبصرهم زحفاً له زجل
               إلى الديار التي عزت على أربي
غداً يحقــــــق حلمي سيد نجِد
               يمضي إليه (على جسر من التعب)
أنا وطارق جند في كتائبه
               فأسرجوا خيلكم يا أمة العرب
       *****

حسرة العربي

حسرة العربي 

الرياض
شعبان 1410هـ ـ آذار1990م. 

في ظاهر غرناطة مكان يسمى إلى اليوم (حسرة العربي) يروى أن أبا عبد الله الصغير وقف عليه وألقى منه النظرة الأخيرة على الحمراء وبكى، فقالت له أمه: ابك كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال. 

بكى حينما حان الوداعُ وأُسْدِلت
               ستورٌ على الحمراءِ حمراءُ كالدمِ
وغاب أذان طالما ملأ الدُّنا
               وأقبل هول الموت في موكب عم
ورنّتْ نواقيس الكنائس تزدهي
               وأسفر عن أحقاده كل مجرم
وأقفرت الساحات من كل راكع
               وتالٍ كتاب الله في جوف مظلم
وهُتِّكَت الأستار عن كل حُرَّةٍ
               وأُغْمِدت الأسياف من كل مسلم
وصاحت عجوز مزَّقَ الدهر عمرَها
               وناحت فتاة في صباها المُحَطّم
وعريت الأفراس من كل ماجدٍ
               سريعٍ إلى الُجلّى وفاد وضيغم
وجاء عميد الغالبين يؤزُّه
               صليبٌ وقسيسٌ لثاراته ظم
وقال أتينا ظافرين أعزّةً
               إلى راية الإنجيل نهفو وننتمي
أتينا تسدُّ الشمسَ منا زحوفُنا
               وجئنا كسهم من قضاء محتَّم
فسلم لنا سيفاً وتاجاً وراية
               وغادرْ ربا الحمراء عجلانَ تسلم
وقالت له أمٌّ حَصانٌ أبيةٌ
               وفي قلبها حزن مرير كعلقم
حرامٌ عليَّ الدمع فالعربُ أمتي
               ودمعيَ كالعنقاءِ والصبر ملهمي
أنا الفارس المفجوع فيما صنعته
               وأنت كعاب في إزارٍ منـــعَّم
ألا فابك مثل الغيد ملكاً أضعته
               وما صنته عن عفــــة وتكرُّم
ألا كنت مثل الليث في حومة الوغى
               يصول إذا يرمي ويشدو إذا رمي
وخضت إلى الفردوس بحراً من اللظى
               وكنت الأبي الحرَّ والفارسَ الكَمي
وموتك في الحمراء عرس وفرحة
               وغُنْمٌ جليلٌ دونه كل مَغْــــنَم
ولو مُتَّ مقداماً لعشتَ مخلّداً
               وصرتَ نشيداً كالأغاريد في الفم
وخُلِّدت بين المسلمين كحمزةٍ
               وكفنت في بُرد من المجد والدم
       *****

غداً نأتيك يا أقصى



الرياض - الخميس
21/ 1/ 1423هـ - 4/4/ 2002م.

غداً نأتيك يا أقصى
لعهدك أيها الأقصى، وعهدك جمرة فينا
وحلم في مآقينا
ينادينا فلا ننسى، وكل خلية فينا هي الأخرى تنادينا
إلى الأقصى إلى الأقصى 
*****

سنأتي في غد نارا
وبركاناً وإعصارا
لنصنع مرة أخرى
وقد لاحت لنا البشرى
بعون الله حِطينا
ونغضب غضبة كبرى
ونصنع خَيبراً أخرى
ونحمي الأرض والدينا
*****

يهودُ، غداً نلاقيكم
وقد تبت أياديكم، وقد بادت صياصيكم
نتبِّر كل ما شدتم، وما قلتم وما خنتم، ونمحوكم ونجعلكم
حديثاً مرَّ كالهمسِ، وآلاً لاح بالأمسِ، طوته أشعة الشمسِ
فصرتم في ثرى رمسِ، وصرنا نحن في عرسِ، وعدنا نحن للقدسِ
نصلي في مساجدها، صلاة النصر والشكر
ونلقاها كما نهوى: محررة مطهرة، وشاكرة وناضرة، وساجدة وماجدة...
ونهرع نحوها عشقا، وتهرع نحونا شوقا
لتطوي ليلها الدامي، وتسبق شوقها الظامي
إلينا كي تحيّينا
فيربو حبنا فيها، ويربو حبها فينا
*****

يهود الغدر والشر، سنأتيكم مع الفجر
لنجعل صرحكم بددا، ولا نبقي به أحدا
ولن يحميكم سور، ولا جبل ولا دور، ولا نفق ولا حصن، ولا إنس ولا جن
ولا حقل من الغرقد، ظننتم فيه مخبأكم، ومثواكم وملجأكم
فإن صباحكم أنكد، وإن مساءكم أربد، فموتوا حيثما كنتم، وموتوا في حمى الغرقد
*****

غداً نأتيك يا أقصى
كتاب الله في يدنا، ينادينا لموعدنا
وموعدنا صباح ظافر ضاحك
وموعدهم مساء خاسر حالك
وإن الصبح يا باغون يا عادون يا قتلة
سيأتيكم ويأتينا، ليرديكم ويبقينا، فنمضي نَعْمُرُ الدنيا، ونمضي نحرس الدينا
*****

لنا عهد سننجزه، ووعد سوف نحرزه
بأن النصر آتينا
كذلك قال سيدنا، وهادينا محمدنا، وقدوتنا وأسوتنا
عليه صلاة خالقنا، وبارئنا ورازقنا
حباه الله منزلة هي الأعلى، هي الأغلى، فقد صلى
لرب العرش في الأقصى، وقد أمَّ النبيينا
فكان إمامهم دنيا، وكان إمامهم دينا
*****

كذلك نحن إن سرنا، كما أوصى، وأخلصنا
سنملك هذه الدنيا، ونغدو الأمة العليا
نسوس الناس بالحق، وبالإيمان والصدق
ونغدو للورى القادة، ونغدو في الدنى الرادة
كما كنا، وسل عنا حضارتنا، بنيناها بأيدينا
فكانت زهرة الدنيا، وكنا في ذؤابتها، بأمر الله آتينا، لآي الله تالينا
*****

غدا نأتيك يا أقصى سراعاً ذادةً خُمْصا
كتائب حرة تمضي، لصون الحق والعرض، ترى التحرير كالفرض
ولا ترتد أو تحصى، ولا تعصى، تنادي أيها الأقصى
لقد جئناك سارينا، مساعيراً ميامينا، كتاب الله هادينا، وصوت الثأر حادينا
وفي اليمنى مواضينا، وفي اليسرى أمانينا
لنزرع في روابينا، وقد طهرت رياحينا
ونهدي أهلها أمناً، وزيتوناً، ونسرينا
ونسقي من بغى سماً، وزقوماً، وغسلينا
فقل يا رب آمينا
*****

سنلقى نصرنا طلقا، يعانق حسنه الحقا، ويقفو رعده البرقا
على أهداب مئذنة، وفي أوراق سوسنة، وفي إنشاد مؤمنة
وفي أحلام رابية، وفي ماء وساقية
وفي يافا، وفي عكا، وفي صفد، وفي الرملة
وفي النارنج والليمون والتفاح والفل، سقاها الطل في الليل
وفي زيد، وفي سعد، وفي حسنى، وفي لبنى
وفي الخيل التي تعدو، وفي الطير التي تشدو
*****

ونلقى الفاتح الأولْ، أبا حفص بهيبته
ونلقى الفاتح الثاني، صلاحاً في وضاءته
ونلقى الفاتح الثالثْ، فنعرفه بطلعته
وقامته التي شمخت، وسطوته، ورحمته
ونسجد كلنا شكراً، لواهب زحفنا النصرا
ويملأ صوتنا الأكوان كالآساد إذ تزأرْ
سيبقى مجد أمتنا هو الأعلى، هو الأنضر
وتبقى شمسها الأحلى، ويبقى حقلها الأخضر
لأنَّ الله حافظها، ولله الدنا تعنو، ويبقى أمره الأكبر
*****

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

ديوان "غداً نأتيك يا أقصى"



ديوان "غداً نأتيك يا أقصى"


ديوان شعري متنوع، وهو روحاني في غالبه، حيث تبلغ القصائد الروحانية (23 قصيدة) من أصل (48 قصيدة) في الديوان، وإلى جانبها هناك (10 قصائد) وطنية تناول أغلبها موضوع الأقصى وفلسطين كما هو عنوان الديوان، وتوجد (10 قصائد) فكرية عامة في موضوعات أندلسية وإقبالية وتاريخية، وأقلها الإخوانيَّات حيث بلغت (5 قصائد) بين ثناءٍ ورثاءٍ ومُداعبة، وكلُّها قصائد عموديَّة إلا (4 قصائد) من شعْر التفعيلة.

قصائد هذا الديوان نظمت في أوقات متفرقة، خلال (16) عاماً من عام 1410هـ - 1990م، إلى عام 1426هـ - 2006م، وهي مرتَّبة في الديوان ترتيبًا زمنيًّا، ما عدا القصيدة الأولى التي تحمل عنوان الديوان.

أهدى الشاعر الديوان إلى أبطال الإسلام الغالبين القادمين، الذين يعدهم قدر الله الغالب القادم، لينقذوا الأقصى من الصهاينة الغاصبين، ويعيدوه إلى ذويه المسلمين، فهم الأمل الذي بدأت طلائعه، لكنهم في الغد القريب بإذن الله، واقع يخطف الأبصار، وحقيقة تزحم الشمس في رابعة النهار.

يقع الديوان في (176) صفحة من القطع المتوسط، وكانت الطبعة الأولى من إصدار مكتبة البستان بعمّان - الأردن، عام 1427هـ - 2007م.

وقد نُثرت قصائد الديوان في هذه المدونة ليتجول بينها القارئ كيف شاء وأحبّ، وعناوين القصائد في الديوان مع أرقام الصفحات - حسب النسخة المطبوعة - كما يأتي:

  1. غداً نأتيك يا أقصى (9)
  2. حسرة العربي (14)
  3. حلم موسى (16)
  4. نم في البقيع (19)
  5. هات يا قنصل (24)
  6. أشواق أندلسية (27)
  7. لن نخذلك (39)
  8. الكهف والزيتونة (43)
  9. دعاء (45)
  10. في طائرة (47)
  11. عد للديار (51)
  12. صحوة (55)
  13. طوبى لكن (56)
  14. الكنانة (58)
  15. نداء (62)
  16. أعتقيني (64)
  17. يا نجــد (66)
  18. أمل (71)
  19. مرحبا بالوفاء (74)
  20. الضاد (79)
  21. ستون (82)
  22. ظفر (84)
  23. قالت أمامة (86)
  24. صباح مؤمن (88)
  25. وحده حرزي (91)
  26. وَسَلِ الزمان (93)
  27. أفراح (95)
  28. إلى الثالث الميمون (97)
  29. أيها المعتدون (105)
  30. وكن أنت خاطبي (109)
  31. أهاب بك الشيب (111)
  32. حَلَلْتُ على نعماك (114)
  33. أيها الراضي (121)
  34. رُقْيَة (129)
  35. في الحرم المكّي (135)
  36. أيها العائد (138)
  37. نجاة (142)
  38. لأنك آليت (144)
  39. كأنها الآل (150)
  40. صوّح العمر (152)
  41. وأقبل على الرضوان (154)
  42. هي الدنيا (156)
  43. يا شذا طيبة (160)
  44. هي الكعبة الزهراء (163)
  45. فكن لي القصر (169)
  46. قال الأشجّ (172)
  47. أسِلْها دمعة (174)
  48. من النجم؟ (176)

الأكثر مشاهدة