الأربعاء، 6 يناير 2021

أيها العــائد

أيها العــائد

الرياض ـ الأربعاء
19/ 5/ 1425هـ ـ 7/ 7/ 2004م

(من بستان إقبال)
قال لي والوجه منه نور، والفرحة نشيد، والبسمة شكر: لقد أكرمني الله تعالى بالحج، ففزت بحجة بعد انتظار طويل، أرجو أن تكون مبرورة، إنها حجتي الأولى، وقد تكون الأخيرة، ولن أنساها ما حييت. 

قلت له: ماذا تفعل في هذا السوق؟ قال: أختار هدايا من الأرض المباركة تكون أجمل قنية، وأغلى تذكار. قلت له: إليك هذه الهدية، قال: وما هي؟ قلت: قصيدة تلتقي مع ماتود، قرأها فقال: إنها هدية جميلة لي، ولكنْ أهدها أيضاً إلى محمد إقبال، فهي تصلح أن تكون مع روائعه الحسان في ديوانه ((أرمغان حجاز)). 

جــــاءك العفوُ فخذه باليدينْ     وفــــؤاد وامق والمقــلتـينْ
نلتـــه ينهلّ نوراً كاللجيــنْ     أيها الزائر أرض الحرمينْ
إنه الفــوز المرجّى قد همى

قد قبستَ النورَ من غار حراءْ     فَهْو هاديك صباحاً والمســاءْ 
وَهْو أفراح ومســـــك ودعـــــاء     وَهْو في القبر وفي البعث النجاء 
فاز من فـــــاء إليه وانتمى

موعدُ الحج دنـــا فاستبقتْ     أنفسٌ من كل حـدب أيقنتْ
أنه الفوز فلبّت واشتـــكت     شوقها وابتسمت إذ أنشدت
إننا الآتون نبغي الحـــرما

أمةٌ جــــاءت تليــــها أممُ     بين عينيها يـلـــوح الحرمُ
أنت فيهم ظامئ محتــــدم     بشّرته حين قـــالت زمزم
قطرة مني فلا يبــقى ظما

سجدةٌ منك على الأرض الطهورْ     سوف يبقى كَسْبُها حتى النشورْ 
منحةً تربو على مـر الدهور     وَهْي أكواب من النعمى تدور
فاتخـــــذها للمراقي ســلّما

أيها العائد من أرض الحجازْ     تضحك الفرحة فيه حيث جازْ
بالذي نال من الغنم وحـــاز     أنت بالشكر ستزداد مفـــاز
فاصطحبه تَلـقَهُ خيراً نمــا

من تمام الشكر أن تدعو الأنامْ     للذي أهداكه البيتُ الحرامْ
حين أسقاك الهدى جاماً فجام     فَامْحُ بالنور عن الناس الظلام
يهتدي الناس ويخضّر الحمى

أيها العائد قد حاز اليقيـــنْ     فهْو في حصن من الله حصينْ
محنة الإنسان دنيا دون دين     فَاهْدِ للإسلام أقواماً عَمِيــن
تصبح الأهدى وتغدو الأكرما

قلْ إذا أمسيت واهتف في الصباحْ     إنما الإسلام للناس الفــلاحْ
إنه السبق وسيماً والنجــاح     فادعهم يأتوا بآمال فســـاح
يملأ الأرض نداها والسما

دينيَ الإسلام قد كان ومــا     زال للناس الطريقَ الأقوما
قد وهبناه الغوالي والدَّما     مذ رأينا الموت فيه مغنما
واستبقنا حازماً والأحزما

إنني قــــلت فقولوها معي     للبرايا في الجهات الأربع
وحدَه الإسلامُ ينجينا فعي     وأنا المنشــد حتى تسمعي
مسلماً أحيا وأقضي مسلما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة