نجاة
الرياض ـ الأحد
23/ 5/ 1425هـ ـ 11/ 7/ 2004م
هلْ لعمرٍ تمضي به الأيـامُ
هدأةٌ من مسيـــــرةٍ لا تنامُ
الأماني رفيقها والمنـــــايا
والركابان نورها والظـلام
نحن نَطْوي الزمانَ فيها ونُطْوى
ثم نمضي وللزمــــان دوام
وَهْو يبقى غضّاً ويبقى جديداً
وأناسيه بعد حين رِمـــــام
ولقد نشتهي ونحن حِراصٌ
والذي نشتهيه كـأس زؤام
ولقد نشتكي ونحن غضاب
والذي نشتكيه شهــد يرام
*****
إنما الموتُ والحياة رفيقا
سَفَرٍ فيه هدأة واحتــــدام
فهـــــما توأما ودادٍ وكرهٍ
واحترابٍ في مخلبيه سلام
وتلاقٍ في بردتيه افتراقٌ
وصفاءٍ في راحتيه خصام
وانتقـــامٍ يقفوه ثَمَّ سماحٌ
وسمـــاح يقفوه ثَمَّ انتقام
*****
نحن في هذه الحياة ضيوف
كلُّنا راحلٌ فـــــلاتَ ملام
نقطع العمر لاهثين بخيلٍ
هُنَّ فينا الأطماع والأوهام
ولنا عن متاعها ذات يوم
إن كرهنا وإن رضينا فِطام
ونجاة الإنسان فيــها يقين
وارتشاف من الهدى واعتصام
تجعل المرء ماضيـاً في مسارٍ
السنا فيه والرضــا أعلام
مؤمناً لا يخاف عسف جراح
((ما لجرحٍ بمؤمن إيلام))
زيّنته الأقدار حين ارتضاها
بالغوالي وَهْيَ الحسان العظام
فَهْو في السلم بسمة وسلام
وهو في الروع بسمة واقتحام
*****
إن هذا اليقين كان ويبــقى
للأنام النجاةَ أنـّى أقـــاموا
إنه حَشْدُ مكرماتٍ تــوالتْ
كالدراري قد زانها الإسلام
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق