الأحد، 27 ديسمبر 2020

لن نخذلك

لن نخذلك

الرياض
1 رمضان 1416هـ ـ 12/ 1/ 1996م

إلى شعب البوسنة والهرسك الصابر المرابط.

لن نخذلكْ
أبداً ولن نرضى المهانة لكْ
أبداً ولن ندع العنان لظالم كي يقتلك
سنظل نحن الأوفياءَ لحقك المشروع لك
نبني ونبذل أو نقاتل لا نبالي من هلك
والباذلون المال والأرواح نعم العون لك
والباذلون هم النجوم تضيء غاشية الحلك
لبيك يا شعب البطولة إننا لن نخذلك
النصر لكْ والمجد لكْ والغوث لك
من إخوة هبوا سراعاً كي يصونوا معقلك
وتسابقوا بمكارم جلّت فزانت منزلك
فالمسلمون أخوّة زهراء ما دار الفلك
*****

يا أيها الشعب الجريح عليك من قومي السلام
ما أشرقت شمس وما غنت على الأيك الحمام
ما طاف بالحرم الحجيج وما دعا فيه الأنام
ما رتلوا من آية ما أمّنوا خلف الإمام
ما رددت زهر المآذن عانقت كبد الغمام
الله أكبر فاستعان الحق بالبشرى وقام
وهوى الطغاة المبطلون وفضّ جمعهم الظلام
وعلا لواء المؤمنين وعم في الساح السلام
***** 

يا أيها الشعب الذي احتمل الخطوب وما استكان
حيتك مكة والمدينة والمنابر والأذان
والمسجد الأقصى وفرسان لهم في المجد شان
والفاتحون المسلمون وهم حكايات حسان
قالوا وقد صدقوا فزانوا قولهم والفعل زان
المجد للأبطال والخذلان توأمه الجبان
***** 

يا أيها الشعب المرزّأ بالكوارث والصعاب
نهشته أنياب المدافع والقنابل والحراب
وتقاطرت هوج المصائب فاغرات كالذئاب
من حاقدين ومجرمين ومن زبانية كلاب
القس باركهم سعيداً بالصليب وبالكتاب
فإذا بهم كالبوم والنيران في الأرض الخراب
هدموا المساجد والمآذن والمنابر والقباب
قتلوا الشيوخ الراكعين أهلة قبل الشباب
وعدوا على العرض المصون بالافتراس والاغتصاب
يا سوء ما فعلوا ويا للعار والشرف المصاب
يا شعب فاحذرهم وإن هدؤوا فهم سمّ وصاب
***** 

يا أيها الشعب المكلّل بالوقار وبالجلال
يا أيها الشعب الذي عشق البطولة والنزال
يا أيها الشعب العنيد كأنه صمّ الجبال
كالليث ريع وكالكماة وقد تداعوا للقتال
دهمته أهوال العدو كأنها الداء العضال
نهشاً وتقتيلاً وتمزيقاً وللحقد اشتعال
فالجرح كالتنين يفتك والنصال على النصال
لن نخذلك والقول يشهد والفعال
***** 

أبداً ولن نرضى المهانة لك
أبداً ولن ندع العنان لظالم كي يقتلك
سنظل نحن الأوفياء لحقك المشروع لك
صحراؤنا لن تخذلك
وجبالنا لن تخذلك
ونساؤنا لن تخذلك
ورجالنا لن تخذلك
وغنينا لن يخذلك
وفقيرنا لن يخذلك
نحن الكرام الباذلون ونحن أكرم من ملك
والمسلمون أخوّة زهراء ما دار الفلك
وإليك من شعري نشيد الحب والإخلاص لك
قطف النجوم وصاغها تاجاً بديعاً كلّلك
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة