وكن أنت خاطبي
الرياض ـ الجمعة27/ 4/ 1424هـ ـ 27/ 6/ 2003م
سهرتُ أناجي النجم والشوقُ صاحبي
وأرقب آثــــامي وبيض منـــــاقبي
وأنظر في عمري الذي مَرَّ مسرعاً
كأنيَ جــــانٍ والزمـــــان معاقبي
وأدعو وأدعو لا أملّ فــــإنني
وثقت بعفو الله رغم مثــــالبي
لحوحٌ لجوج ذاك أني مؤمّل
وآماليَ الحسنى أجلُّ نجائبي
خطبتُ الفراديسَ الحسان وإن أكن
أسأتُ كثيراً في الليـــالي الذواهب
*****
وأبصرتُ من عليا الجنان خريدةً
تلوح كنور شعّ بين الغيـــاهب
تجمع فيها الحسن والدلّ والصِبا
فجاءت لتزري بالحسان الكواعب
فكانت هي النعمى وكانت هي الشذا
وكانت منى صَدْيانَ حرَّانَ ساغب
وكانت منى الهيمان والوامق الذي
يحن إلى دفء وخلٍّ مداعــب
وكانت فتوناً جامعاً لمحــاسن
وكانت فتوناً جامعاً لعجــائب
وكنتُ الفتى يعطي الحسانَ قيادَه
وأرجع أو أدنو وشــوقي مواثبي
نظرتُ إليها فاستــــبدتْ بمهجتي
وجارت على جسمي وعقلي وغاربي
طمعت بها والطـــامعون كواسر
إذا عشقوا والعشق أوهام شارب
تركت لريّاها سعــاداً وخولة
وسِرْبَ ظباء شائقات جوائب
وجئت إليها مستكيناً وطامعاً
فقد كسرتْ قوسي وفلّت مضاربي
(رمتْ واتقتْ رميي ومن دون ما اتقتْ)
هوىً مالئٌ نومي وصحوي وحاجبي
*****
فقلتُ لها: من أنت؟ قالت: أنا التي
صبوتَ إليها غَيْرَ وانٍ وهــــائب
ومَهْري جلـيـــــلٌ بَيدَ أنّك أهــله
فكنْ أنت معشوقي وكن أنت خاطبي
وما هو هذا المهر؟ قلتُ، فتمتمتْ:
دموعٌ حِرارٌ في مـآقٍ لتـــــائب
فسالت دموعي مسرعاتٍ غزيرةً
على وجنة في وجه أشمط شاحب
فقالت:وقيتَ السوءَ قد نلتَ مهجتي
فعدتُ سعيداً في يميني مآربي
وأولها هذي الحَصان وبعدها
غرائبُ نعمى تهتدي بغرائب
وأفضالُ ربّي والدنا بعض بعضها
إذا هي لاحت أعجزتْ كلَّ حاسب
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق