عتاب
الرياض - الأربعاء5/ 6/ 1428هـ- 20/ 6/ 2007م
أتعبه كرشه فتخلص منه بربط المعدة، فتعاتبا.
----------------
[1] مطعم شهير في الرياض، أكل فيه بطل هذه القصة أكلاً كثيراً جداً. فتعب وأتعب من حوله، فكانت قصة ساخرة تندرنا بها كثيراً.
أتعبه كرشه فتخلص منه بربط المعدة، فتعاتبا.
عـــزاءً أيها الـكـرش العـــزيز
لقـــد ذهب المفطَّــــح والتميــز
صحبـتــك فترة طالت وطابت
بهــا آمالـنــــــا وعد نجـيــــــز
تنــــاديني إذا أحسســتَ جوعاً
فآتي في يــدي صحـن وكـــوز
وأدفع بالـيـــــد الأخرى خواناً
عليه ما يجــــوز ولا يجـــــوز
هنـــــا فـــول بجانبه كبـــــاب
ورز فوقه لحـــــــم جهيـــــــز
وصدر كنـــافة كالمسك طيــباً
يهـــون لأجـله الحرز الحريــز
عليــه الفستـــق الحـــلبي جماً
ونـــاءت بالشهــــاد القطرميز
ومظـبيٌّ توسَّطـــه ثـريــــــــد
لأني في الطعـــام فتى نهـــوز
طعــامي أيهـا الكرش المفـدى
يضيـــق السـطل عنه والقفيــز
ويعجـــز عنـه لـبنــان وروما
وما بـرع الطهـــاة الإنجـليـــز
له في الناس في دهـش حديث
طويــل أو وسيـط أو وجيـــــز
*****
وإن أكن الفتى خسر المعــالي
فــإني في المآدب من يفـــــوز
وأهرع نحوها عجـلان أعـدو
وأنت لك الصـــدارة والبـروز
تهـــون إذا تبدّت لي سعـــــاد
وتخـبـــو وهي باهرة تريـــــز
لأنَّ الأكـل أغـلـــى ما أرجّي
وأنفـــس ما أصـون وما أحوز
ولي في الأكل تـــاريخ مجيــد
وخبـــرة من يذوق ومن يروز
إذا كثـــرت لـنــا الأنـواع منه
فـــإني المرء أدرى من يميـــز
ويشـهد مطعم الحاتي[1] بأني
سبـــوق والصواني والخبيـــز
فقال الكرش في عجل مغيــظاً
وفيـــه مـــرارة وله أزيــــــز
ففيم غدرتَ بي ونكثت عهدي
وأين صداقـتي ولم الـنشــــوز
فقــلتُ: غدوتَ برميـلاً كبيراً
وقــال الطب: هذا لا يجــــوز
لأنَّ الكرش للأمراض مـأوى
وصـــاحبه كســـــول لا يفوز
إذا يمشي فمختــــل حســــيـر
وإن يقـــــعـد فمعتـــل عجوز
*****
فيــا كرش الوجاهة لا تلمني
وأقصر في اللجاجة يا عزيز
وأنظرني لتـلـقـــــاني رشيقاً
أطير كأنني في الروض زيز
*****
----------------
[1] مطعم شهير في الرياض، أكل فيه بطل هذه القصة أكلاً كثيراً جداً. فتعب وأتعب من حوله، فكانت قصة ساخرة تندرنا بها كثيراً.
