شهد وصاب
الرياض - الجمعة15/ 1/ 1431هـ - 1/1/ 2010م
أرى أعمارنا شَهْــــداً وصابـــا
وإحســــاناً هنـــا وهنـــاك عابا
وأيــــاماً حِســــــاناً بـــــاسمات
وأيــــاماً مـرزّأة غضـــــــــابـا
كأن مرورها طيـــفٌ خجـــول
تلفَّــــتَ ثم أســــرع ثم غابـــــا
وليس له وإنْ حـــــاولتَ عَــوْد
وإن ألحفـــــت تصرخ ما أجابا
فيـــــا ابنَ الهالكين وأنت منهم
وعودك قد ذوى والشعر شــابا
حــــذارِ من الركون إلى ظنونٍ
قواتلَ إن عتت صـارت غرابـا
يقود إلى المهـــــالك مَنْ قـفــاه
فيــــرديه ويصــليه عـذابـــــــا
ولا تخدعـك دنيــــــا منتهــاها
سراب لاهث يقــــــفو سرابـــا
أَجـــــلْ فيها يقيناً لا ظنونــــــاً
ستــلقـــــاها وإن بسمت كِذابــا
وضَعها حيث لا تعــــدو مداها
إلى ما بعـــــدها درباً وبــــــابا
*****
وماذا بعــــــــدها إلا خـلـــــود
سنـلقــــاه عقــــاباً أو ثـوابـــــا
وأنت إلـيـــه مرتحــــل وشيـكاً
ويـــومك منه يـزداد اقتـــــرابا
إذا الإصباح والإمســــــاء مرّا
فنعشك من سريــرك صار قابا
فشمّر للمفــــــــاز فسوف تلقى
منــــاك الغيثَ ينسـكب انسكابا
«فما نيـــل المطالب بالتمني»
ولكنْ أن تجــــوز لها الصعابا
«وما استعصى على أحد منالٌ
إذ الإصـــــرار كان له ركابا»
وأما طـــــالب الجلّى ادّعــــاءً
فأحــمق راح يستسقي السرابا
*****
سبيــــل الفوز إخـــلاصٌ نقيٌّ
وعزم يسبـــــق الخيل العرابا
ومن يملكهما يجــــــد الأماني
تنــــاديه وقد طابت وطابـــــا
*****
