إسلام الياباني الدكتور شوقي فوتاكي(1)
تدل دراسة أحوال الشعب الياباني، وتفحص ظروفه المختلفة، أنه ميدان خصيب للدعوة الإسلامية، إذا توجّهت نحوه جهودٌ تجمع الصدق والوعي، والشواهد على هذه الحقيقة كثيرة متنوّعة، ودلالتها واضحة في غاية النقاء والوضوح والصراحة. وفي توقّفنا مع الدكتور شوقي فوتاكي، الطبيب الياباني المشهور، الذي أسلم مؤخراً، دليل على تلك الحقيقة، وعلى غيرها من حقائق الإسلام الأساسية.
يقول الدكتور شوقي عن نفسه: إنه كان يؤمن بالأمور الروحية منذ صغره، وحين أُتيحت له فرصةُ التعرف إلى الإسلام خاصة منذ عامين ماضيين، عن طريق صديقه أبي بكر موريي موتو؛ اقتنع أنّ ما يؤمن به من أمور روحية، قريب من الإسلام، ووجد الإسلام يروي ظمأه الروحي فأسلم.
والدكتور شوقي ليس رجلاً عادياً، بل هو طبيب مشهور في طوكيو يتردد على المستشفى الذي يديره حوالي عشرة آلاف شخص، ويحظى بسمعة اجتماعية ممتازة في الخير، ومحبة مَنْ يتعاون أو يعمل معه، ومن يتردد على مستشفاه.
ونظام الضمان الصحي في اليابان يجعل الدولة تلتزم بـ70% من نفقات العلاج، بينما يتحملُ المريضُ الباقي، وهو 30% من تلك النفقات. والمرضى الذين يأتون للعلاج عند الدكتور شوقي يتنازل لهم عن الـ30% مكتفياً بالـ70% التي يأخذها من الحكومة، وهذا دليل على شخصية الدكتور شوقي ونفسيته الخيّرة، وهو أيضاً أحد الأسباب التي تفسّر الشعبية الواسعة التي يتمتع بها والتي يحاول الآن توظيفها لصالح الإسلام.
وقد شعر الدكتور شوقي بعد أن هداه الله تعالى للإسلام، بواجبه في نشر الدعوة الإسلامية وإبلاغها لذويه، وهذا نابع من إخلاصه وحسن فهمه، ونابع كذلك من شعور الاعتزاز بالإسلام، والفخار بالانتماء إليه، وهو شعور نبيل واثق يمتلك على الدكتور شوقي اهتماماته ومطامحه في هذه الفترة. لذلك تراه حريصاً على اغتنام أي فرصة مواتية لإبلاغ الإسلام لبني قومه.
لقد التقى بصديقه الذي يعمل مديراً لإحدى الجامعات المهمة في اليابان، المرّةَ بعدَ المرّة، وهو لا يفوّتُ واحدة من هذه المرات دون أن يدعو صديقه للإسلام. ويتفنن الدكتور شوقي في طريقة الدعوة ووسائلها، وقد أسلم بسبب جهوده أكثر من 200 شخص مؤخراً، علماً أنه أسلم منذ عدة سنوات فقط، ومع ذلك يقول: نحن نخجل من هذا العدد القليل الذي اهتدى إلى الإسلام.
وقد نشرت مجلة شيوكان شينتيو، وهي مجلة مشهورة في اليابان مجموعة من الصور الملتقطة في مسجد طوكيو لعدد من المسلمين الجدد الذين هداهم الله تعالى على يد الدكتور شوقي فوتاكي، وفي هؤلاء رجال، وفيهم نساء، بل وفيهم أطفال رضّع، حيث جاء البعض بأولادهم الصغار، وأطفالهم الرضّع في يوم الإسلام الجماعي في مسجد طوكيو.
كانت النسوة بالثياب البيضاء في الدور الثاني من المسجد ومعهنّ الصغار والأطفال، وكان الرجال في الدور الأرضي منه. وبعد صلاة الجمعة تقدم المهتدون الجدد واحداً واحداً يختارون الأسماء الإسلامية، حيثُ كانت أُعِدَّتْ لهم قوائمُ مسبقة بها، مع ترجمة لمعانيها، ليختار كل منهم الاسم الذي يروق له، وكان الجميع في منتهى السعادة.
قال أحد المسلمين الجدد: لقد أسلمتُ اليوم بفضل الله تعالى، ثم بفضل الدكتور شوقي فوتاكي وهو أستاذنا الكريم، ولا بد أن أدرس الدين الإسلامي دراسة عميقة حتى أكون مسلماً عظيماً، وأسأل الله تعالى أن يسهّل لي ذلك.
وقال آخر: الحمد لله، أسلمتُ اليوم بفضل الله تعالى، ثم بفضل السيد فوتاكي، أنا سعيد جداً الآن، ومضى يقول: لم تكن اليابان تميل إلى الاهتمام بآسيا وأفريقيا مع أنها جزء من هذه البلاد، أما الآن فقد أصبحت تهتم بهذه البلاد التي علينا أن نتعلم تاريخها ودينها وعاداتها بشكل جيد كي نصل إلى التفاهم الصحيح معها، والآن أملنا كبير في أن تنمو العلاقات حتى تصبح وحدة المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ويصبح المسلمون كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً، وأرجو الله العظيم، أن يسدد خطانا ويوفقنا في نشر دين الإسلام في اليابان.
وهذا كله يدل على شخصية الدكتور شوقي الخيّرة والفاعلة معاً، وحين بدأ ينشر الدعوة الإسلامية، أعدّ دعوة في بيته حضرها الدكتور صالح السامرائي وعدد من أعضاء السفارات، وفي تلك الجلسة، أسلم أربعة من أصدقائه وأقربائه، وحين عرف أنّ أحد الحضور هو من مواليد مكة المكرمة، ازداد ومَنْ معه تأثراً وتعلقاً به، وهكذا جعل الله تعالى البيت الحرام مهوى للأفئدة حتى عند هؤلاء المسلمين اليابانيين الجدد.
وبعد .. فهذا عرض سريع جداً يكشف عن الفرص الكبيرة، المتاحة أمام انتشار الإسلام في اليابان، والتي يحسُن بالمسلمين أن ينتهزوها ليقدموا رسالة الإسلام الخالد، نوراً وهداية، لهذا الشعب الحائر، الذكي الشجاع الطموح.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق