الأربعاء، 28 ديسمبر 2022

إشراقات المركز الإسلامي في اليابان

إشراقات المركز الإسلامي في اليابان

     سبق -بفضل الله عز وجل- أن تم افتتاح مقر مؤقت للمركز الإسلامي في اليابان قريباً من مسجد طوكيو، وقد صار هذا المركز معروفاً لدى جميع المسلمين في اليابان، وبدأ غير المسلمين يترددون عليه بشكل تدريجي للتعرف على الإسلام.

     وقد أعرب المركز عن شكره وتقديره للهيئات الإسلامية والإخوة الأكارم الذين مدّوا له يد المساعدة المادية والأدبية، ومكّنوه من أن يقف على قدميه. ويخص بالشكر سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي قدّم للمركز 3000 دولار، ووزارة الأوقاف الكويتية التي قدّمت 7449 جنيهاً إسترلينياً، والمهتدي الياباني "إبراهيم يامشتا" الذي قدّم 350 دولاراً، والأستاذ صلاح محمد علي حسن الذي سيتبرع بتكاليف طبع كتيّب عن الإسلام باللغة اليابانية وهو سكرتير سفارة السودان في طوكيو، والمأمول أن يحقق هذا الكتيّب نفعاً واسعاً. هذا؛ وكان المركز قد تسلّم قبل ذلك تبرعات مشكورة من سفارة قطر في طوكيو، وبعض أهل الجود والخير، جزى الله الجميع خير الجزاء.

     هذا؛ وقد قام بعض أعضاء المركز الإسلامي في طوكيو بزيارة لمدينة "ناجويا" على بعد 400 كم جنوب غرب طوكيو، وهي إحدى كبريات المراكز الصناعية والتجارية في اليابان، وألقوا محاضرات عن الإسلام، وقد استجاب "هيروشي أتشكاوا"، وهو نجل أحد كبار الأثرياء في المنطقة، وأبدى استعداده لتقديم قطعة أرض كبيرة لإقامة مركز إسلامي ثقافي عليها، كما أبدى استعداده للمشاركة في بنائها، وقد فاتَح المسؤولين في ناجويا بذلك فرحبوا بالفكرة.

     وقد قام وفد من مهندسي هذه المدينة ووجهائها بزيارة المركز الإسلامي في طوكيو، وكان من بينهم "هيروشي أتشكاوا" وأخوه، وجرى الحديث عن تفاصيل التعاون لإقامة مركز إسلامي في مدينتهم. ومن المأمول بإذن الله أن تقام قلعة للإسلام في هذه المنطقة الجديدة المهمة، ويمتد فيها ومنها النور إلى المناطق المجاورة.

     كما قام بعض أعضاء المركز الإسلامي في طوكيو برحلة إلى مدينة "توكشيما" في جزيرة "شكوكو"، وهي رابع جزيرة في اليابان، حيث توجد إحدى التجمعات الإسلامية في اليابان وعلى رأسها الأخ "كيبا"، واجتمعوا بالمسلمين، وأُلقِيَت المحاضرات.

     هذا؛ وقد لوحظ أنّ في المنطقة إقبالاً على تعلّم اللغة العربية، وتم الاتفاق على أن يذهب أحد الدعاة إليهم، أو أن يزوَّد مسلمو تلك المنطقة بدروس عن طريق المراسلة والتسجيلات، بسبب قلة الدعاة في اليابان وندرتهم، بحيث لا يستطيعون تغطية مناطق اليابان جميعاً بنشاطاتهم.

     وقد باشر الشيخ شفيق الرحمن خان، مبعوث جمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا عمله في المركز الإسلامي بطوكيو داعية متفرغاً. وتم توزيع الدعاة الثلاثة الآخرين الذين أرسلتهم الجمعية نفسها، على التجمعات الإسلامية في مختلف أنحاء اليابان. وقد باشر الأخ عبد الرب شجاع عمله بتفرغ جزئي في مقر المركز، والمأمول بإذن الله أن يتم تفريغ بعض الطاقات المسلمة من يابانيين وغير يابانيين للتوسع في العمل الإسلامي.

     وتجري الآن ترجمة الكتب والرسائل التالية إلى اللغة اليابانية:

1- مكانة المرأة في الإسلام وتعدد الزوجات في الإسلام للدكتور جمال بدوي.
2- من أدب القرآن الكريم للدكتور علي حسن السمني.
3- رسائل في الصلاة والزكاة والصوم والحج، وحياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، والتعريف بالقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف. وهذه الرسائل المنوي ترجمتها هي تلك السلسلة الكريمة التي أصدرتها جمعية الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا لتعليم الإسلام بالمراسلة.

     وسوف يفتح المركز الإسلامي في طوكيو قريباً إن شاء الله، فصولاً لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي لأبناء موظفي السفارات العربية والإسلامية وأبناء الجاليات المسلمة في طوكيو. ويقوم المركز الآن بعملية استطلاع أولية لتحقيق هذه الفكرة، وقد وجد تجاوباً واستعداداً كبيرين. كما سيفتتح المركز -إن شاء الله- فصولاً لليابانيين غير المسلمين لتعليمهم اللغة العربية، والطهي العربي والشرقي.

     وقبلت جمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا مشكورةً توصية المركز الإسلامي بالنسبة لأحد المسلمين الصينيين حيث التحق بمعهد الدعاة في طرابلس، وقُدِّمَتْ له التسهيلات اللازمة.

     وبدأ المركز الإسلامي في طوكيو بجمع عناوين كافة المسلمين المقيمين في اليابان، وانتهز فرصة عيد الأضحى المبارك في العام الماضي، ووزع البطاقات اللازمة على المصلّين لكتابة أسمائهم وعناوينهم وجنسياتهم، ومدة إقامتهم في اليابان، وذلك من أجل الانتفاع من مجهوداتهم في حقل الدعوة.

     واستجاب المركز الإسلامي لطلبات المهندسين والفنّيين المسلمين الذين يقيمون خارج طوكيو، والقادمين من مختلف البلاد الإسلامية، وبعث لهم الكتب عن الإسلام باللغتين اليابانية والإنكليزية، ويقوم المركز بالإجابة على كافة الاستفسارات التي ترد إليه.

     وقد قام الحاج عمر ميتا، الزعيم الياباني المسلم بتمثيل كافة المسلمين المقيمين في اليابان، في المؤتمر الذي عقدته الجماعة الإسلامية بالهند.

     وقام المركز بالاتصال بكافة السفارات العربية والإسلامية في طوكيو، واستطلع رأيها في المشاركة الفعالة في المركز الإسلامي، ولقي كل موافقة وتأييد، وقدّم طلباً للسفير الجزائري بطوكيو، باعتباره عميد السلك الدبلوماسي العربي، وذلك من أجل دعوة السفراء المسلمين للمناقشة في وضع صيغة للتعاون مع المركز الإسلامي.

     وقد حصل المركز الإسلامي في طوكيو على دساتير المراكز الإسلامية في روما وبروكسل وواشنطن للاستفادة منها في وضع دستور ملائم له.

     وبعد؛.. فهذه نبذة يسيرة جداً عن نشاطات المركز الإسلامي في طوكيو، وهي نشاطات ينبغي أن تلقى الدعم المادي والمعنوي، لأنها إيجابية جادة، وذات نتائج عملية ملموسة. ومن المعروف أن اليابان بيئة مناسبة وخصيبة للدعوة الإسلامية، تبشّر بعطاء واسع، وقد شهدت مؤخراً عدة حوادث من الدخول الجماعي في الإسلام.

     والمسلمون جميعاً، حاكمين ومحكومين، دعاةً وعلماء، تجاراً وأغنياء، متوسّطين وميسورين؛ مطالبون بدعم النشاطات الخيّرة دون استثناء، لأن الدعوة إلى الله عز وجل، وظيفة كل مسلم، وليست مسؤولية العلماء فقط، وأبواب الخير مفتوحة، ويمكن تقديم كلِّ معونة ممكنة، وهي صدقة جارية، أجرها عظيم ممتد باقٍ بإذن الله، كما قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنۢبُلَةٍۢ مِّاْئَةُ حَبَّةٍۢ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾، [البقرة:261].
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة