الإعلام والمهتدون الجدد
تتابع الصحف والمجلات الإسلامية –مشكورة على ما تفعل– أبناء ذلك النفر الكريم الذي يهتدي إلى الإسلام في شرق الأرض وغربها، وكثيراً ما حفلت بمقالات عن هؤلاء المهتدين الذين يلقون قيادهم للإسلام بعد دراسة وتأمل واقتناع.
وكانت هذه المقالات –في كثير من الأحيان– من الدسامة والقوة والنفاذ بحيث يشعر المرء أنها جديرة بالعناية والاهتمام، وذلك للتعرف على مسارب الهداية وطرائقها وأساليبها ومنافذها إلى النفس الإنسانية، ثم لاستلهام هذه المعرفة لكسب المزيد من المؤمنين بهذا الدين الخالد المحفوظ.
وإن التعرف إلى ما حدث لهؤلاء المهتدين فكراً وقلباً وسلوكاً وأحداثاً قبل إسلامهم وخلاله وبعده من الأمور المهمة التي يحتاج إلى التعرف إليها كل مَنْ يود خدمة دينه وعقيدته، ويسعى إلى إبلاغه للناس، ذلك أنها تهيئ للدعاة زاداً طيّباً يتسلحون به في هذا العصر سلاحاً جيداً، ويُلمّون من خلاله بمشكلات الحائرين ممن يبحثون عن الحق، ويتعطشون إلى دراسة دين صحيح، ويجدون في الإسلام أملاً منقذاً، وهادياً منيراً ومناراً مرشداً.
وما مِنْ ريب في أن ثقافة العصر الحديث قد هزّت معاقل الأديان المحرّفة، وعجزت في الوقت نفسه أن تنال الإسلام بما يسيء، بل إنها في لبابها الصحيح ونتائجها القويمة قد أقبلت نحو الإسلام تؤيد حقائقه وتعلي من شأنها.
ولولا غشاوات الجهل والتعصّب عند بعض الشعوب غير المسلمة، ولولا الوضع الذي عليه المسلمون اليوم، والذي يشكّل في كثير من جوانبه إساءةً للإسلام نظراً لتخلف المسلمين وعجزهم وفرقتهم وبعدهم عن دينهم.. لولا ذلك لرأيت الإسلام تلقائياً، وبقوته الذاتية، يتقدم هنا وهناك، ويزيد من أعداد المهتدين، ويغمر مواقع كثير بنور الهداية.
وما دامت غوائل الجهل والتعصب عند غيرنا، ومآسي بعدنا نحن -المسلمين- عن ديننا، لا تزال فاشية مستحكمة؛ فإن من واجبنا أن نبذل جهوداً مضاعفة لنشر الإسلام، بيقظة ومثابرة، وعمل دائب حتى يُظهر الله دينه ولو كره الجاحدون.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق