الأربعاء، 3 أغسطس 2022

محمد إقبال يرسم للمسلم طريقه

الفصل الأول: محمد إقبال وقفات مع مكانته وأدبه وأندلسياته

محمد إقبال يرسم للمسلم طريقه

     إن الشاعر الكبير محمد إقبال واحد من الرواد الأفذاذ الذين يظهرون بين الحين والآخر، ليكونوا أدلاءَ صادقين، وحُداةً مؤمنين، يهيبون بالأمة المسلمة أن تستعلي على الضعف، وتعلو على الخور، وترتفع إلى الآفاق اللائقة بها.. تمسكاً بالإسلام، واستعلاءً بالإيمان، وهدايةً للحيارى، وابتكاراً وتتفوقاً وأصالة.

     انظر إليه كيف يخاطب المسلم في هذا العصر مهيباً به أن يمارس دوره في هداية الضائعين والحائرين وإسعاد الناس بالإسلام:

إنَّ هذا العصـــــرَ ليلٌ فأَنِــرْ     أيها المســــلمُ ليلَ الحائرينْ
وسفيـنُ الحقِّ في لُجِّ الهـوى     لا يرى غيرَكَ ربّانَ السفينْ

     وانظر إليه كيف يحذر الأمة من التقليد، ويهيب بها أن تنجو من آثاره السيئة الكئيبة:

كـــلُّ مَنْ أنــــــــكـرَ ذاتِيَّـــــتَهُ     فَهْوَ أولى الناس طُرَّاً بالفنــــاءْ
لن يرى في الأرضِ شخصيتَهُ     كلُّ مَنْ قـــلَّـدَ عيشَ الغربــــاءْ

     وانظر إليه كيف يخاطب الأمة العربية، يذكرها بأمجادها وبطولاتها المؤمنة، وأنها أعظم مَنْ حرر الإنسان، وردَّ إليه كرامته، وهتف بحقيقة التوحيد:

أمةَ الصحراء يا شعبَ الخـلودْ     مَنْ سواكمْ حَلَّ أغلالَ الــورى
أيُّ داعٍ قبلَكُمْ في ذا الوجــــودْ     صاحَ لا كسرى هنا لا قيصرا
مَنْ سواكمْ في حديثٍ أو قديــمْ     أَطْـــلَعَ القرآنَ صُبْحاً للرشــادْ
هـاتفاً في مسمعِ الكونِ العظيمْ     ليسَ غيرُ اللهِ ربــــاً للعبــــــادْ

*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة