الإسلام والاشتراكية في الجزائر
في عام 1382هـ= 1962م تم استقلال الجزائر بعد حرب طاحنة ضروس وتضحيات جسيمة، وفرح الشعب الجزائري بالاستقلال، وخرج إلى الشوارع يحتفل به، ويردد أهازيج جميلة كثيرة يقول في بعضها: "يا محمد مبروك عليك، الجزائر رجعت إليك".
وتولى أحمد بن بيلّا رئاسة الجمهورية، واختار الأسلوب الاشتراكي على أنه الحل الوحيد للنهوض بالبلاد، وبعد ثلاث سنوات حدث انقلاب أطاح به، وتولى الرئاسة هواري بومدين الذي استمر في اختيار الأسلوب الاشتراكي. ومنذ ذلك التاريخ أودِع أحمد بن بيلّا السجن، حتى أفرج عنه الرئيس الذي جاء بعد بومدين وهو الشاذلي بن جديد، بعد أن أمضى في السجن خمسة عشر عاماً.
قال بن بيلّا لزواره الذين جاؤوا يهنئونه بالخروج من السجن:
إن جميع التجارب الماركسية في العالم، سواءً في الاتحاد السوفياتي أو الدول الشرقية، أو الصين، عجزت عن تحقيق هدفها الأساسي وهو الإنسان، حيث لا يكفي أن نُشبِعه، بل يجب علينا أن نهيئ له فرصة المبادرة، فالمبدأ الشيوعي القائم على الشعار: أنت تعمل، أنت تأكل، يجعل الإنسان أشبه بالحيوان.
ويشرح بن بيلّا لزائريه أنه وإنْ كان أول من دعا إلى تطبيق الاشتراكية في البلاد، إلا أنه خلال تأمله الطويل في السجن تأكد لديه أن محاربة الفساد في الجزائر لن يتم إلا عن طريق الإسلام.
ويقول أحمد بن بيلّا: الإسلام قيمة حضارية، لقد استطاع الإسلام أن يعيش أربعة عشر قرناً، بينما لم تستطع الماركسية أن تعمّر سنوات في أي دولة، وكذلك الأمر بالنسبة للأنظمة العربية.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق