أحمد بن بيلّا والمصحف
قال الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بيلّا عن فترة اعتقاله الأولى: "كل ما كان لدي هو المصحف الشريف، وكان بالفعل نعم الرفيق!... سكنت إليه فأنزل على قلبي وأعصابي وعقلي برداً وسلاماً".
"أغرقت نفسي في آياته. كانت لغتي العربية وقتذاك ضعيفة ولا تسعفني، لكني واصلت من دون كلل، وشيئاً فشيئاً، فتح الله عز وجل لي الأبواب المغلقة، ودخلتُ في رحاب الطهر والحكمة الإلهية، وانفتحتْ أمامي عوالم السماوات والأرض أنهل منها بغير حساب".
"وأمدّني القرآن بقوة داخلية غير عادية لم يسبق أن أحسست بها من قبل: قوة عقلية ونفسية وحتى بدنية. وكلما أوغلتُ في القراءة وكررتُها تعرفتُ على أشياء جديدة، وانكشف لي العديد من مغاليق أسرار الكون والحياة.
وإذا بنظرتي إلى نفسي والناس والحياة تصبح أكثر رحابة وصفاء، متطهرة من كل حقد، أو رغبة في انتقام صغير أو كبير... ألمسُ جيداً ما وقعتُ فيه من أخطاء، وأغفرُ من القلب أخطاء الآخرين في حقي، وأعيد النظر بقدرات عقلية ومعنوية أكثر عمقاً في كل ما تقدم وتأخر من حياتي وذنوبي وذنوب الآخرين؛ لأصلَ إلى درجة حقيقية ومخلصة على ما أعتقد في نقد الذات ونقد التجربة ونقد الآخرين، بمحبة وسعة صدر.
ومنّ الله عليّ فمكّنني من حفظ القرآن الكريم بجميع أجزائه، وإذا بلساني العربي يصير فصيحاً. من باب القرآن الكريم، دخلتُ إلى السنّة وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم إلى كتب الفقه باتجاهاتها المختلفة، ثم إلى أمّهات المراجع الإسلامية".
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق