العرب والمُلْك
"إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية، بسبب خُلُق التوحش الذي فيهم، فهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة، وبعد الهمة، والمنافسة على الرئاسة فقلّما تجتمع أهواؤهم، فإذا وُجِد الدين كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خلق الكبر والمنافسة فيهم، فيسهل انقيادهم ويتم اجتماعهم، ويحصل لهم التغلب والملك، وهم مع ذلك أسرع الأمم قبولاً للحق والهدى، لسلامة طباعهم من ذميم الأخلاق". (مقدمة ابن خلدون).
"وكم استنجد أهل غرناطة!.. كم استصرخوا إخوانهم العرب والمسلمين في كل مكان!.. وكان الحل والإنقاذ في أيديهم لو أنهم اتفقوا فيما بينهم، لو نسي كل واحد منهم نفسه، لو ذكر كل واحد منهم أن الأمر يتعلق بمصير شعب وحضارة وعقيدة، إذاً لنجا الأندلس. ولكن كل شيء كان ممكناً إلا الاتفاق، كل شيء كان في نظرهم مقبولاً إلا أن يسلم أحدهم للآخر، كلهم أرادوا أن يكونوا ملوكاً، وفي أثناء الصراع ضاعت المملكة فأصبحوا متسوّلين مشرّدين". (د.حسين مؤنس: في كتابه "في رحلة الأندلس).
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق