عمر وفتح بيت المقدس
في شهر محرم عام 17هـ الموافق لشهر يناير (كانون الثاني) عام 637م؛ دخل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بيت المقدس، فانتهى بذلك عهد الرومان وما فيه من مظالم، ليبدأ عهد الإسلام العادل في مدينة الأنبياء، مدينة السلام.
وكان عمر رضي الله عنه قد واعد قادة المسلمين بعد فتح بلاد الشام أن يلقاهم في الجابية، جنوب دمشق حيث استقبله من قادة الفتح أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وخالد بن الوليد، كما استقبل وفد بطريرك بيت المقدس الذي جاء يطلب السلام ويدعوه لتسلّم المدينة.
وكتب الخليفة عهد السلام وسلّمه لأهل المدينة، وفيه يعطي الأمان لأهل "إيلياء" أي بيت المقدس، الأمان لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وفيه أيضاً ألّا يسكن بإيلياء مع النصارى أحد من اليهود، ومما يجدر التذكير به ها هنا أن هذا الشرط الأخير كان بطلب من النصارى أنفسهم.
ودار الزمان وسقطت القدس في أيدي الصليبيين الذين حكموها قرابة قرن من الزمان، لكنَّ الأمة المسلمة ما لبثت أن تغلّبت على عوامل الضعف في بنائها، واستأنفت مسيرة الجهاد، فاستطاعت أن تستعيد القدس من جديد على يد البطل العبقري صلاح الدين الأيوبي عام 583هـ=1187م.
يا قدس، يا قدس الإسلام والمسلمين!..
لقد جاءك عمر فأنقذكِ من جور الرومان وعسفهم، وأدخلكِ حظيرة الإيمان، فطاب لكِ المقام في ظلال القرآن، وترجيع الأذان.
ثم جاءك صلاح الدين فأنقذكِ من جور الصليبيين وقسوتهم، وطهّركِ من النواقيس والصلبان، فعُدْتِ إلى عطر الإيمان، وجمال القرآن، وسحر الأذان.
ثم ها أنتِ اليوم أسيرة بأيدي اليهود، قَتَلة الأنبياء، ومحترفي الربا، وتجار الحروب، ومروّجي المفاسد والدعارة، ومثيري الفتن والأكاذيب، أشدِّ الناس عداوة للذين آمنوا، وأعدى أعداء البشرية، وأكثر الناس إضراراً بالناس، ترى من الرجل الثالث يا قدس، من الرجل الثالث الذي ينقذكِ من رجس اليهود وخسّتهم ويعيدكِ إلى أهلكِ وذويك، إلى المؤمنين من أبناء الإسلام!؟
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق