الأحد، 30 مايو 2021

النبل الآسر - أ.عبد الله عيسى السلامة

النبـل الآسـر

أ.عبد الله عيسى السلامة
عمّان 5/ صفر/1431ﻫ - 21/ 1/ 2010م

أخي العزيز، النبيل حقاً، الدكتور حيدر .. أيدك الله ورعاك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياك الله بما يحيي به عباده الصالحين.


     أعترف بأني تأخرت كثيراً، في الرد على قصيدتكم الغراء، التي ألبستني ثياباً فضفاضة، هي أكبر من حجمي، بكثير! بل كل منها، يتسع لعشرة من أمثالي! وأعلم أن ما دفعك إلى هذا، إنما هو كرم النفس، وسُموُّ الخلق، وحسن الظن بأخيك، وحب الخير له؛ إذ ترغب أن يكون أكبر مما هو عليه، بكثير! فشكر الله لك، وسامحك، وعفا عنك!

     وأعترف أن الانشغال الشديد، لم يكن، وحده، سبب التأخر، أو التأخير.. بل، ثمة سبب آخر، ربما كان أهم من الأول؛ وهو إحساسي بالعجز، عن كتابة قصيدة، مكافئة لفضلك ونبلك!

     فأرجو أن يشفع لي، عن تأخيري، ما اعترفت به! وأما ما لم أعترف به، من بوادر الشيخوخة، ومقتضياتها، وتوابعها، ولواحقها.. فهذا مما أحسبك تقدره، أو تتوقعه.. دون اعتراف!

     راجياً أن تجد، لديكم، الأبيات المتواضعة، نوعاً من القبول، ولو على مضض.. فهي جهد المقل. والكريم من عذر. وقد سلكت بي، في الوزن والقافية كما تلاحظ طريقاً آخر، غير طريق صاحبتها الهمزية.. وهذا من طبيعة الشعر، وتقلبات مزاجه! وأنت أعرف مني، به وبمزاجه!

     وأرجو أن تراها، فجر السبت، منشورة، في موقع: رابطة أدباء الشام. فقد اضطررت إلى إرسالها، إلى أخينا العزيز، أبي أسامة الطنطاوي، قبل إرسالها إليك، ليجد وقتاً كافياً لإعدادها للنشر.

     تحياتي لك، ولسائر الإخوة الأحبة، قبلك.. وفي المقدمة، الأخ العزيز، الأستاذ عبد الرزاق، أبو علاء.. حفظه الله ورعاه! والذي أرجو أن يعذرني، على مراسلتك، عبر إيميله المخزن، لدي .. بعد أن بحثت عن إيميل لك، فلم أجد!

     مع أطيب تحياتي، وأخلص تمنياتي، لكم، بالسداد والتوفيق، والصحة والهناء!

أخوك: عبدالله عيسى السلامة

***

       الـنبــْــل الآســـر!

هو السـكْر، إلا أنني أمقُت الخمــــــــــــرا
               فقد أسكرتني، اليوم، مُسْكــرةٌ أخـــــــرى
بــلى.. إنها أبيـــاتُ شـــــــعرٍ بديعــــــــةٌ
               ولم أرَ، يوماً، كَرمة تعصر الشعــــــــــرا

       ***

أحيـــدرُ، إن الفضل يستــوجب الشكـــــرا
               ويا رُبَّ فضلٍ سابغٍ خلـــــــــد الذكـــــــرا
وقد كنتَ سبـــاقاً إلى الفضــــل، موجبــــاً
               لشكرٍ، إذا لم أزجــه، لم أجـــد عــــــــذرا
فرُبَّ نبيـــلٍ يأســــر النـــــــفس نُبلــــــــه
               ورُبَّ لطيـــفٍ لطفه يكســـــــــــر الظهرا
فــلو كان كل الشعر بيتـاً لكنتَــــــــــــــــه
               فكـان الهـــدى شطراً، وكان النهى شطرا
فـــأنت الأخ البَــرُّ الـــــــذي لم أزل أرى
               خلائقَـه تســـمو، وأفضــــــالَه تتـــــــرى
وفي جدِّنـــا الشيخِ، الفـــراتِ، لنا، معــــاً
               وشــــائجُ قربى، لم تـــزل أمهـــا بِكــــرا

       ***

أخا الود والإسلام، والنبـــل والحــــــجى
               جمعت، إلى الشعـــر، الحصــافة والفكرا
فلو لم تكـــن أنت الذي كنت كالـــــــــذي
               سما في رحاب الشمس حتى استوى بدرا

       ***

أحيدرُ، رفقـــــــاً، يا غديرُ، بمهـــــــــجةٍ
               شواها الجوى شيّاً، وألقمها جــــــــــــمرا
فإن تك قد أعليت قدري بمدحـــــــــــــــة
               فقدرك أعلى، لي، برفعته، القـــــــــــدرا
ففي قَدَر الإنســـــــــــــــــان، يولـد قَدْره
               وليس منيل القدر قصراً، ولا قبــــــــــرا
وما المرء، إلا طينـــــــــة، أو عجينــــة
               تُشكِّلها الأقدار.. تجري بها أمــــــــــــرا
وللمرء، بين المهد واللحد، ساعـــــــــــة
               متى بدأت، لف الأصيــــل، بها، الفجـرا
وميلاده والمـــــــــــوت، ليسا بإذنـــــــه
               وبينهما يجري، كما شاء، أو يُجـــــــرى
وحَدُّ اختيار المرءِ، رهنُ اقتـــــــــــداره
               فإن يكُ ذا رِطلا، يكن ذا، به، فِتـــــــــرا
فيـا رُبَّ دهرٍ، دون غرس، مضى سُدىً
               ويا رُبَّ شهرٍ غرسه طاول الدهـــــــــرا
وما العيش إلا رحلة في متاهــــــــــــــة
               إلى حيث يُدرى ما المصير.. ولا يُدرى
فمن لم يعظه الدهر، بالقهر، لم تــــــزل
               تصب دلاء الدهر، في قلبه، القهـــــــرا
ومن كان في دنيا الورى، محض ناطق
               فمثواه دنيا الصِفر، إن لم يكن صِــــفرا
ومن لم ينم في روض رحمـــــــــة ربه
               قضى يومه، في تيه غربته الكبـــــــرى

       ***

أحيدرُ، هذا الشعر من ذوب مهجـــــــة
               تحب.. فخُذْ، أو فَانْسَ، أو وَسِّعِ الصدرا

       ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة