إذن تفوز
الرياض - الأربعاء18/ 12/ 1423هـ - 19/ 2/ 2003م
أبصرتُ في العمر أفراحي كآلامي
مُهْراً سريع الخطا يعدو بأيامي
هذي تخادعني والحسن فتنتها
وتلك تشتد في جَرْحي وإسقامي
وتوأمان هما كانــــا وما برحا
سَجْلا من الحمد أو سجلاًً من الذام
وبين ما أرتجيه من منى وغنى
وبين ما أتقيه من أذى طـــــام
وجدت نفسي مضى عمري إزاءهما
كأنه بعض يوم لاهث ظـــــام
كأنه سِنَـــةٌ في عين متعبـه
أغفت ولم تغف أو كالسؤر في الجام
إذا صحوتُ من الأوهام تأسرني
عادت لتجعلني في سجنها الدامي
فهي الأعادي وإن أبدت بشاشتها
وسهمها سهم بادي الكره غشّام
فإن رضيتُ بها كنتُ المدانَ بها
وإن أصابت فإني القاتل الرامي
والوهم منقصة تزري بصاحبها
فينفق العمر في شح وإحجام
يظل يعكف في محرابه دنفاً
كعابد جاهل يجثو لأصنام
والوهم يبدأ في استحياء واهنة
فإن تمادى غدا ضرباً من السام
يغتال صاحبه وهو الحفي به
وهو الصريع به من دون صمصام
*****
وكيف أنجو سألتُ الشمسَ طالعةً
والبدرَ يحبو الدنى من نوره الهامي
قالا اتخذْ من يقين سابغ وَزَراً
واطو المخاوف في صبر وإقدام
وفوّض الأمر للرحمن في ثقة
ولذْ به فهو نعم العون والحامي
إذن تفوز وتغدو كل داهية
أشجتك حيناً سراباً بين آكام
ويصبح العمر أمناً لا يكدره
سطو المخاوف من ناس وأوهام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق