خاتمة البحث
عني هذا البحث بدراسة شعر الرثاء لدى أهم شعراء الإحياء وأشهرهم وهم البارودي وحافظ وشوقي، وهم أهم شعراء مدرسة الإحياء أولاً، ثم هم ذروتها الصاعدة التي وصلت بإيجابياتها الموضوعية والفنية إلى أبعد مداها ثانياً، وقد اعتمد البحث على مادة الرثاء لدى الشعراء الثلاثة أكثر مما اعتمد على آراء الدارسين، لسببين أساسيين، الأول: أن هذا المنهج يجعل البحث أكثر أصالة واستقلالاً إذ إنه يستقرئ النصوص ويستنطقها، ويحاول استخراج دلالاتها المختلفة، والثاني: قلة ما كتب عن مراثي هؤلاء الأعلام كما سبقت الإشارة في المقدمة.
لذلك كان أول عملي أن قرأت نصوص الرثاء لدى الشعراء الثلاثة عدة مرات محاولاً الخروج بآراء محايدة منها متحلياً بالموضوعية والتجرد – ما استطعت – حتى اتضحت لي الصورة بشكل جيد. بعد ذلك أخذت أعدل في هذه الآراء أو أثبت تبعاً لملاحظات الدكتور المشرف وتوجيهاته، وتبعاً لوجهات نظر الدارسين الآخرين حين أقتنع بها.
وقد بدا لي البحث بعد التوغل فيه أوسع مما بدا في بدايته، حيث تبين أن حجم المراثي أكثر مما توحيه النظرة الأولى إلى دواوين الشعراء، وذلك لوجود مراث مجهولة، ومراث صنفت في غير باب الرثاء، إلى جانب قصائد تتصل بالرثاء العام، بحيث بلغ مجموع المراثي لدى الشعراء الثلاثة، مئتي مرثية.
البارودي أقدم الثلاثة، ثم هو أستاذ للآخرين اللذين تبعاه تلميذين واعيين اندفعا بلوائه التجديدي خطوات إلى الأمام، لقد سبقهما إلى الوفاة بنحو ثلث قرن لكن أثره كان عليهما وعلى سواهما كبيراً، فهو رائد متعدد الجوانب في ريادته، جدد موضوعياً، وجدد فنياً، وعمل في السياسة كما عمل في القتال، وما أوجز كلمة العقاد فيه وما أدقها حين وصفه بأن فضله على عصره أكبر من فضل عصره عليه.
وأهم مزايا البارودي في مراثيه هو الصدق، وهو صدق لازمه في مراثيه وغير مراثيه، بل في شتى مناحي حياته، وهو صدق ذاق من أجله المرارة وقدم التضحية وكان فارساً حقاً. ومراثيه قليلة جداً بسبب صدقه وبسبب إبائه الذي ينأى به عن شخص النديم والتابع، وبسبب نفيه، وبسبب الظلم الذي أحاط به، لذلك نراه يكثر من رثاء ذوي رحمه لكننا لا نجد له بيتاً واحداً في الأسرة العلوية ذلك لأنه رجل ينسجم مع نفسه ويحترمها.
والبارودي مزيج رائع من العروبة والعجمة، فهو من حيث الدم أعجمي خالص أباً وأماً، أخذ منهما الإباء والعزة وقوة الشعور بالحياة، لكنه بعد ذلك عربي خالص العروبة حيث أحب العرب بسبب مزاياهم، وبسبب ثقافته وبسبب إسلامه حباً جماً حتى إنه وقف في الثورة العرابية مع المصريين ضد أبناء عمومته. والعروبة فيه ولاء وعزة نفس وفروسية، الأمر الذي يظهر في مراثيه، ويظهر في صدقه، ويظهر في عزة نفسه وفخاره، كما يظهر في لغته القوية التي تكاد تعيدك أحياناً إلى البادية. وهو في مراثيه مؤمن عميق الإيمان بدون تكلف أو تعمل، وبدون سعة أفق في فهم المسألة الدينية أيضاً. وهو مصور مقتدر للحركة الحسية والنفسية، ولغته فخمة جزلة وموسيقاه قوية آسرة.
مزية البارودي في مراثيه هي مزيته في سائر شعره وهي مزية الريادة فنياً وموضوعياً، فضلاً عن الصدق في التجربة. مراثيه قليلة، بل قليلة جداً، ودرتها رثاء زوجته عديلة يكن، لكن هذه المراثي بصدق صاحبها ومزاياه الفنية المقررة، تلتقي مع بقية شعره لتعقد له لواء الريادة في مدرسة الإحياء، وهو لواء مضى به تلميذاه حافظ وشوقي، كل على حسب طاقته وقدرته وظروفه إلى الأمام أشواطاً بعيدة.
أما حافظ فهو تلميذ البارودي الأول، لكنها تلمذة واعية لها إضافتها المتميزة في شعر الرثاء، الذي كان حافظ مؤهلاً ليتفوق فيه بسبب تركيبة نفسه، وظروف حياته وطيبته ووفائه وتوهمه أنه بائس مظلوم لم ينل من الدنيا ما هو جدير به.
مراثي حافظ أكثر من مراثي البارودي بكثير، لكن فيها فجوات تثير تساؤلات حيث لا نجد له بيتاً واحداً في رثاء ذويه، كما لانجد له مراثي في عدد من أعلام العروبة والإسلام البارزين، كما لا نجد له أيضاً رثاء في بعض الحوادث الكبرى مما يدخل في الرثاء العام، ولكن يبقى شعر حافظ في الرثاء شعراً كافياً لمعرفته والحكم عليه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عني هذا البحث بمجموعة من القصائد وردت في باب المدح وعددها ثلاث، كما عني بثماني قصائد تتصل بالرثاء العام، فضلاً عن أربع مراث أخرى أوردتها الطبعة التي اعتمدنا عليها، وبهذا ارتفع عدد القصائد المدروسة إلى اثنتين وستين قصيدة بزيادة خمس عشرة قصيدة على الطبعة القديمة من الديوان، وهو كسب مفيد في معرفة مزايا حافظ في مراثيه.
وقد تبين لنا كيف كان حافظ شاعراً ذا طبيعة شعبية جماهيرية تعنى بالإلقاء عناية كبيرة، وهو أمر كان له في شعره أثران أثر محمود وآخر مذموم، أما الأثر المحمود فهو عنايته بلغته فهي قوية فخمة مع الوضوح، جزلة مع حسن التوزيع، وعنايته بموسيقاه بحراً وقافية وموسيقى داخلية، أما الأثر المذموم فهو ما أدى إليه حرصه على رضا الجماهير ــــ إلى جانب أسباب أخرى ــــ من ضعف في الخيال، وسطحية في الأفكار.
صدق حافظ أمر يكاد ينعقد عليه الإجماع، وهو مزية كبرى في العمل الفني وهو بسبب صدقه يتفاعل مع الحدث وتتوهج عاطفته وتستيقظ أحزانه الشخصية فتلتقي مع الحزن على المرثي فيتفوق ويؤثر، ويقدم لنا شعراً جميلاً ليس فيه عمق لكنه حزين مؤثر، وليس فيه خيال بديع لكنه قريب من النفس، عمل الطبع واليسر والقرب والسجية فيه أوضح من عمل العقل والصنعة والتكلف والتعمل. وهو يبلغ القمة حين يرثي شخصية عامة لها وزنها وأثرها ولها صلتها الشخصية به، وحين يرثي شخصية لها فضل شخصي عليه.
والبعد الوطني واضح في مراثي حافظ وهو حسنة تحسب له أولاً، ثم هو من إيجابيات مدرسة الإحياء، وفيه نجد فهماً للشعر يجعل له دوراً اجتماعياً وسياسياً وهو ما يجعل المراثي تتجاوز مجرد التهويمات والأحزان، وهو في هذا الجانب يعبر عن نفسه بما لها وما عليها، تماماً كما هو حاله في شعره الوطني عامة، ولكنه يبقى في نهاية التقويم محموداً ومشكوراً لما في مراثيه من أبعاد وطنية. وهو في مراثيه مسلم صادق الإسلام، مؤمن عميق الإيمان، مع ملحظين مهمين لابد من الإشارة إليهما، الأول: محمود وهو أن إيمانه لم يحمله على تعصب مذموم بل كان متسامحاً التسامح المتوقع من شخص مثله بطيبته وسماحته ومصريته، أما الملحظ الثاني فهو: أنه لم يتعمق القضية الإسلامية بأبعادها الدينية والسياسية، بل بقيت عنده في حدود الرضا والتسليم والبعث والنشور وما إلى ذلك. وهو لصدقه وطبيعته يبالغ في مراثيه مبالغات عجيبة أحياناً، وهو لهما أيضاً لا يطيل كثيراً في قصائده وهو ما جعل أكثرها قصيراً أو متوسطاً، وما جعل الوحدة تغلب عليها.
ولحافظ مرثية واحدة في البيت العلوي، وهو أمر مستغرب، ذلك أنه كان على عكس ما يتبادر إلى الذهن، حريصاً كل الحرص على توثيق صلته بهذا البيت لكنه لم يوفق، وذهبت محاولته أدراج الرياح.
الحكمة قليلة في مراثي حافظ، وحين تأتي تكون ساذجة قريبة، والحس التاريخي فيها ضعيف جداً، لذلك هي خلو من أي نظرة تأملية في حركة التاريخ والحضارة وقيام الدول وسقوطها ذلك أنه كان أقرب إلى طبيعة الخطيب الشعبي منه إلى طبيعة المؤرخ.
إذا كانت لغة حافظ وموسيقاه فضلاً عن صدقه أهم مزاياه في مراثيه، فإن خياله كان ضعيفاً، فصوره الجيدة قليلة، وربما هبط في بعضها إلى السرد الذي يكاد يجعلها نثراً تقريرياً.
وعلى كل حال فإن قدراً طيباً من مراثي حافظ، يتوقع له البقاء، ولن يتجاوزه الزمن فيما يتجاوز، وفيه نجد حافظ شاعر رثاء متفوقاً، في شعره يسر وقرب وبساطة، ولكن فيه إلى جانب ذلك صدق يروع ولغة محكمة وموسيقى قوية آسرة.
أما شوقي فهو الفارس الثالث من الفرسان الثلاثة، أخذ راية الريادة من البارودي وأضاف إليها إضافات مميزة، ومات بعد أن أصبح ((ظاهرة)) فريدة في تاريخ مصر الأدبي، بل في تاريخ العرب الأدبي في كل بلادهم وعصورهم.
وقد تابع هذا البحث مراثيه فاتسع المدى أمامه وذلك بما وجده في الشوقيات المجهولة، وبما وجده من قصائد تتصل بالرثاء العام، فضلاً عن قصائد جاءت في غير باب الرثاء ومكانها الحقيقي هو الرثاء، وبهذه المتابعة وجدنا أنفسنا أما مئة وسبع عشرة مرثية، علماً أن الجزء الثالث من الشوقيات وهو الخاص بالرثاء اشتمل على ستين مرثية فقط، وواضح أن الإضافة كبيرة جداً تغني البحث وتوسع في محاوره وقضاياه. وبهذا نجد أنفسنا أمام قدر كبير جداً من المراثي يمكن أن يشكل ديواناً بأكمله، نظمه شوقي مدفوعاً بصدقه ووفائه، وسعة علاقاته، وغزارة طبعه، ومجاملاته، ورغبته في الشهرة والخلود، وإحساسه أنه شاعر العصر وشاهده ومؤرخه.
وقد ألح على شوقي الخوف من الموت إلحاحاً كبيراً كاد يصبح حالة مرضية ووسواساً مزعجاً لنفسه ولمن حوله، الأمر الذي ظهر في مراثيه بوضوح، وهو في ذلك ثمرة منطقية لنفسيته وظروفه المواتية وأثرته.
وهو مسلم صادق الإسلام، مؤمن عميق الإيمان، بدون تعصب مذموم، بل كان داعية وفاق حيث دعت حاجة إلى ذلك، والرؤية الدينية عنده واسعة لا تتوقف عند معاني العظة والاعتبار والاستسلام للقدر والإيمان بالبعث والنشور، بل تضيف إلى ذلك ولاء إسلامياً عاماً على مستوى الأمة المسلمة كلها، بسبب ثقافته ودمائه وعلاقاته وحسن فهمه الديني والسياسي.
أما الحكمة عنده فهي كثيرة جداً يتابع فيها أستاذه المتنبي لإعجابه به، ولرغبته في الخلود والشهرة ولثقته الكبيرة بشعره، وإحساسه المتضخم الحاد بذاته، وقد أدى هذا إلى أن يشعر المرء بتكلفه وافتعاله وتساؤله عن مدى صدقه، وعلى كل حال تبقى حكمته شعراً جميلاً لكنها تبقى باردة كالتمثال، فضلاً عن فقدانها لنسق عام يجعل لها بعداً فلسفياً أو روحاً واحدة، وهي أحد المسارب الجانبية التي يغطي بها برودة عاطفته، والتي تبرز قدرته الكبيرة على النظم.
ولشوقي – كما لحافظ – بعد وطني محمود في مراثيه، يدل على جانب جيد في اهتماماته، وحسن ولائه، كما يدل على تقدم مشكور في فهم وظيفة الشعر وإعطائه دوراً إيجابياً يتجاوز به دائرة الأحزان والتهويمات.
ومراثيه دليل أمين على موقفه من البيت العلوي من حيث كثرة من رثاهم منه، ومن حيث امتناعه عن رثاء المغضوب عليهم لدى هذا البيت، وعلى كل حال فقد كان الرجل منسجماً مع نفسه وصريحاً، فهو كما وصف نفسه شاعر العزيز، وهو صنيعة البيت العلوي الذي ولد ببابه، كما أن مراثيه دليل أمين على حبه لأسرته وذويه وتعلقه بهم واستقرار حياته العائلية.
ولحب شوقي للتاريخ ولقراءته فيه، برز التاريخ محوراً واضحاً لديه في مراثيه، وهو محور أغنى قصائده وأضاف إليها جمالاً وجلالاً، وجعله يبدو لنا أحياناً فيلسوفاً ينظر في سنن الله في الحياة والدول والحضارات، وصاحب نفس ملحمي أيضاً.
تقل المبالغة في مراثي شوقي لطبيعته ولظروفه، ويغلب البرود عليها، وهو برود عجيب يتحول إلى ما يشبه النعي الرسمي أحياناً، وكان يكثر من تغطية برودته باستطالات وامتدادات متنوعة، ولكن لابد من التأكيد على أن شوقي حين يوفق في الإفلات من طبعه الغالب بحيث تتدفق عاطفته بصدق ولوعة كان يجيد ويتفوق، إذ تلتقي عاطفته الحية ببقية مزاياه المقررة الأخرى لغة وموسيقى وخيالاً.
لغته جميلة مستوية محكمة مصفاة ألفاظاً وتراكيب، وموسيقاه في الذروة، وخياله مبدع محلق، وهذه الجوانب الثلاثة من أهم مناحي عبقريته وتفوقه، وهو في لغته وموسيقاه تلميذ للبحتري، أو هو بحتري العصر.
وتغلب على مراثي شوقي صنعة الفنان المحترف، والعقل المتأمل، والمؤرخ الدارس والثقافة الواسعة أكثر مما تغلب عليها الفطرة والسجية والقرب والطبع.
وكما كثرت مراثي شوقي، فإنها طالت وامتدت هنا وهناك لغزارة في القدرة على النظم، وثقافة تعين على الامتداد، ورغبة في الشهرة والخلود، وهروب واع أو غير واع يستر بها وهن عاطفته، ولذلك قلت الوحدة في مراثيه خلافاً لصاحبيه وتعددت المحاور.
طوى الزمن جملة من مراثي شوقي، وسيطوي جملة أخرى، لكن ثمة مجموعة من مراثيه ستظل حية، ولن تتجاوزها الأيام فيما تتجاوز، وهي تلك التي التقت فيها عاطفته – حين اتقدت – ببقية مزاياه المقررة في شعره من لغة وموسيقى وخيال.
وبعد:
فإن أعلام مدرسة الإحياء الثلاثة، دفعوا حركة الشعر إلى الأمام، وهو أمر ظهر في أشعارهم، وظهر بالتالي في مراثيهم: من حيث الصنعة باللغة الجيدة المحكمة، والموسيقى القوية الآسرة، والخيال المصور، ومن حيث التجربة بالصدق والمعاناة، ومن حيث المضمون بإضافة أبعاد جديدة.
وفي ذلك كله تفاوت حظ الشعراء الثلاثة ضعفاً وقوة، لكن محصلة كل واحد منهم في مجموعها محصلة وافية بل مشرفة، الأمر الذي يشهد بأهميتهم ويجعلهم أبرز شعراء مدرسة الإحياء في أبواب الشعر المختلفة ومنها الرثاء.
لا ريب أن الزمن طوى عدداً من مراثي الشعراء الثلاثة كمرثية البارودي لإسماعيل سليم الذي لابد من البحث عنه في مظان ترجمته لنعرف من هو، وكمرثية حافظ في الشيخ سليم البشري، وكمرثية شوقي في الأمير اليمني الذي غرق وهو يحاول إنقاذ زميل له.
وكما طوى الزمن هذه القصائد الثلاث التي اختيرت هنا لمجرد التمثيل، سوف يطوي قصائد أخرى، فتظل بين طيات الدواوين ينتفع بها دارسو بعض الظواهر الأدبية والسياسية والاجتماعية، والباحثون عن ملامح عصر أو شخصية أو مرحلة، أو حادثة، وما إلى ذلك.
أما القصائد التي سوف تقهر الزمن، وتبقى حية في الوجدان فإنها الأقل ولا غرابة في ذلك فتلك ضريبة التفوق، والتفوق حصيلة مجموعة من الشروط المتضافرة والصعبة.
ولعل أهم ما سوف يبقى حياً على الزمان درة البارودي الرائعة في زوجته عديلة يكن، وقصائد حافظ في الأستاذ الإمام ومصطفى كامل وسعد زغلول وعلي يوسف وعبدالحميد رمزي وإسماعيل صبري وأحمد حشمت، وقصائد شوقي في عمر المختار ويعقوب صروف واللورد كارنافون وعبدالعزيز جاويش وعبدالخالق ثروت وإسماعيل صبري ومصطفى كامل والطيارين العثمانيين وعمر لطفي وسعد زغلول وحافظ إبراهيم وأمه وأبيه وجدته. والمأمول أن يكون هذا البحث قد بين ذلك بموضوعية وأمانة وإحاطة . ومن الله وحده نستمد العون والتوفيق، وله الشكر على ما يسر وأعان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق