الأحد، 26 سبتمبر 2021

كتاب الرثاء في شعر البارودي وشوقي وحافظ - الفصل الأول - 07 - أبعاد وطنية

الفصل الأول
(الرثاء في شعر شوقي)

7- أبعاد وطنية: 

     يحمد لشوقي أنه كان يتخذ من المراثي سبيلاً إلى إيقاد العزائم واجتماع الكلمة ومناوأة المحتل وبناء الوطن ونشر العلم، وما إلى ذلك من معان كريمة حميدة، وكان يفعل ذلك حيث يكون الموقف مناسباً، وأنسب المواقف لذلك حين يكون المرثي شخصية عامة.

     في رثائه لعبد الحميد أبي هيف، أشاد بأعمال الفقيد ودوره الوطني، ثم انتقل ليصور تصويراً موفقاً اجتماع كلمة الأمة، وائتلاف الأحزاب والزعماء وموت الأحقاد. يقول شوقي مخاطباً الفقيد:

قم من صفوف الحـــق تلق كتيبة
               ملمومة وتر الصفــــــوف سواء
وتر الكنـــــانة شيبها وشبــــابها
               دون القضيـــة عرضة وفـــــداء
في كل وجــــدان وكل سريـــرة
               خـــلف الوداد الحقــد والبغضـاء
وغـــدا إلى دين العشيــرة ينتهي
               من خــــالف الأعمام والآبــــــاء
قــــلبي يحدثـــني وليس بخـائني
               أن العقـــــول ستقهر الأهـــــواء
الفلك بعد العـــسر يســــر أمرها
               واستقبلت ريح الأمور رخاء[1]

     وفي رثائه لعبد الحليم العلايلي، يخاطب الفقيد ليخبره وهو فرح بأن الأحزاب سارت وراء جنازته صفاً واحداً فألف بينهم حال مماته، كما كان يؤلف بينهم حال حياته:

وســـارت خلفك الأحزاب صفاً
               وسرت فكنت في الصف اللواء
تؤلف بيـــــنهم ميـــــــتاً وتبـني
               كعهدك في الحياة لهم ولاء[2]

     ويتخذ شوقي من رثائه لعمر المختار مناسبة حميدة لدعوة الأجيال الجديدة للأخذ بثأر الزعيم الشهيد، جاعلاً من رفاته لواء يستنهض الهمم ومناراً من دم يدعو للثأر:

ركزوا رفاتك في الرمـــــال لواء
               يستنهض الوادي صبـــــاح مساء
يا ويحهم نصبوا منــــــاراً من دم
               يوحي إلى جيل الغد البغضاء[3]

     والفقيد جرح صائح، وضحية تدعو إلى تحقيق الحرية بالجهاد الدامي:

جرح يصيح على المدى وضحية
               تتــــــلمس الحرية الحمـــــــــراء

     ويختتم قصيدته بدعوته الشعب أن يختبر رجاله ليختار زعماء جدداً له، وأن يستفيد من قوة الشباب فيحملهم أعباءه:

ذهب الزعيـــم وأنت باق خــــالد
               فانقـــد رجـــالك واختر الزعمـاء
وأرح شيوخك من تكاليف الوغى
               واحمل على فتيــــانك الأعبـــــاء

     ويختتم شوقي قصيدته في رياض باشا بثلاثة أبيات، يهيب فيها بأبناء الوطن أن يهبوا من النوم وأن ينشطوا للجد، فليس لهم البطء حين يسرع الآخرون نحو المجد، وليس لهم أن تكون عدتهم الأماني الكاذبة حين تكون عدة الآخرين القوة براً وبحراً:

بني الأوطان هبــوا ثم هبــوا     فبعض الموت يجلبه السبـات
مشى للمجد خلف البرق قـوم     ونحن إذا مشينـــا السلحفـــاة
يعـــدون القوى براً وبحـــراً     وعدتنا الأماني الكاذبات[4]

     وفي رثاء شوقي لعثمان غالب، يبشر الفقيد أن مصر تعيش مرحلة حياة وجهاد في مطالبتها بحقوقها الوطنية، يجتمع فيها الشاب والفتاة، والصغير والكبير، والمسلم والقبطي:

عثــمان قـــم تـــــــر آية     الله أحيــــا الموميـــــات
خرجت بنين من الثـرى     وتحــركت منــه بنـــات
واســمع بمصر الهـاتفيـ     ـن بمجــــدها والهاتفات
والطـــالبين لحـقــــــهـا     بين الســـكيـنة والـثبات
والجـاعليــــهـا قبــــــلة     عند الترنم والصلاة[5]

     وفي رثاء شوقي لعبد الخالق ثروت يشيد الشاعر بالتصريح الذي حصل عليه الفقيد، ويجعله خطوة كبرى على طريق الاستقلال التام:

تصريحك الخطوة الكبرى ومرحلة
               يدنو على مثـــلها أو يبعد الأمد[6]

     ويشيد بجهود الفقيد المضنية في الحصول على التصريح، حتى ينتهي إلى الفرح بزوال حماية المحتل عن البلد الذي صار يفيء إلى حماية الله:

طوى حمايته المحتل وانبسطت
               حماية الله فاستــــــذرى بها البلد

     ويختتم شوقي قصيدته في محمد فريد، بأن يجعل الفقيد تمثالاً للحق تبني الأمة مجدها على هديه ويتعلم منه الشباب كيف يحبون أوطانهم ويدافعون عنها:

فلا زلت تمثــالاً من الحق خالصاً
               على ســـره نبني العـــلا ونشيــــد
يعلم نشء الحي كيف هوى الحمى
               وكيـف يحـــــامي دونه ويذود[7]

     وفي قصيدته الأخرى في محمد فريد، يطلب من المرثي أن يقوم من نعشه ليرى اجتماع كلمة الأمة على المطالبة بحقها، مستعدة لمواجهة الدهر خيراً أو شراً:

قم إن اسطعت من سريرك وانظـر
               ســـر ذاك اللواء في الأجنـــــــــاد
هــل تــراهم وأنــت موف عليــهم
               غيــــر بنيـــــــان ألفة واتحـــــــاد
أمة هيئــــــت وقوم لخيــــــر الــدَّ
               هْر أو شـــره على استعــــداد[8]

     وقصيدته في مصطفى كامل، يختمها بنداء المرثي أن يقوم ليرى الناس أمة واحدة تطلب حقها دون خلاف أو نزاع، كأنها الليث يزأر دون عرينه:

قم تــر القوم كتــــلة     مثل ملمومة الصخر
جــددوا ألفة الهــوى     والإخــاء الذي شطر
ليـــس للخلف بينـهم     أو لأسبــــــابه أثـــر
نســــمع الليث عنده     دون آجامه زأر[9]

     وتنتهي القصيدة ببيت يطلب فيه الشاعر من المرثي أن يطالب الناس بالنهوض بواجبهم إزاء مصر التي تنتظر منهم ذلك:

قــــل لهم في نديهم     مصر بالباب تنتظر

     وفي قصيدته الأخرى في مصطفى كامل، يجعل من الفقيد قدوة لشباب مصر، ينبغي لهم أن يسيروا على هديها:

علمت شبـــــان المدائن والقــــرى
               كيف الحياة تكون في الشبان[10]

     وفي رثائه لفوزي الغزي، يطلب من دمشق الصبر على المصيبة، ويذكرها بموقفها من عدوان فرنسا عليها يوم أصلتها ناراً محرقة، لكن شجاعة أبنائها التي تكاد تكون جنوناً غلبت الحماقة الفرنسية، فهو يطلب منها أن تغلب مصيبة اليوم كما غلبت مصيبة الأمس:

صبــــراً لبـــاة الشرق كل مصيبـــة
               تبـــلى على الصبـر الجميل وتخــلق
أنسيـــت نـــار الباطشيــــن وهـــزة
               عـرت الزمــان كأن روما تحــــرق
رعنـــاء أرســـلها ودس شــواظهــا
               في حجــرة التـــــاريخ أرعن أحمق
جنـت فضعضـعها وراض جمـاحها
               من نشئـــك الحمس الجنون المطبق
لقـي الحديــــــد حميـــــة أمويــــــة
               لا تكتسي صدأ ولا هي تطرق[11]

     وينادي الشاعر في نهاية القصيدة شباب دمشق ليستحلفهم بالله عز وجل، وبحرمة النبيين الكريمين محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام، وبحرمة الفقيد أن يكونوا يداً واحدة:

من مبــــلغ عني شبولة جـــلق     قولاً يبر على الزمان ويصـدق
بالله جـــل جلاله، بمحــــــــمد     بيســــوع، بالغزي، لا تتفرقوا
قد تفسد المرعى على أخواتها     شـــاة تند من القطيع وتمـــرق

     وفي رثاء شوقي لشهداء العلم والغربة، يوصي شباب مصر بالحرص على العلم، وأن يخلفوا زملاءهم الشهداء في دفع عجلة العلم إلى الأمام ولا يصلح الشباب بدون علم، ولا يصلحون بنصف علم:

عليــــكم لواء العـــــلم فالفــــوز تحتـــه
               ولـيـس إذا الأعـــــلام خانت بخــــــذال
إذا مـــــال صــــف فاخـلـفـــــوه بآخــر
               وصــول مســــــــاع لا ملـــــول ولا آل
ولا يصــــلح الـفتيـــان لا علم عنــــدهم
               ولا يجمعــــون الأمر أنصـــاف جهــال
وليـــس لهــــم زاد إذا مـــا تـــــــزودوا
               بياناً جزاف القول كالحشف البالي[12]

     ويذكرهم أن الشباب خلقوا لتحمل الصعاب والنهوض بالأعباء، وأن في الفداء معاني عالية، جعلت الحواريين وآل البيت ومن اختار طريقهم يحبونه، ذلك أنهم أقدموا عليه عن تصميم وإصرار:

إذا جزع الفتيــــان في وقع حادث
               فمن لجليل الأمر أو معضل الحال
ولولا معــــان في الفدا لم تعـــانه
               نفـوس الحوارييــــن أو مهج الآل

     ويطلب منهم أن يكونوا أبطالاً ينشدون في المكاره أناشيد البطولة حيث أصيب زملاؤهم الأبطال:

فغنوا بهاتيك المصارع بينكم     ترنــــم أبطال بأيـــــام أبطال

     وفي قصيدته في ذكرى مصطفى كامل وهي قصيدة جيدة جديرة بوقفة فيها أناة، يلوم المصريين على التناحر والنزاع، والعداوة والكيد، في الوقت الذي ينبغي أن يكونوا فيه يداً واحدة من أجل مصر والسودان وحقوقهما:

إلام الخـــــــلف بيــــــنـكم إلاما
               وهــذي الضجة الكبرى علامــا
وفيم يكيـــد بعضــــكم لبعـــض
               وتبـــدون العداوة والخصــــاما
وأين الفـوز لا مصر استقــرت
               على حـال ولا الســــودان داما
وأين ذهبــــــتم بالحــــــــق لما
               ركبتم في قضيته الظلاما[13]

     وقد أدى هذا النزاع إلى اشتعال النار في مصر، وهي نار أحرقت البلد وكانت سلاماً على المحتل، وهي نار لا تلبث أن تشتعل بهوى قوم كلما أطفأها قوم عقلاء:

شببـــتم بينكم في القطر نــاراً     على محتــــله كانت ســــلاما
إذا ما راضها بالعقـــل قــــوم     أجـــد لهــا هوى قوم ضـراما
وكانت مصـر أول من أصبتم     فلم تحص الجراح ولا الكلاما

     ويخاطب الفقيد ليذكره بالدور الوطني الذي أدته جريدته، والدور الوطني الذي أداه شعره، ويقرر أن الدورين قد تعاونا معاً في غرس شجرة الوطنية:

لواؤك كان يســـقيهم بجـــام     وكان الشعر بين يدي جـاما
من الوطنية استبقوا رحيــقاً     فضضنا عن معتقها الختاما
غرسنا كرمها فزكا أصـولاً     بكـــل قرارة وزكــــا مداما

     ويشير إلى خطب الزعيم الفقيد، وأثرها في تحريك الهمم والعزائم الميتة، فكانت على الأعداء ناراً وعلى أبناء مصر برداً وسلاماً:

جمعتـــهم على نبرات صــوت     كنفـــخ الصور حركت الرجاما
لك الخطب التي غص الأعادي     بســــورتها وســـاغت للنـدامى
فكــــانت في مرارتها زئـيــــراً     وكــانت في حلاوتها بغــــــاما

     ويقرر أن الشعور الوطني صار بجهود الفقيد حقيقة واقعة، وصار الجلاء مطلب الناس:

بك الوطنية اعتدلت وكانت     حديثـــاً من خرافة أو مناما
بنيت قضيــة الأوطان منها     وصيرت الجلاء لها دعاما

     ويتجه شوقي في آخر القصيدة بالخطاب إلى الملك فؤاد ليطالبه بتدارك جراح مصر:

أبــا الفاروق أدركها جراحاً     أبــت إلا على يدك التئـــاما
فإنـــك أنت مرهم كل جرح     وإن بلغ المفاصل والعظاما

     ويطلب منه أن يفعل كما فعل أبوه إسماعيل من قبل في بناء مصر:

هلم مثال إسماعيل وانسج     على منواله الهمم الجساما

     ويشيد بجهود المصلحين من قبل في تاريخ مصر، ويذكره بأنه سوف يجد في كل مكرمة يصنعها إماماً ورائداً سبقه، لكنه ينفرد بالدستور فهو به أعلى شأناً وأعز مقاماً:

كبـــار المصلحين بمصر عدوا     فـــلم يعدوا أبوتــــك العظــــاما
فخذ ماشئت في الإصلاح عنهم     تجــــد في كل مأثرة إمــــــــاما
وأنت أعـــز بالدستـــــور شـأناً     وأرفـــع خـــلف هامته مقــــاما

     ويتخذ شوقي من رثائه لبطرس غالي مناسبة حميدة ليدعو إلى ترك التعصب المذموم بين المسلمين والأقباط، وتوقير كل فريق للآخر، ونبذ الأوهام، والعيش الكريم بين الفريقين:

أعهـــدتنـــا والقـبــــــــــط إلا أمــــــــة
               للأرض واحـــــدة تـــــــروم مرامـــــا
نعــــلي تعـــاليم المسيـــح لأجــــــــلهم
               ويوقـــــرون لأجلنــــــا الإســـــــــلاما
يـــا قوم بان الرشد فاقصوا ما جــــرى
               وخـــــذوا الحقــــيقة وانبذوا الأوهــاما
فبحـــــرمة الموتى وواجـــــب حقـــهم
               عيشوا كما يقضي الجوار كراما [14]

     وفي رثاء شوقي لسعد زغلول يلتفت التفاتة موفقة، فيجعل يوم دفن الفقيد يوم بعث ونشور للأمة، فإذا بها تصرخ تحاول أن تسترد زعيمها من مخلب الموت، وإذا بالناس كالسيل الطاغي، وإذا بهم تنتقل إليهم النزاهة والوطنية من نعش الفقيد لما لمسته أيديهم:

ما درت مصــــــر بدفن صبحـــت
               أم عـــلى البعــث أفـاقت من كراها
صرخـــت تحسبها بنت الشـــــرى
               طلبــــت من مخــــلب الموت أباها
وكــــأن النـــــاس لمــا نســـــــلـوا
               شعب السيــــل طغت في ملتقـــاها
وضعــــــوا الراح على النعش كما
               يلمسون الركن فارتدت نزاها[15]

     ويلتفت شوقي إلى أمجاد سعد، فيجدها كثيرة، فيعدد منها أنه أوقد الثورة ضد الإنجليز، وحسبه ذلك شرفاً وإنجازاً:

ولــد الـثـــــورة سعـــد حرة
               بحيــــاتي ماجد حر نمــــاها
ما تمنى غيـــرها نسـلاً ومن
               يلد الزهراء يزهد في سواها

     ويطلب شوقي من محمد تيمور أن ينظر من عليائه إلى قومه ليراهم أمة واحدة كالأسود، تطالب بحقوق مصر ويطلب منه أن يسأل الله عز وجل لمصر التوفيق والنجاح:

لا تبـعـــــــــدن فهــــــــذه     آمــال قومك في اقتـــراب
أشــــرف بروحك فوقــهم     ملكاً يرفرف في السحــاب
وانظـــــر بعيـــــن نزهت     عن زخرف الدنيا الكـذاب
تــر من لـداتــــــك أمـــــة     كست الديـــار جلال غاب
جعـــلوا الثبات سلاحهـــم     نعــم السلاح مع الصواب
فـــــإذا ملــــكـت توجهـــاً     لله في قـــــدس الرحـــاب
سل فــــاتح الأبــــواب يفـ     ـتح للكنانة خير باب[16]

     فشوقي يتخذ من موت الفقيد فرصة مشكورة لصالح الوطن، الذي طفقت آماله تقترب إثر ثورة عام 1919م، ويفرح إذ يرى الشعب المصري مجتمع الكلمة ثابت العزم، مصراً على نيل حقوقه وكرامته.

     ولا ريب أن شوقي حين يصنع هذا في مراثيه يقف موقفاً محموداً، يعطي قصائده بعداً وطنياً يتسع بدائرتها ويخرج بها من حيز الرثاء الشخصي ليوظفها توظيفاً إيجابياً لصالح الوطن، في الدعوة إلى الجلاء، أو الإشادة بالعلم، أو الحث على جمع الكلمة، أو التحلي بالأخلاق التي تبني البلاد، أو ضرورة إقرار الدستور والعمل به حيث يدعو الملك فؤاد إلى هذا، أو التحذير من التعصب الديني المذموم، وما إلى ذلك.

     على أن هذا البعد الوطني المحمود في مراثي شوقي، ينبغي ألا يجعلنا نغفل عن أمرين لابد من تجليتهما في هذا المقام، الأمر الأول هو الزلل الذي وقع فيه في ثنائه على الإنجليز، والثاني هو موقفه من الزعيم الوطني مصطفى كامل في رثائه له.

     أما ثناء شوقي على الإنجليز فقد وقع فيه مرتين في رثائه، الأولى في قصيدته في شكسبير، والثانية في قصيدته في اللورد كتشنر، فعل ذلك في الوقت الذي كانت فيه إنجلترا تحكم مصر وتظلمها وتمنعها حقوقها، ومما يزيد الأمر غرابة واستنكاراً لموقف شوقي أنه نظم القصيدتين عام 1916م والحرب العالمية الأولى تدور، وشوقي نفسه منفي من بلده بأمر الإنجليز.

     لا غرابة أن يمجد الشاعر في قصيدته الأولى عبقرية شكسبير، فللعبقرية حقها الذي يفرض نفسه، وعظمة شكسبير تتجاوز بلاده لتجعل منه أديباً عالمياً يقر بسبقه الدارسون، لكن الغريب أن يجمع الشاعر إلى ذلك إشادة بالإنجليز أنفسهم، الذين لهم:

ملك يطـــــاول ملك الشمس، عزته
               في الغرب باذخة في الشرق قعساء
تـــــأوي الحقيقة منه والحقـوق إلى
               ركن بنـــــاه من الأخلاق بنـــــــاء
أعـــــلاه بالنظر العـــــالي ونطـقه
               بحــــائط الرأي أشياخ أجلاء[17]

     وهذا الملك الواسع الذي لا تغيب عنه الشمس والذي يمجده شوقي، يحميه فتيان الإنجليز وهم فتيان شجعان في الحرب، زينة في السلم، يرجو الناس منهم النجدة إن احتاجوا إلى ذلك كأنهم عرب عرباء:

وحـــــاطه بالقنـــــا فـتيــــان مملكة
               في السلم زهر ربا في الروع أرزاء
يستصرخون ويرجى فضل نجدتهم
               كأنهـــم عرب في الدهر عربــــــاء

     ودولة الإنجليز دولة عالية واسعة، موصولة بالله عز وجل، توصل فيها الرحم فلا تقطع:

ودولـــة لا يراها الظن من سعــة
               ولا وراء مداهــــا فيه عـليــــــاء
عصماء لا سبب الرحمن مطرح
               فيـــها ولا رحم الإنسان قطعـــاء

     وأعجب من ذلك كله أن الإنجليز يودون المسلمين وينصرونهم وينصرون خليفتهم:

وكان ودهم الصافي ونصرتهم
               للمسـلمين وراعيهم كما شاؤوا

     إذا أمكن التماس العذر لشوقي في تمجيده لعبقرية شكسبير، فهل يمكن التماس العذر له في تمجيده اللورد كتشنر في قصيدة طويلة مطلعها:

قف بهذا البحـــــر وانظر ما غمر
               مظهر الشمس وإقبال القمر[18]

     إن شكسبير شاعر عالمي عبقري جدير بالإشادة، لكن كتشنر قائد عسكري من قواد إنجلترا التي تحتل مصر، وهو ليس قائداً قديماً مضى به الدهر، بل قائد معاصر حكم مصر نفسها، وقد أوقع كتشنر وقومه الإنجليز بمصر ما يعرفه شوقي جيداً من ظلم، كان هو أحد المصابين به شخصياً إذ كان منفياً حين نظمه للقصيدة.

     يجعل شوقي من كتشنر الذي مات غريقاً ليثاً مضى في هوى المجد، ويعزيه بأن الموت إذا حضر لا يبقي ولا يذر، ويطلب منه أن ينظر إلى السفينة الغارقة دون أثر باق منها:

قـــــل لليــــث خسـف الغـيـــــل به
               بيــــــن طـــم وظـــــلام معتــــــكر
انـظـــر الـفـــلك أمنـــــها أثـــــــــر
               هكـــذا الدنيـــــا إذا الموت حضـــر
هـــذه منـــــــزلة لو زدتـهـــــــــــا
               ضــــاق عنك السعد أو ضاق العمر
فامض شيخاً في هوى المجد قضى
               رحــــمة المجـــــد ورفـقــاً بالكبـــر

     ويجعل الميتة المفاجئة التي قضى بها كتشنر ميتة مناسبة له تليق بوقاره، كما يليق بوقار الليث ألا يحتضر:

ميــــتة لم تلق منها عـــلزاً     من وقار الليث ألا يحتضر

     ولا يكتفي شوقي بذلك، بل يمضي إلى تمجيد الإنجليز قوم اللورد الغريق، فهم ذوو عزة وغلبة جعلتهم يحكمون البحار التي صارت أوطاناً لهم:

أنتــم القوم حمى المـاء لكم     يرجع الورد إليكم والصدر
لجــج الدأماء أوطــان لـكم     ومن الأوطـان دور وحفـر

     لقد كانت إشادة شوقي باللورد كتشنر الغريق وبقومه الإنجليز زلة يصعب التماس العذر له فيها بحال، وكأنه أحس بذلك فدافع عن نفسه وخاطب شباب النيل ليؤكد لهم أنه لم يغو، وأن التاريخ فوق الأهواء وجلال الموت فوق الهذيان:

لا تقــولوا شاعر الوادي غوى     من يغـــــالط نفسه لا يعتــــــبر
موقف التاريخ من فوق الهوى     ومقــــام الموت من فوق الهـذر

     لكن دفاع شوقي هذا عن نفسه يظل مردوداً، فأياً كانت عظمة اللورد الغريق فإن الوطنية تأبى هذا الدفاع وتنكره، ولا تجد له عذراً منطقياً، وعلى كل حال قد يكون موقف شوقي في هاتين القصيدتين نابعاً من ضعف بشري ألم به، إذ كان في منفاه مطروداً محزوناً، وربما توهم أن ثناءه على الإنجليز الذين نفوه قد يحملهم على السماح له بالعودة إلى بلده.

     أما موقف شوقي من مصطفى كامل فهو يستحق وقفة متأنية، لأنه يدلنا على نفسيته وعلى ارتباطه بالخديوي وعلى التطور الذي حول فيه بعض التحويل بعد النفي. كان شوقي على صلة وثيقة بمصطفى كامل منذ الصبا، ويروى أنه كان معه حين اختار شعاراً له وهو ((لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة)) وكان مصطفى كامل قد وجد الجزء الأول منها، فأشار عليه شوقي بالجزء الثاني[19].

     لقد جمعهما تماثل السن، وكراهية المحتل، والتعاون المشترك مع الخديوي عباس في فترة حكمه الأولى ضد الإنجليز. وقد أشار شوقي إلى شيء من هذا حين رثى مصطفى كامل في قصيدته التي قالها في ذكراه عام 1925م حيث قال يخاطبه:

أتذكر قبــل هذا الجيل جيـلاً     سهرنــا عن معلمهم ونــــاما
مهـــار الحق بغضنــــا إليهم     شــكيم القيصرية واللجــــاما
لواؤك كان يسقيــــهم بجــام     وكان الشعــر بين يدي جاما
من الوطنية استبقوا رحيـــقاً     فضضنا عن معتقها الختــاما
غرسنــا كرمها فزكا أصولاً     بكل قرارة وزكا مداما[20]

     وفي قصيدة شوقي النونية في مصطفى كامل، أشار الشاعر إلى إعجاب الزعيم الفقيد بشعره:

قد كنت تهتف في الورى بقصائدي
               وتجـل فوق النيــــرات مكاني[21]

     وفي قصيدته الرائية فيه، أشار إلى المودة العميقة بينهما منذ الصبا، وهي مودة نقية صافية لم تكدر أبداً:

يــا أخــا النفس في الصبـــا     لـــــذة الروح في الصغـــــر
وخلـيـــــــلاً ذخـرتــــــــــه     لــم يـقـــــــــوم بمدخـــــــر
حـــــال بيــــني وبيــــــــنه     في فجــــــــاءاتــه الـقــــدر
كيــــف أجــــــــــزي مودة     لم يشب صفـوها كدر[22]

     وقد بقيت هذه المودة على حالها، حتى إذا جنح الخديوي إلى سياسة الوفاق مع السير غورست الذي خلف اللورد كرومر، غضب الحزب الوطني على الخديوي وهو ما جعل شوقي في موقف حرج بين أميره وبين صديقه، فلما مات مصطفى كامل سنة 1908م ظهر أثر هذا الحرج واضحاً جلياً، في رثائه الأول له وهو قصيدته النونية التي تأخرت بعض الشيء وهو ما جعل الشاعر نفسه يحس بذلك فيقول وكأنه يلتمس لنفسه العذر فيها:

ماذا دهــــاني يوم بنت فعقني     فيك القريض وخانني إمكاني

     وقد علل الدكتور شوقي ضيف تلكؤ شوقي في رثاء مصطفى كامل بأنه يعود إلى غضب الخديوي على الفقيد، بسبب ما نشب بينهما من خلاف إثر سياسة الوفاق التي اختارها، وعلل نظمه للقصيدة النونية فيه بأنه يريد أن يرضي الجمهور، فهو إذن بين الرهبة والرغبة، وقد خرج من هذا الموقف الدقيق بأن تلكأ بعض الشيء في الرثاء، ثم حين رثى الفقيد، رثى فيه الصديق الفقيد لا الزعيم الوطني. يقول الدكتور شوقي ضيف: ((لم يكن شوقي يعيش حينئذ حراً لنفسه، وإنما كان يعيش عبداً لأميره، وربما كان من أبلغ الدلالة على ذلك موقفه من صديقه مصطفى كامل حين توفي، فإنه لم يسارع إلى رثائه، لأن مصطفى كان قد قطع علاقته بعباس حين وجده يتبع سياسة وفاق مع السيرغورست معتمد إنجلترا، ووجه إليه على صفحات الصحف كتاباً مفتوحاً، فلما هصر القدر غصن مصطفى المورق الفينان، صديق شوقي ورفيقه، وقلب الوطن الخافق وفؤاده النابض، تلكأ شوقي قليلاً في بكائه، ثم ثاب إلى صوابه ولعل أجمل مراثيه فيه قصيدته:

المشرقــان عليك ينتحبان     قاصيهما في مأتم والداني

     والقصيدة رائعة من حيث الصور والصياغة، وما يتخللها من عظات وحكم، يطل فيها شوقي من برجه العاجي أو الذهبي على الدنيا من حوله، وكأن شوقي لا يبكي مصطفى كامل روح الوطن وشعلته الملتهبة، وإنما يبكي مصطفى كامل الشخص، وخلقه ودعوته إلى العلم الشريف، ويتسلل من ذلك إلى شؤون الحياة والموت وينظم مثل هذا البيت:

دقات قلب المرء قائلة له     إن الحياة دقــائق وثواني

     وكل ذلك لأن شوقي كان يخاف الخديوي ويخشى سخطه، وهو في الوقت نفسه يريد أن يرضي الجمهور، وأن يرضي الشعب الذي يقرؤه، فيحاوره ويداوره، وتخرج القصيدة على هذه الشاكلة من الحديث في فلسفة الحياة والموت، وإن تركهما فإلى الأخلاق وما يتصل بالأخلاق. أما سيرة مصطفى كامل، وأما خدماته الوطنية، وأما تعلق المصريين به، فكل ذلك يوضع عليه ستار ويغشاه ضباب))[23].

     أما الدكتور أحمد محمد الحوفي فإنه يرد على من يرى أن شوقي نشر رثاءه في مصطفى كامل بعد عام كامل، ويقرر أنه قرأه بنفسه في جريدة اللواء بتاريخ 23/2/1908م أي بعد وفاة الفقيد باثني عشر يوماً، وينفي عن شوقي فكرة الخوف من الخديوي، ويرى أن السبب هو أن عاطفة الحزن أحياناً تغل الشاعرية وتشل التفكير وتطغى على الإبانة، فيضطر الشاعر إلى مهلة من الزمن يستجم فيها، ويستعيد صوابه فيرثي أحبابه([24])، على أنه ما يلبث أن يعود ليلتقي مع الدكتور شوقي ضيف حيث يقرر أن الصبغة العامة لمرثية شوقي أنها زفرات ملتهبة، وليس فيها من الإشادة بجهاد مصطفى كامل في السياسة والوطنية إلا لمحات.

     والأستاذ عمر الدسوقي يرى الأمر نفسه، يقول: ((ولكن شوقي رثاه عقب وفاته بقصيدة صور فيها في دقة تامة إحساسه المتفجع في فقد صديق الصبا والشباب، وصور آخر لقاء كان بينهما تصوير الأخ المفجوع في أخ عزيز، وبعد عن السياسة كل البعد ولم يتطرق إليها إلا بحذر بالغ، رثى شوقي في هذه القصيدة صديقاً حميماً ولم يرث زعيماً عظيماً ووطنياً وإماماً من أئمة الجهاد))[25].

     وأياً كان تاريخ نشر المرثية، فمن الواضح أن شوقي كان فيها بين مخافتين، مخافة الخديوي الذي لا يريد أن يغضبه، ومخافة الشعب الذي لا يريد أن يخسره، فوجد المخرج في توجيه المرثية على النحو الذي سبقت الإشارة إليه، وفي هذا دليل على حذر شوقي وكياسته ولباقته، وفيه الدليل أيضاً على قوة القيود التي كانت تكبل مواقفه لارتباطه بالخديوي.

     وقصيدة شوقي الميمية في مصطفى كامل تؤيد هذه النتيجة، فقد قالها عام 1925م، والخديوي عباس منفي معزول، وهو نفسه تجرع غصص النفي، ثم عاد إلى بلده الأثير ليجد مداً وطنياً قوياً، وليجد نفسه وقد خسر موقعه مع السيد الجديد في عابدين، فحول في حياته بعض التحويل وصار أدنى إلى الشعب وصار أكثر جرأة في القول، بعد أن تحطمت بعض السلاسل التي كانت تربطه بالقصر سواء بإرادته أو بعزوف القصر عنه. ولذلك كانت قصيدته الثانية في مصطفى كامل وهي الميمية تتوهج حماسة واشتعالاً ووطنية. يقول الأستاذ عمر الدسوقي: ((على أن شوقي تدارك ما فاته، بعد أن زالت الأسباب التي كانت تلجم لسانه وتشل بيانه، إذ انتهز فرصة مرور سبعة عشر عاماً على وفاة مصطفى كامل فقال قصيدة ربما كانت أحسن ما قيل حتى اليوم في مصطفى كامل وفي جهاده، وهي من أروع الشعر العربي الحديث، قيلت بعد أن عاد شوقي من منفاه ورأى أن الدنيا تغيرت وسدت دونه أبواب القصر، والثورة المصرية قد تأجج سعيرها))[26].

     وبهذا يمكن لنا أن نقول: إن موقف شوقي من صديقه مصطفى كامل، يدل دلالة تامة على حذره ورغبته ورهبته، كما يدل أيضاً على التطور الذي أصاب نفسه وشعره عقب عودته من المنفى وهو تطور إيجابي ومحمود. يقول الدكتور محمد مندور: (( وعلى أية حال فإن المتتبع لإنتاج أحمد شوقي الشعري بعد عودته من المنفى يحس في وضوح بتطوره المستمر نحو الاقتراب من الشعب ومن قضاياه الوطنية والاجتماعية. ثم تطوره مع الشعب أيضاً نحو الإحساس القوي بالتضامن والقومية العربية، فشوقي يتابع المد الوطني والثوري والقومي لشعبه ولأمته العربية كلها، ويحزن عندما يدب الخلاف بين صفوف الزعماء الذين قاموا متحدين بثورة 1919م، وعندما يصل هذا الخلاف إلى حد تهديد قضية الوطن ذاتها يصيح شوقي بهؤلاء الزعماء صيحته الخالدة سنة 1924م في القصيدة التي نظمها عندئذ بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاء المرحوم مصطفى كامل باشا وسماها شهيد الحق واستهلها بقوله:

إلام الخـــــلف بيـــــنكم إلاما     وهذي الضجة الكبرى علاما

     وظل شوقي يحرس بشعره المشاعر الوطنية ويرعى وحدة الوطن))[27].

     ومما يلام عليه شوقي في وطنيته لوماً شديداً، في غير مراثيه، قصيدته التي قالها عام 1915م، والتي تبدأ بقوله:

الملك فيكم آل إســـــــماعيـــــلا     لا زال بيـــتكم يظل الـنـــــــيلا
لطف القضـــــاء فلم يمل لوليكم     ركناً ولم يشـــف الحسود غليلا
هذي أصــــولكم وتلك فروعـكم     جاء الصميــم من الصميم بديلا
أنتم بنو المجــــد المؤثل والنـدى     لكم السيادة صبية وكهولا[28]

     وقد قال هذه القصيدة في تهنئة السلطان حسين كامل، الذي تولى عرش مصر بعد عزل الخديوي عباس، ذلك أن الإنجليز لم يطمئنوا لعباس، الذي كان خارج مصر يوم أعلنت الحرب العالمية الأولى، فمنعوه من العودة إلى مصر، وعزلوه، وأتوا بعمه حسين كامل مكانه.

     ربما يقبل من شوقي أن يهنئ السلطان الجديد، مع أنه جاء بأمر الإنجليز، ومع أنه أخذ مكان ابن أخيه عباس صديق شوقي وممدوحه وولي نعمته، لكن لا يمكن أبداً أن يقبل منه أن يمدح الإنجليز فيقول عنهم:

حلفـاؤنــــــا الأحـــــــرار إلا أنهـم
               أرقى الشعـــــوب عواطفاً وميــولا
أعلى من الرومان ذكراً في الورى
               وأعـــز سلطانــــاً وأمنع غيـــــــلا
لما خلا وجــــه البـــــلاد لسيـــفهم
               ســـاروا سماحاً في البـــلاد عدولا
وأتــوا بكابــــرها وشيــــخ ملوكها
               ملكاً عليــــــها صـــــــالحاً مأمولا
تاجـــــان زانهما المشيب بثــــالث
               وجــد الهدى والحـــــق فيه مقيــلا

     غفر الله لشوقي هذه السقطة الشائنة، التي ربما كان دافعه إليها أن يبقى في مصر آمناً، سواء في معية السلطان الجديد أو بدونها، لكنه لم يظفر بذلك فنفي إلى إسبانيا. وأياً كان الأمر، فإن الإنصاف يقتضي منا أن نشيد بالبعد الوطني في مراثي شوقي، فهو بعد حميد، أحسن فيه الشاعر توظيف المواقف توظيفاً إيجابياً لصالح الوطن، وبالتالي تجاوزت مراثيه دائرة الأحزان والآلام الشخصية، ووصلت إلى دائرة أوسع منها وأشمل، الأمر الذي يحمد للشاعر من ناحية، ويدل على تطور إيجابي في فهم وظيفة الشعر من ناحية أخرى.

------------------
[1] الديوان 2/337.
[2] الديوان 2/341.
[3] الديوان 2/344.
[4] الديوان 2/386.
[5] الديوان 2/395.
[6] الديوان 2/427.
[7] الديوان 2/432.
[8] الديوان 2/434.
[9] الديوان 2/449.
[10] الديوان 2/574.
[11] الديوان 2/492.
[12] الديوان 2/516.
[13] الديوان 2/538.
[14] الديوان 2/543.
[15] الديوان 2/578.
[16] الديوان 2/369.
[17] الديوان 2/350.
[18] الديوان 2/441.
[19] حسين شوقي: أبي شوقي، مطبعة مصر، 1947م، ص 133.
[20] الديوان 2/538.
[21] الديوان 2/574.
[22] الديوان 2/449.
[23] شوقي شاعر العصر الحديث، ص 22 – 23.
[24] وطنية شوقي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط4، 1978م، ص 134 – 137.
[25] في الأدب الحديث، دار الفكر العربي، القاهرة، ط2، 1955م، ص 92.
[26] المرجع السابق، ص 94.
[27] محمد مندور، عبدالعزيز الدسوقي، أديب مروة: أعلام الشعر العربي الحديث، المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط1، 1970م، ص 66 -67.
[28] الديوان 1/375.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة