أبهـــــا
جدة - الأحد
14/ 4/ 1421هـ - 16/ 7/ 2000م
هي مدينة رائعة، لها من اسمها نصيب وافر، ففيها نضارة الشجر، وشموخ الجبل، ونفح الشذا، وطيب المناخ، يحييها السحاب، ويغسلها المطر، وتعانقها الشمس، وتصفو فيها النجوم، أما أهلوها فعرب كرام جمعوا إلى سجايا العروبة أخلاق الإسلام.
لأنك كنت في عيـني صَباحا
إليك أزف أشعــاري صِباحا
وأَلْفَ تحية حسنـــــاء تزجى
وأشواقـــاً معطـــرة مِلاحـــا
يســـوق طيوبها شعر ونثـــر
وعشق مزق الستر افتضاحا
فأنت مع الوسامة مهرجــان
يعانق فيه سوسنه الأقــــاحا
*****
رأيتــك يا ابنة القمم الســـوامي
عروساً تحمل النعمى وشــــاحا
رنوتِ إلى السماء فطرت عشقاً
إليهـــا جــازها ساحـــاً فســاحا
وكان الفضل في اليمنى جناحاً
وكان النـبل في اليسرى جناحا
وزفــك للعــــلا يمن وحســـن
فكنت له وكان لك الـمَراحــــا
*****
أميرك وهو صقر وابن صقـر
حباك من المروءات الفسـاحا
مروءة عاشــق يهديــك عشقاً
وطيباً ضاع كالبشرى وفــاحا
وعـزماً يعــربيـــاً سمهــــرياً
سلي عنه المواضي والرماحا
تجبــــك بأنـــه لأبيـــــه ســر
وفيــه جُـــذاه تنقــدح انقداحا
بنـــاك وجوّد البنيـــــان منه
فؤاد قد أبى إلا النجـــــــاحا
*****
أيــا أبها البهية فيك أشــــــدو
وتصهل فيك أشعاري مِراحا
تجمّع في بهــــائك كل حسن
فكنت الحسن ممراحاً رداحا
كأنك يا ابنة الســروات ليلى
أطل الورد والنســـرين فاحا
غـــداة بدت فكل الناس قيس
رآهــا ثم جُنّ بها وســـــاحا
*****
أتاك الأكرمون فكنت شهـداً
لهم والمسك والماء القراحـا
وقالوا: قد رأينا في ربـــاها
نُهى تهدي وأخلاقاً صحاحا
وأعمــــالاً يعزّ بها بنـــوها
وألسنـــة تطيب بهم فِصاحا
وأحســاباً تصان لها شموخ
تفـــدّيه ومالاً مسـتبــــــاحا
*****
أدرت الجــــود فيهم حاتميــاً
فعبّوا كــــأسه صفواً صُراحا
ونــــــادمهم وكان بهم حفـيـاً
أتـــاح من الغوالي ما أتـــاحا
وقــالوا: إنك الأبهى بهــــــاء
وطهراً وابتســــاماً وانشراحا
ورب مليــحة كانت حصــاناً
ورب مليـحة كــانت سفـــاحا
وأنت مليـحة وخـــــــلاك ذم
فــإن ببردك الغرر الوضاحا
وبعض الحسن مشؤوم دميـم
كما أبصـــرت غانية وقــاحا
وبعض الحسن ميمون وسيـم
أضاف إلى وسامته الصلاحا
*****
أيا أبها دنـــانك مترعـــات
فَدَنٌ يمطر الناس السـماحا
ودن نضارة يهب الأعـالي
حلاها زاهيات والبطـــاحا
ودن من طيوب ناشـــرات
شذاً أحلى من النعمى نِفاحا
ودن للبــــلابل إذ تغــــــني
مساءً أو أصيلاً أو صبـاحا
ودن للضيـــــوف له خوان
أشار لهم وحياهم وصــاحا
إليّ إليّ زادي مسـتــــطاب
يظل على ملاءتـه متــــاحا
وأهـدى فيـــك يا أبها وأبقى
أذان يمــلأ الدنيـــا فلاحــــا
كـأن بــلالَ يهديه فيســـري
مع الآفـــاق ترقبه صداحــا
يقول: أنــــا الهوية عند قوم
رأوا فيها المفــازة والرَّباحا
*****
سلمت ونــلت يا أبها الأمـــاني
وضيئـــات غبوقاً واصطبــاحا
ليغدو الراح في برديك فضــلاً
ويغدو الفضل في برديك راحا
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق