الاثنين، 26 أكتوبر 2020

يا خالقي ما أكرمك

يا خالقي ما أكرمك

الدار البيضاء - الإثنين
25/ 12/ 1424هـ - 16/ 2/ 2004م


في سياحة هادئة هانئة، حافلة بالتأمل والدعاء، والظن الحسن بالله، وجدتني أهتف: يا خالقي ما أكرمك.

سبحت لك وسجدت لك
لما رأيتك في الضياء وفي الحلك
في الطفل يبسم، في الطيور، وفي الزهور، وفي الفلك
في فرحة الناجي السعيد، وفي مخاوف من هلك
في غفلة اللاهي الجهول، وفي هداية من نسك
لبيت لك، وخشعت لك
خوفاً وحباً فاعف عني، أنت أرحم من ملك
ما خاب عبد أمّلك
وأنا المؤمل واللحوح ولي دعاء أسمعك
أجزل عطاءك إنني عبد أتاك ليسألك
فرأى القبول فشاقه، وهفا إليه فراقه، ورنا إليه مسائلاً من أرسلك
فأجاب: أرسلني الكريم، وقد أتيت لأخبرك
فسجدت أفراحي الدنى، نشدو معاً: يا خالقي ما أكرمك
*****
وعدوت نحوك يا كريم أريد أبلغ ساحتك
وسمعت أهلي والصحاب تساءلوا ما أعجلك !
هل أبصرت عيناك ما ترنو إليه فأسعدك ؟
فأجبتهم: إن الجليل هو المعين لمن سلك
درب الهدى فسلكته، وحنا علي فجزته، وأقول من فرح له: ما أجملك
وأقول للرحمن جل جلاله: يا خالقي ما أكرمك
فأرى الفراديس العلا تومي إليْ أنْ هيت لك
*****
يا رب لي أمل مديد في عطائك أنشدك
ما أعظمك، ما أسترك، ما أجودك
ما ضاق عفوك بالغويّ، ومن تمادى أو فتك
ممن أسرّ ذنوبه بين الأنام ومن هتك
أيضيق بالعاصي الكسير وقد أتاك ومجّدك؟
أخطأتُ، لكني المقر رأى الذنوب هي الشَرَك
فبكى وأسرف في الملامة والندامة واستبدّ به الضنك
يخشى ويرجو إنْ أتى أغلى مناه وإنْ ترك
لكنني المرء الذي ما شك يوماً أو أفك
وأنا على ذنبي أرى أني سأقطف أنعمك
وأنا الذي عشق الدعا، في أمنه، والمعترك
أحببته حتى غدا في خافقي مثل الملك
وشكرته لما أراني في حياتي قبل موتي جنتك
فامنن عليّ بتوبة تهمي فأدرك رحمتك
*****
عجّل بها يا خالقي، يا بارئي يا رازقي
لأعود في اليمنى المنى، وأعود في اليسرى الدنى
والقلب يشرق بالسنا، والروح ريا بالهنا
وأنا أقول وفرحتي، تعدو وتسبق خطوتي، والبشر يملأ مقلتي
والسعد يسكن مهجتي، والعفو مِلْك كنانتي، والنور يكسو جبهتي
وأنا أسير وهامتي، مرفوعة فوق الذرى
تعنو لمن خلق الورى، والوعد جاء مبشّرا
يا خالقي ما أكرمك، يا خالقي ما أكرمك
*****
وتطير روحي في المدى، والمسك ينفح والندى
وأنا أردد والصدى، والكون أصبح معبدا
والقلب أضحى مسجداً، وبه الهناءة والهدى
وأطل طيف منشداً، غردت لما غردا
يا خالقي ما أكرمك، يا خالقي ما أكرمك
*****
يا خالقي ما أكرمك
قول يردده اللسان وقبل ذلك مهجتي
أنى مضيت لأنه قد صار لي أنشودتي
تشدو به قيثارتي
في صحبة أحببتها وإذا دعتني خلوتي
وأنا السعيد بفرحة
جعلت حياتي كلها
جذلى تسابق ظلها
ورغابها تدنو لها
قد زانها وأجلّها، في المبتدا والمنتهى
جود الكريم إذا وهب
للعبد منه قد اقترب
*****
يا فرحة أحببتها
وقصيدة أحكمتها
وضراعة أدمنتها
فغدت وقد وشّحتها
أغرودة ميمونة
محبورة مزيونة
هتفت وتهتف دائماً: يا خالقي ما أكرمك، يا خالقي ما أكرمك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة