الخميس، 24 أغسطس 2023

مريم جميلة من اليهودية إلى الإسلام

مريم جميلة من اليهودية إلى الإسلام

     على الرغم من عناد اليهود وجحودهم وتكبرهم وغرورهم، لا تخطئ أن تجد منهم مَنْ يهتدي للإسلام ويمنحه ولاءه وإخلاصه، وفي هذا دليل على أنّ هذا الدين، دينَ الحق، ودينَ الفطرة السوية، بوسعه أن يدخل أشد المعاقل صعوبة ومقاومة.

     إننا نجد في اليهودية عدداً ممن ضاقوا بها واهتدوا إلى الإسلام، وكتبوا مذكرات وجيزة أو وافية تشرح أسباب تفضيلهم للإسلام، بنظر ثاقب وعقل فاحص، من هؤلاء زكي عربي المحامي المصري المشهور، وأحمد نسيم سوسة المهندس العراقي الكبير، ومحمد أسد الأديب المفكر الرحالة النمساوي الذي كان يحمل اسم "ليوبولد فايس"، ومن هؤلاء الكاتبة المفكرة الأمريكية التي حملت بعد إسلامها اسم "مريم جميلة".

     تقول مريم جميلة في حديثها عن تجربتها التي قادتها إلى الإسلام:

     لقد صدمني ما لاحظته من عدم اهتمام زملائي في المدرسة وعدم اكتراث آبائهم بالدين اليهودي، وأخذهم له مأخذ الهزل، فقد اعتاد هؤلاء في أثناء الصلاة في المعبد أن يقرؤوا قصاصات مضحكة كانوا يخفونها في كتب الصلاة، ويضحكون إلى درجة الاستهزاء بالطقوس الدينية.

     ولم يكن جو الاهتمام بالدين في البيت أفضل من هذا بكثير، ففي أعظم الأعياد اليهودية المقدسة كنا نؤخذ أنا وشقيقتي من المدرسة، ونذهب في رحلات عائلية وحفلات مرحة نقضيها في المطاعم الأنيقة بدلاً من حضور الصلاة في المعبد وصيام اليوم الكبير.

     فإذا انضم إلى هذا العزوف النفسي عدم إخلاص الأحبار أنفسهم إزاء حقائق دينهم، ومحاولتهم تشويهها بشكل مكشوف لا لبس فيه؛ فإنّ ذلك مما يزعزع الثقة بالأحبار وبما يقولون.

     ويبدو أنّ ذلك بعض ما عانته مريم جميلة؛ فتقول عن ذلك:

     "وعندما أصبحتُ في العشرين من عمري، وكنتُ حينئذٍ طالبة في جامعة نيويورك كانت إحدى الدورات المرشحة لي تحت عنوان "اليهودية في الإسلام" للبروفيسور الحبر أبراهام إسحاق كاتش رئيس قسم الدراسات العبرية في الجامعة. وكان لا يألو جهداً في إقناع تلامذته وكلهم من اليهود أنّ الإسلام مشتق من اليهودية.

     وكان كتابنا المقرر -وهو من تأليفه- يأخذ آية من القرآن، ويسعى جاهداً لردها إلى أصلها اليهودي المزعوم. وبالرغم من أنّ هدفه الحقيقي هو أن يثبت لطلابه استعلاء اليهودية على الإسلام؛ فقد أقنعني بعكس ذلك تماماً. وكان تصوري لإله اليهود كما ذُكِر في العهد القديم وفي كتاب الصلاة عند اليهود مُشوّهاً وغير لائق، فقد بدا لي –كما تصوِّرُه اليهودية– في صورة وكيل لمقاطعة دنيوية".
***

     وشاء الله عز وجل أن تتمرد الفطرة في شخص هذه المرأة على هاتيك الخزعبلات، لتلقي قيادها للدين الحق، وتختار عن طواعية تامة اللحوق بموكب الإسلام، الهادي المهدي المبارك.
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة