كريستين برنارد ولسون والإسلام
كان اسمها كريستين برنارد ولسون، وكانت مسيحية كاثوليكية، ثم شرح الله صدرها للإسلام فدخلت فيه مقتنعةً أنه الدين الحق. تقول هذه المهتدية التي اختارت لنفسها اسم هنادي بدر الدين:
سمعتُ عن الإسلام لأول مرة وأنا طفلة صغيرة أدرس في أول مراحل التعليم، وقد لفت نظري صورة لإحدى السيدات المسلمات المتحجّبات فسألتُ مدرّستي عن ذلك اللباس فأفهمتني أنّ دين الإسلام هو الذي يأمر النسوة بالحجاب. وقد بقيت كلمة الإسلام مرتبطة في ذهني بهذه الصورة بدون فهم أو إدراك حتى التحقتُ بالجامعة، وسمعتُ هذه الكلمة مرة ثانية.
كنا مجموعة من الطلبة والطالبات، جلسنا في إحدى الأمسيات نتناول الطعام في نادي الجامعة وسط مرج الشباب ولهوه. وكان بيننا طالب عربي لا يشاركنا الشراب، فتعجبتُ من أمره وسألته: هل لديك مانع صحي يجعلك لا تشاركنا الشراب؟ فأجاب: لا، قلت: لم لا تشرب إذن؟ فأجاب: لأنني مسلم. فقلت: آه أنت تؤمن بذلك الدين الذي يأمر النساء بالحجاب ويسمح للرجال بالزواج من أربع!!! فسألني: أهذا كل ما تعرفينه عن الإسلام؟ قلت: نعم، فهل عندك ما تضيفه إلى معلوماتي؟ قال: نعم، وأخذ يحدّثني عن الإسلام.
وأخذتُ أستمع إلى حديثه باهتمام شديد، وفي صباح اليوم التالي ذهبتُ إلى المكتبة أبحثُ عن الكتب التي تضاعِفُ معلوماتي عن الإسلام، ولكنني لم أجد غير كتب المستشرقين فرفضتُ الاطلاع عليها، وعدتُ إلى زميلي أطلب منه أن يمدني بكتب تُشبِعُ رغبتي في دراسة الإسلام، ولم يدّخر زميلي وسعاً في ذلك.
وانقطعتُ للقراءة، وكنتُ كلما انتهيتُ من قراءة كتاب أشعر أنّ شيئاً من الغشاوة التي تغطي عيني قد انزاح، وأنني أصبحتُ أكثر استنارة، وهكذا حتى انتهيتُ من قراءة كل الكتب التي أمدّني بها ذلك الزميل، وهنا شعرتُ بعظمة الإسلام، وقررتُ أن أترك ديني وأصبح مسلمة تعبد إلهاً واحداً لا ثلاثة، وتستطيع أن تؤدي فروض الصلاة في بيتها أو أي مكان آخر دون أن تضطر للذهاب إلى الكنيسة لتُقبل صلاتُها، وقد تم لي ما أردتُ، وأصبحتُ مسلمة، والحمد لله.
***
وقد سُئِلت كريستين برنارد ولسون عن أهم شيء خرجت به من دراستها للإسلام فقالت:
استرحتُ كثيراً عندما استقر بي المقام في كنف دين يقوم على عبادة إله واحد لا شريك له، ولا ولد له. فقد كانت فكرة "الثلاثة" في ديني الأول تؤرقني وتزعجني، وكانت أحياناً تجعلني أسخر منها، فكيف يكون الإله شريكاً للبشر في صفاتهم الخاصة كالزواج والوالدية!؟ هذا منطق لا يقبله العقل!.
وهناك أمور أخرى جذبتني للإسلام منها أنه دين لا يفصل بين القول والعمل، الفكر والسلوك، ولا يقيم الحواجز بين تصرفات الشخص وإيمانه بما يعتقد، فهو دين لا يقف عند حدود العبادة التي ترتبط بمكان كما هو الحال في الأديان الأخرى، ثم إنّ الإسلام ليس دين دقائق أو ساعات يقضيها الإنسان في أداء الفريضة، ثم ينصرف إلى حاله ليتصرف كما يهوى.
إنه حياة كاملة شاملة يعيشها المسلم، وهو يقول: إنّ العمل عبادة، وطلب العلم عبادة، والسعي في مصالح الناس عبادة، والإسلام لا يفصل بين البدن والنفس، بل يعطي لكل منهما حقه، ويوازن بينهما، ويُعْنى بطهارتهما معاً عنايةً كبرى، ويجعل النظافة من الإيمان.
وفي مقدمة المسائل التي شدتني جداً إلى الإسلام أنه دين الرحمة والتراحم والتعاون والتكافل، وأنه قد جعل الزكاة من أسباب سلامة المجتمع، ومنع انتشار الحقد والضغينة ومختلف الأمراض الاجتماعية فيه.
وأيضاً اهتمام الإسلام بالمرأة، ذلك الاهتمام جعله يسوّي بينها وبين الرجل في المنبع الذي خُلِقا منه، وفي الحقوق والواجبات، وأنه جعل الرجل مسؤولاً عن المرأة مسؤولية كاملة ما دامت هي في عصمته، وما دامت تربّي أولاده وتدير شؤون بيته. بل إنّه يعتبر الرجل مسؤولاً عن إعاشتها إن وقع الطلاق بينهما وقرّر لها عليه نفقةً محددة، وفرض عليه أن يدفع لها المهر عند الزواج، أما الأديان الأخرى فالمرأة فيها تدفع المهر للرجل وهو ما يسمّى لديهم بـ"الدوطة".
وسكتت هنادي لحظات كانت تنظر فيها إلى السماء، ثم تنهّدت بارتياح وهي تقول: الحمد لله الذي هداني للإسلام، وأخرجني من الظلمات إلى النور.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق