حارس وضيوف
الرياض - الثلاثاء9/ 1/ 1419هـ - 5/ 5/ 1998م
الموت حارس وقاتل وبرزخ إلى حياة أبقى.
أطللت من ستر كثيف جــــاف
حينــاً وحينــاً لين شفّــــــــاف
أرنو وأمعن في الحياة وسرها
فـــإذا بها سفن بــــدون مراف
وإذا بها عجـــلى كمر سحـابة
في الأفق سارية بدون خفــاف
وإذا بهــا مرهـــوبة مرغوبـة
في عسف طاغية ووعد زفاف
ووجدت فيها الدر سؤر ثمالة
ووجدتها بحراً من الأصداف
ووجدتها تهب الرضــــا لكنه
يــأتي كآلٍ ســــارب متجاف
أحــلامها وهمٌ ونشوة ســـادر
ووعود مخلاف ومر ســواف
تطوي الأنــام وهم أســــارى حبها
في الريث إن شاءت وفي الإيجاف
تدني وتقـصي والخوان لها يد
مبســــوطة بالشَّين والألطاف
ما أتلفتـــه اليـــوم ردته غـــداً
من طيبات تشتهى وعجــــاف
طال الزمان وما ونت أخلاقها
عن عادة الإتلاف والإخـلاف
لكـنـها أبداً تعــــدّ لغــــــــدرة
ما بين نعــماء وبين جفـــاف
وتظل تحصي للفتى أنفـــــاسه
شأن الغريم المسرف العسـاف
حتى إذا ما صوّحــت أيـــــامه
ودنـت لموعــد رحلة وقطـاف
نـــاداه للكــأس التي قد أترعت
فسقـــاه من سم لديه زعـــــاف
فكأن ما عاش الفتى من دهـره
سنــة ليقظان الرؤى أو غـاف
*****
الموت حارسنا ونحن ضيـوفه
فاعجب لحارسنا وللأضيــاف
يهـــوي علينا لا نراه فنتــــقي
ويصول في صمت بلا أسياف
فإذا بنا في حفـــرة تفضي إلى
أعمالنا في ســــاحة الإنصاف
ويموت عند الموت مطمع طامع
ويموت عند الموت كل خـــلاف
والله يلقى الوافــديـــن بعـــــــدله
من أقويــــاء أعزة وضعــــــاف
*****
الموت صنو للحياة وبرزخ
لحياتنا الأبقى وراء سداف
فاجعل رغابك ها هناك فإنها
بحر من النعمى بدون ضفاف
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق