أيا صوفيا
إستانبول - أيا صوفيا - الجمعة8/ 9/ 1414هـ - 18/ 2/ 1994م
زرت أيا صوفيا في ضحى يوم من أيام رمضان المبارك، وطفت به أحدثه ويحدثني.
زرت أيا صوفيا في ضحى يوم من أيام رمضان المبارك، وطفت به أحدثه ويحدثني.
أتيت رحابه خفق الجنــــــان
تدافعـني وأطلبها الأمـــــاني
فأحزن تـــــارة وأبش أخرى
ويخذلني ويسعفني جنـــــاني
وطفت بها فتحكي لي وأحكي
لها ما كان في ماضي الزمان
وما قد مرّ من سعــــد ونحس
وما أبلى وأبقى العــــــــاقبان
*****
ضممت المسجد الخالي ففاضت
مواجعه وســـــالت دمعتـــــــان
وأجهـــش لي وأجهشنـــا وكنــا
أسيـــرَيْ غربــــــة يتعــــانقان
ومال المنبر المحـــزون نحوي
وأطــــرق عاتبـــــــاً لما رآني
وقلت له، وقــــال، وما نبسنــا
وأغنــــانا العناق عن البيــــان
ومرّ على فؤادي همس نجوى
لمئــــذنة تشــــــــــوّف للأذان
ومحـــــراب له بثّ ووجـــد
وأشــــــواق لآمال حســــان
*****
سألت المسجد المحزون لما
عراني من شجاه ما عراني
حنانك ما تريد؟ فقال: عَوْدٌ
لأيــــام خلت كالمهرجـــان
أحنّ إلى أذان من بــــــلال
ففيه هويتي وجُذا كيـــــاني
ومعتكفٍ ينـــاجي من براه
وتالٍ يقرأ السبع المثــــاني
وجمع إثر جمع من كـــرام
وقد هشّت لهم مني المغاني
وشيخ في عبـــــاءته جلال
ونور بصيرة وسنــــا بيان
وشبان كما أهوى وتهـوى
لصدق أو لعلم أو طعــــان
وبيض قد درجن إلى صلاة
قوانت نيّــــــرات كالجمان
وسيف سلّ للإسلام صلت
تعوّد أن يظفّر وهو قــــان
وسلطان إذا ما حلّ ســاحاً
أتـــاه عدوه ميت الجنـــان
له بطـش إذا ما اغترّ باغٍ
وعفو عن مرزأة وعـــان
وجود حاتمي يوم جـــدب
ورقة والد حدب وحــــان
أحنّ إلى الأذان حنين ثكلى
وأرنو الدهر للجمع الحسان
لقد ملت ضلوعي من دموعي
وأنـّت من مكــــابدة الهـــوان
أأمضي العمر مأسوراً وحيداً
أعاني في إساري ما أعاني؟
أما من فاتح يجلو همــومي
وتصدق عنده غُرّ الأمــاني
فقلت: بلى أطلّ الفجر يزجي
مواكبه ونحن الشــــــاهدان
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق